يتجاوز عددهم 3.8 مليون شخص.. «البحوث الإسلامية» يطلق أول مبادرة عالمية لدعم اللاجئين والنازحين
أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن إطلاق أولى مبادراته الدولية بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم اللاجئين والنازحين داخلياً والمشردين الأكثر احتياجًا خلال فصل الشتاء، والذين يتجاوز عددهم 3.8 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتأتي هذه المبادرة مع دخول فصل الشتاء القارس وزيادة الأزمات الاقتصادية التي تضاعف متاعبهم، لا سيما في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا، حيث تُطلق المبادرة تحت عنوان: #30_يوم_إحسان"، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب - شيخ الأزهر ودعمه لدور الأزهر ورسالته الإنسانية على المستويين الإقليمي والدولي.
وتستهدف المبادرة التي تقدَّم باللغتين العربية والإنجليزية مخاطبة الجانبين الإنساني والديني لدى الجمهور العريض في المنطقة والعالم من أجل دعم ومناصرة هذه الفئة من الأشخاص والعائلات التي تفتقد للكثير من مقومات الحياة الأساسية، كما تستهدف حثّ المجتمعات المسلمة وغير المسلمة على مؤازرة النازحين داخلياً واللاجئين في الدول التي تستضيفهم بطرق مختلفة وفقاً لاحتياجاتهم الملحّة، بالإضافة إلى إظهار أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المؤسسات الدينية والمؤسسات الإنسانية الدولية في سبيل دعم قضايا المحتاجين والفئات الأكثر فقرًا وعوزًا.
ومع إطلاق هذا المبادرة الأولى من نوعها، قال الدكتور نظير عيّاد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: "إن إطلاق هذه المبادرة الإنسانية والهادفة والفريدة من نوعها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تحقق نوعًا من التعاون الفعّال والإيجابي الذي يجمع بين توجه الأزهر الشريف إلى تعزيز الجانب الإنساني لدى الدين الإسلامي الحنيف من جهة، وبين خبرة المفوضية وباعها الطويل في حماية ومساعدة اللاجئين والنازحين داخليًا الأكثر عوزًا وحاجة في المنطقة والعالم".
أضاف الأمين العام: نأمل أن تكون هذه المبادرة المشتركة نواةً لتعاونٍ مستدامٍ بين الطرفين، يهدف إلى تسليط الضوء المستمر على أوضاع اللاجئين والنازحين داخليًا في العالم، واحتياجاتهم وسبل تقديم المساعدة لهم، مشيرًا إلى أنه من المقرر أن تُنفّذ المبادرة المشتركة بين الجانبين على أربع مراحل، تمتد كل مرحلة على مدار أسبوع كامل، وتقدم من خلالها رسائل يومية تتعلق بموضوع المرحلة، وترتكز المرحلة الأولى على موضوع توفير المأوى للعائلات اللاجئة والنازحة داخلياً في مختلف دول العالم خصوصاً ممن لا يجدون مسكنًا ملائماً يحميهم من برد الشتاء القارس، وستدعو الرسائل المقدمة في هذه المرحلة للانضمام إلى المبادرة من خلال المشاركة بكل ما من شأنه أن يسهم في التخفيف من معاناة هذه العائلات، وتعزيز قدرتها في مواجهة ظروف الطقس القاسية.
فيما علّق خالد خليفة، الممثل الإقليمي لمفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومستشار المفوض السامي للتمويل الإسلامي قائلًا: "يشرفنا اليوم أن نطلق هذه المبادرة التوعوية بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والتي من شأنها أن تلفت الأنظار إلى حال الملايين من اللاجئين والنازحين داخليًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين يواجهون فصل الشتاء بموارد ضئيلة لا تكفي لكي ينعموا بالدفء والأمان". وأضاف: "لا بد للمؤسسات الإنسانية الدولية بما فيها المفوضية أن تدرك الدور الجوهري والعالمي للمؤسسات الدينية بما فيها الأزهر الشريف في تحفيز الحس الإنساني والدعوة إلى مدّ يد العون لمن هم في أمس الحاجة لها، ونحن نتطلع قدمًا إلى بناء شراكة طويلة الأمد مع الأزهر الشريف بما يعود بالنفع والفائدة على العائلات اللاجئة والنازحة داخليًا".
وتتعلق المرحلة الثانية للمبادرة بموضوع توفير المأكل للعائلات اللاجئة والنازحة الأكثر عوزًا وحاجة من خلال توفير وجبة ساخنة يوميًا لكل عائلة، أو تخصيص قيمة هذه الوجبة، وستقوم الرسائل اليومية على مدار الأسبوع الثاني على طرح سبل هذا العمل وقيمة العمل الإنساني وانعكاساته الإيجابية على تحقيق مبدأ التكافل والتعايش المجتمعي، أما على مستوى المرحلة الثالثة فإنها ستوجّه مجموعة من الرسائل التي تدعو إلى المساهمة في موضوع توفير كسوة الشتاء لهذه العائلات وتحقيق كل معاني الدفء لهم، ثم تليها المرحلة الرابعة التي تنطلق من رؤية مختلفة تقوم على بناء أسرة ودعم أركانها من خلال توفير فرص العمل الكريم لهم سواء بشكلٍ مباشرٍ، أم من خلال دعوة الآخرين إلى تيسير سبل كسب الرزق لهم، الأمر الذي من شأنه تخفيف اعتماد هذه العائلات على الدعم والمساعدة على المدى البعيد.
كما أعلن القائمون على المبادرة بأنه تم تخصيص صفحة تسمح للأفراد بالانضمام إلى مبادرة