(فيديو) عمرو خالد يوضح طرق مجربة لعلاج الجروح العاطفية
كشف الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، عن طرق وحلول عملية للتعافي من جروح القلوب وخيانة الأصدقاء، مشيرا إلى ثلاثة طرق يستطيع بها الإنسان أن يتغلب على آلامه وجراحه عند تعرضه لجروح عاطفية، واجتماعية، وعائلية، والتي قال إنها تترك ألمًا شديدًا على النَّفس.
واستعرض "خالد" من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب"، أهم الطرق التي تساعد على مواجهة "الجروح النفسية"، التي لها آثار عليه، وتجعله حسّاسًا جدًا، ويرى مشكلة صغيرة كبيرة؛ وعند أي موقف بسيط يجعله ينفجر بالبكاء.
وشرح الداعية الإسلامي الطرق الثلاثة على النحو التالي:
- الطريقة الأولى: "دَعه يَمُر".. يعني تجاوزه، اعتبره ليس موجودًا.. حاول بقَدر استطاعتك تخرجه من حياتك.. حاول تعمل تجارب عملية يحث عليها عِلم النّفس، كأن تغمّض عينيك وتتخيّل أنه يخرج بعيدًا عن روحك وقلبك؛ على ألا تستمر في متابعة الألم، وترى إلى أي حد وصل، لأنك بذلك لن تستطيع أن تبعده عنّك أو تخرّجه من روحك.
مثلما لا يستطيع الإنسان أن يأخذ نفسين مع بعض: أكسجين والآخر أكسيد الكربون؛ لن تستطيع أن يحمل بداخله شيئًا جديدًا حتى يخرج القديم الموجود بداخله.
- الطريقة الثانية: "الموازنة بين من يحبّونك في الحياة، وبين من يؤذونك".. بمعنى أن ترى عدد من يحبّونك؛ مقابل عدد من يؤذونك.. المؤكد ستجد أن الذين يحبونك أكثر، وهنا لابد أن تتأكد أنّك رابح.
حتى لو اكتشفت أن عدد الذين تسببوا لك في أذى أكثر، ومعك في حياتك واحد فقط، حبه له كبير,، مثل زوجتك أو أبيك أو أمك، فأنت أيضًا رابح، فيمكن أن يغنيك حب شخص واحد بقوة عن مائة لايحبونك. وهذه من رحمة ربنا أنه يضع حولنا أناسًا يحبونا.. فاطمَئن.
- الطريقة الثالثة: "ذكر الله".. وهو أن تعيش مع ذِكر ربنا، وهو أقوى من الطريقتين السابقتين.. هناك طُرق مثلما ذكرنا في الأوّل بعيدة عن البُعد الديني؛ لكن أقواها هو البُعد الديني.. وهو أن يتعلق الإنسان بذكر الله.
وفي سياق تعليقه، شدد خالد على أن "ذكر الله هو أقوى طريقة تتخلّص بها من جروحك وآلام قلبك وروحك؛ لكن يجب بداية أن تعيش معه لأنه أصلًا يستحق أن يُذكَر، وأن يُعبَد.. وليس فقط من أجل أن تتخلّص من آلام الماضي".
وتابع خالد قائلاً: "سبحانه هو العظيم.. هو القادر، وهو من قلبك بيده، وهو خالقك؛ "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا".
لكنه نصح بأن يلجأ الإنسان لربه بدون شروط، "ليس من أجل أن يعافيك فقط من جروحك.. اذهب له وقل له: "أنا جايلك بس علشان أنت ربّنا"، ساعتها فقط سيعافيك من كل جروحك، ويذهب الألم ويزول من قلبك".
وحث خالد على ضرورة أن يعيش الإنسان اللحظة التي يحياها دائمًا، لأن "الإنسان دائمًا يعيش بين أمرين: آلام الماضي، ومخاوف المستقبل. وبين ضغط الاثنين يفقد الحاضر وحلاوته".
ومضى قائلاً: "الذكر يوسّع لك الحاضر، حتى تستطيع أن تحيا فيه بدون ضغوط، أو مخاوف، يبعد عنّك مخاوف المستقبل، وآلام الماضي.. فعندما تعيش عايش في الحاضر، تشعر بأنك تعيش سعيدًا ومستمتعًا في الدنيا".
وأكمل شارحًا: "الذكر يساعدك تعيش اللحظة لأنه يخرجك من الزمان والمكان، من أجل أن تعيش به مع الله.. الخشوع في الصلاة هو أن تعيش اللحظة".
من أجل هذا، حث على العيش مع ذكر الله، حتى تهدأ روحك، وتخف آلامك، وتزول أوجاعك، مؤكدًا أن "20 دقيقة فقط يوميًا كـ "وِرد ذكر ثابت" كفيلة بأن تبعد عنك الأحزان، وتخفّف ألمك، وتهدأ روحك".
وقال خالد: "الورد اليومي، يوسع لك المسافة بين الماضي والمستقبل؛ حيث تستطيع أن تعيش بالـ 20 دقيقة الحاضر، وطوال اليوم، كأنّها دواء للجرح وتخفيف الألم، وتجعلك في حالة تعاف من الآلام".
وأوضح في سياق دعوته للمداومة على الورد اليومي: "لو حافظت على ذكر الله، سيظل قلبك قويًا، وروحك هادئة"، مبينًا أن "القرآن ربط بين إيذاء الناس والذكر، لو أذاك الناس بالكلام أو بالأفعال، لو تعرضت للتنمّر عليك بالذكر: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين".
وعلق خالد قائلاً: "الله تعالى يقول للنّبي صلى الله عليه وسلم إنه يعرف ما في قلبه من وجع وألم من مما يقال عنه من كلام.. ويطلب منه: فسبّح بحمد ربّك، واسجد له، واحك له".