وحيد حامد ..معلومات لا تعرفها عن معارك الكاتب الكبير مع الإخوان

وحيد حامد
وحيد حامد

رحل صباح اليوم السبت 2 يناير 2021 السيناريست الكبير وحيد حامد بعد تعرضه لأزمة قلبية، ومن المقرر تشيع جنازته بعد صلاة الظهر.

يعتبر وحيد حامد واحد من أهم كتاب السينما والدراما في الوطن العربي، فلقد قدم أعمالاً فنية على مدار 40 عامًا تتمتع بقدر كبير من الموضوعية والجرأة والفن، وولد بقرية بني قريش مركز منيا القمح محافظة الشرقية، وهو متزوج من الإعلامية زينب سويدان، رئيس التلفزيون المصري سابقًا، ووالد المخرج السينمائي مروان حامد.

جاء حامد إلى القاهرة عام 1963 قادمًا من الشرقية لدراسة الآداب قسم اجتماع، وهو يعمل على تثقيف نفسه وظل سنوات مطلعًا على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية وزائرًا للمكتبات والسينما والمسرح أملًا في أن يصبح كاتبًا مميزًا للقصة القصيرة والمسرح الذي عرفه عن طريق شكسبير، كتب في العديد من الصحف والمطبوعات حتى ظهرت له أول مجموعة قصصية من هيئة الكتاب وكانت تحمل اسم "القمر يقتل عاشقه"، وذهب إلي الكاتب الكبير يوسف إدريس الذي يعتبره هو والأديب نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبدالرحمن الشرقاوي، أساتذته الذين أثقلوا فيه الموهبة وفكره إلا أن الكاتب الكبير يوسف إدريس نصحه بالكتابة في مجال الدراما.

قدم أكثر من 40 فيلمًا منهم "احكي ياشهرازاد"، و"قط وفار"، "الوعد"، "دم الغزال"، "طيور الظلام"، و"المساطيل"، و قدم مع عادل إمام وشريف عرفة عددًا من الأفلام المهمة والتي أثارت الكثير من الجدل ومنها "الإرهاب والكباب"، "اللعب مع الكبار" و"المنسي" و"طيور الظلام"، وكتب السيناريو والحوار لفيلم "عمارة يعقوبيان" والمأخوذ عن رواية بالاسم نفسه والفيلم أخرجه نجله مروان حامد.


كتب 15 مسلسلاً تلفزيونيًا منهم "شياطين الليل"، "البشاير"، "الجوارح"، "الدم والنار"، "كل هذا الحب"، وكتب 12 مسلسلاً إذاعيًا منم "شياطين الليل"، "الرجل الذي عاد"، "طائر الليل الحزين"، "بنت مين في مصر".

بالإضافة لتقديم حوالي 5 أعمال مسرحية منها "آه يابلد" 1971، و"سهرة في بار الأحلام" 1975، و"جحا يحكم المدينة" التي قدمتها فرقة النجوم المسرحية.

وتوجد العديد من الأعمال التي كتبها حامد وأثارت جدلا واسعا ففي عام 1983، أثيرت ضجة كبرى بسبب الفيلم الذي أخرجه سمير سيف، ولعب بطولته عادل إمام، وتم منع عرض الفيلم داخل مصر وخارجها، بدعوى اتهامه للدولة بالتواطؤ مع رجل الأعمال، وأن نهايته إسقاط على حادث اغتيال السادات، ولم يوافق وزير الثقافة على إعادة عرضه، إلا بعد توقيع أكثر من 500 كاتب وفنان على وثيقة تفند آراء الرقباء.

أما فيلم "البرئ" والذي أُنتج سنة 1986، وأخرجه عاطف الطيب، ولعب دور البطولة الفنانان أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز، ودخل وحيد في صدام مع 3 وزارات، أعلنت رفضها للفيلم، وكانت البداية من وزارة الدفاع، بعد أن تقدّم أحد الأشخاص بشكوى يتهم فيها صناع الفيلم بتصويره داخل معتقل حقيقي، وهو ما يعد إفشاءً لسر عسكري، وبعدها طالبت أيضًا وزارة الداخلية منع العمل، بحجة أن أبطاله يرتدون نفس الملابس التي يرتديها جنود وضباط الأمن المركزي، وظل الفيلم ممنوعًا لما يقرب من 20 عامًا، إلى أن عرضته وزارة الثقافة، في عهد فاروق حسني في ابريل عام 2005، بدون حذف للمرة الأولى على شاشة السينما، في افتتاح مهرجان السينما القومي، تكريمًا للفنان الراحل أحمد زكي.

ويعتبر فيلم "سوق المتعة" من أكثر الافلام جدلا، ودخل به في معارك عام 1999، مع أعضاء مجلس الشعب، وفاروق حسني، وزير الثقافة وقتها، ووجهوا نقدًا شديدًا للفيلم لتضمنه مشاهد جنسية ساخنة اعتبروها مخلة بالآداب العامة، وتقدّموا بطلب إحاطة لسحب الفيلم من دور السينما.


وفي سابقة سينمائية، شكل مجلس الشعب عام 2006 لجنة برلمانية لتقييم فيلم "عمارة يعقوبيان" أثناء عرضه في يوليو 2006، بعد أن تقدم 112 نائبًا بطلب إحاطة، يطالبون فيه بوقف عرضه لاحتوائه على مشاهد جنسية صارخة تنافي القيم الأخلاقية للمجتمع المصري.

بمجرد إعلانه عن كتابة سيناريو فيلم عن حادث العبارة "السلام 98"، تلقى وحيد حامد إنذارًا قضائيًا من محامي مالك العبارة، ممدوح إسماعيل، لتحذيره من كتابة العمل.

وفى مواجهة الجماعات الدينية المتطرفة، كان حامد على موعد مع العديد من الأزمات، بداية من فيلمه "طيور الظلام"، ووقف أمام القضاء عام 1995، بعد قيام أحد محامي الإخوان برفع قضية ضد العمل.


ومن الأفلام انتقلت المعارك إلى شاشة التليفزيون، ووصلت لذروتها مع عرض مسلسل "الجماعة" بجزأيه، وكان أحدثها عقب عرض ثاني أجزائه، بعدما خرج سامي شرف، مدير مكتب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ونفى ما جاء في المسلسل، وأن عبدالناصر كان إخوانيًا، وهو شاب صغير، وهو ما رفضه وحيد حامد، مؤكدًا أن لديه أدلة كافية على ذلك، ولم ينته الجدل حول هذه الواقعة.

وآخر أعمال الكاتب الكبير وحيد حامد مسلسل "الجماعة 2" ، والذي رصد فيه ممارسات الإخوان خلال فترة ما بعد ثورة 23 يوليو، وحقق نجاحًا كبيرًا بشهادة الجمهور والنقاد، وكان يحضر لكتابة الجزء الثالث.

تم نسخ الرابط