بعد وفاته بكورونا.. معلومات لا تعرفها عن إلياس الرحباني
رحل عن عالمنا اليوم الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، عن عمر ناهز الـ83 عاماً، وذلك آثر إصابته بفيروس كورونا "كوفيد 19" منذ حوالي أسبوع.
قدم على مدى أكثر من ستين عاماً ألحاناً لأغانٍ رومانسية وشعبية وساخرة وصولا الى عالم الإعلانات الشهيرة، وإلى جانب أغانيه الشهيرة لفيروز وصباح ووديع الصافي وفنانين كبار آخرين اشتهر بتأليف الأغاني والموسيقى الأجنبية كما وضع موسيقى المسلسل اللبناني (لا تقولي وداعاً).
عندما كان إلياس في عمر الخامسة توفي حنا الرحباني والد العائلة الرحبانية فعاش الابن الأصغر في كنف الأخوين عاصي ومنصور اللذان أشرفا على تربيته ونشأته الموسيقية.
درس الرحباني الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية والمعهد الوطني للموسيقى، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى، وأحب الموسيقى بعد أن تعرّف عليها من خلال أخويه عاصي ومنصور الرحباني (الأخوين رحباني) اللذين يكبرانه في السن.
في الـ19 من عمره (1957) أراد التوجه إلى روسيا ليكمل دراسته، لكن إصابة في يده اليمنى منعته من ذلك، وكان تلاشي الحلم صدمة عظيمة له، وقد تخلى أستاذه عن تعليمه، لكنه صمم على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي.
وفي الـ20 من عمره (1958) استدعته إذاعة بي بي سي البريطانية بفرعها في لبنان، وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً، فكان ذلك أول عمل رسمي له بأجر بلغ 3900 ليرة لبنانية.
كان عام 1962 محطة رئيسة في حياة الراحل؛ فقد بدأ فيه التعاون مع المغنّين المعروفين، بأغنية «ما أحلاها» للمغني نصري شمس الدين، وبدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة لبنان، وتعرّف على حبيبته «نينا خليل» وتزوجها.
بقي في إذاعة لبنان حتى 1972، واشتغل أيضاً منتج موسيقي لدى شركات منتجة للأسطوانات. وفي 1976 سافر مع عائلته إلى باريس، وأتحف الراحل الرحباني العالم بمئات من الأعمال الموسيقية، أسهمت في ثراء ورقيّ الفنون العربية خلال القرن الـ20.
وفي عام 2004 نُصّب عميداً لأكاديمية روتانا لتعليم الغناء، بداية تأسيسها؛ لكنه استقال منها بعد مدة قصيرة، بمبرر أن قرارات اتخذت بدون استشارته.
يعتبر إلياس الرحباني موسيقي و ملحن وموزع، وكاتب أغانٍ، وقائد أوركسترا، لحن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، 2000 منها عربية، كما ألف موسيقى تصويرية لـ25 فيلما منها أفلام مصرية، وأيضا مسلسلات، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو، من أشهرها موسيقى فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي" وفيلم "حبيبتي" وفيلم "أجمل أيام حياتي" ومسلسل "عازف الليل".
أما أولى ألحانه فكانت "موزاييك الشرق" عام 1972، و"يللي مش عارف اسمك" لسمير حنا و"أوضة منسية" لفيروز و"شفتو بالقناطر" لصباح و"قتلوني عيونا السود" و"يا قمر الدار" لوديع الصافي، و"لا تهزي كبوش التوتي" لملحم بركات و"عم بحلمك يا حلم يا لبنان" لماجدة الرومي.
ولعل من أجمل أغانيه المحفورة في ذاكرة اللبنانيين أجمع "حنا السكران"، التي غنتها فيروز، وبعدها ملحم بركات، وأغنيتا "طير الوروار" و"كان عنا طاحون" لفيروز أيضا، فضلا عن أغنية الديو الشهيرة "يا بو مرعي" لوديع الصافي وجورجيت صايغ، وغيرها، ورحل في 4 يناير 2021 بعد إصابته بفيروس كورونا