”العفاريت” قتلته.. حضر ”الجن” في فيلم ”عاد لينتقم” وتسبب في منعه من العرض.. حكاية الحسيني الفلكي خادم الشيطان
الكثير من المخاوف يتناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مسلسل "جمال الحريم"، والذي يتضمن تعاويذ يقولها أبطال العمل في إطار الحبكة الدرامية، لكن تداول البعض أن هذه التعاويذ قد تكون حقيقية وتتسبب لهم في أضرار، وعلى غرار ما يتم تداوله، كانت هناك حكاية مشابهة عن الحسيني الفلكى، تتحدث عن ساحر استغل عمله في فيلم "عاد لينتقم"، وقام بتحضير "جن" خلال العمل الذي عرض في الكثير من البيوت، وهو ما أدى لإصابة بعض أفراد فريق العمل، وهو ما نستعرضه في التقرير التالي.
الحسيني الفلكي لمن لا يعرف هذه الشخصية، هو اسم كان معروف وسط أشهر السحرة بالعالم، هذا الرجل يعتبر أكبر روحاني في التاريخ خدم الجن طوال عمره لكى يساعدوه، ويطيعوا أوامره، ولكن كانت نهايته مؤلمة.
هو السيد الحسيني الفلكي من مصر، وقام بإيذاء الكثيرين، حتى استطاع إدخال الجن فى كل منزل عن طريق الفيلم العربى "عاد لينتقم" من إنتاج ١٩٨٨، حيث استعان به المخرج ليمثل دور شخص روحاني، ويقول لهم كلام تمثيلى لا أكثر إلا أنه خدعهم جميعاً عن طريق قول العزيمة البرهاتية الكاملة بلا نقص، وهذا جزء منها :"حليما حليما ..... بليغا بليغا……… بسكلاً بسكلاً ……. تراباً تراباً. فكرني في حليوة ولد عبد انزلو حتى يركم النصر بعينة ويكلمكم بلسانة.. ويسألكم عن حوارية اينما تكونوا اتونى مسرعين مسرعين بحق براتيهى براتيهى اتونى مسرعين مسرعين الواحد الاحد الفرد الصمد اتونى مسرعين مسرعين بحق العهود السلمانية والعهود الانسية احضروا احضروا".
فبدأ يحلُ الخراب على كل شخص ابتداء من فريق العمل بالفيلم حيث لاحظ مصور الفيلم وجود حركات غريبة وأشخاص تظهر أمام الكاميرا لايعرف من هم ولا وجود لهم بسناريو الفيلم، وبعد إنتاج الفيلم بأيام توفى أحد طاقم العمل، والسبب كان مجهول، وبعد أن تم عرض الفيلم بالسنيمات، لاحظ الجمهور أشياء غريبة تحدث لهم بعد مشاهدتهم لهذا الفيلم، فقرروا منع الفيلم من العرض.
كما أنه بايع إبليس وأصبح من أقوى الروحانين والسحرة بالعالم وكان أكثر مشاهير العالم يلجأون إليه، وكان يعمل بأكتر من كتاب للسحر الأسود ككتاب "الجوهرة وشمس المعارف" وغيرهم، لكن الغريب أنه مات موته شنيعة، ووقت التحقيق الظابط الذي كان يحقق في القضية عندما رأى منظرة، قال أنه كان كالآتي :"عينية مبرأة، ووجهه أزرق شاحب يكاد يكون متخشب، وفمه كان مفتوح من الخضة، مع أنه كان يتعامل مع الجن، ومعتاد على رؤيتهم، لكن الغريب ما الذي رأه، وجعله يصدم ويموت بهذا الشكل، ويبقى لغز حير الكثير.
ولكن البعض يقول شئ آخر، وهو أن زوجته قتلته، أو أن أحدهم قتله بالسم، الجميع في ذلك الوقت كانوا يرددون أن الجاني عفريت من العفاريت التي كان يحضرها الفلكي الحسيني لتساعده في عمله، وكانت بعض الأحراز تثير علامات استفهام عريضة لدى البعض، فقد عثروا على كميات كبيرة من الحليب بداخل منزلة، ومناديل ملوثة بالدماء بالإضافة إلى صور عديدة للمشاهير مكتوب خلفها طلاسم لايعرفها أحد سواه.
ومضت الأيام ولم يكن من المعقول أن تتجه أنظار المباحث إلى حكايات الجن والعفاريت، فالشرطة في أداء عملها تخرج عن الأفكار العادية خارج نطاق القائمين على العدالة، إلا أن تقرير الطب الشرعي جاء بمفاجأة من العيار الثقيل، فالقتيل لم يقتله أحد من بني الإنس، ولم يمت بهبوط حاد بالدورة الدموية، مما أعاد إلى الأذهان مرة آخرى حكاية العفاريت.
هذا الفلكي الذي كان ينبأ بالمستقبل، لم يعرف أن يومه الأخير حافل بالمفاجآت، هذا الحادث كان من أغرب الحوادث التي واجهها رئيس مباحث بولاق وقت الحادث، فلم يكن المثير في هذه القضية هو اتهام أقارب الفلكي الشهير لرشا الزوجة الشابة الحسناء، وإصرارهم على تورطها في حادث مصرع السيد الفلكي 58 سنة.
ولكن المثير هو تقرير الطبيب الشرعي، ومفتش الصحة أكد أنه لايوجد سبب مقنع لوفاة الفلكي، فلم يجد الأطباء عند تشريح الجثة أي أثر للسم، وازدادت حيرة رجال المباحث، والنيابة حينما أكد تقرير الطب الشرعي أن الفلكي الشهير لم يمت بهبوط حاد في الدورة الدموية، ولم يصب بأي نوع من الجلطات في القلب أو المخ، ولم يحدد تقرير الطب الشرع سببا مقنعا لوفاة الفلكي، وتم حفظ الاتهام ضد الزوجة الشابة التي لم تدينها تحريات المباحث، وظلت وفاة الفلكي لغزا مثيرا، ولم ينته غموض هذه القضية، فقد حفلت معاينة المباحث لشقة الفلكي بفيصل بمفاجآت عديدة.
شقة الفلكي الشهير كانت تصلح بمفردها كسيناريو لفيلم رعب، حيث عثرت المباحث على أكثر من 16 منديل ملوث بالدماء لايعرفون لما السبب، لفت نظر العميد مفتش مباحث الغرب كميات كبيرة من اللبن الحليب كان يحتفظ بها الفلكي في شقته، هذه الكمية كانت تتجاوز بكثير احتياجات أي أسرة، وفسر البعض هذه الكمية أن الفلكي كان يستخدمها في السحر.
مفاجآت آخرى كانت في غرفة نوم الفلكي، وهي صور لعشرات من نجمات السينما مكتوب على الصور بعض الطلاسم، وأغلب الظن أن مهاويس هؤلاء النجمات هم الذين أحضروا هذه الصور لإجراء أسحار لهن.
لم يغفل رجال المباحث الاضطلاع على أجندة تليفونات الفلكي التي كانت تحتوي على المئات من أرقام هواتف مشاهير النجوم من أهل الفن، والكرة، والسياسة وكذلك بعض الهواتف في دول خليجية.
وكما كان الفلكي في حياته مثيرا للجدل كانت ظروف مصرعه شديدة الإثارة، والبداية حينما تلقى رئيس مباحث بولاق الدكرور بلاغ من رشا زوجة الفلكي السيد الحسيني بمصرعه في عيادة طبيب، وانتقل مفتش الصحة، ورئيس المباحث للمستوصف، وتم نقل الجثة لمستشفي بولاق الدكرور.
في هذه الأثناء سارع شقيق الفلكي ليقدم بلاغا إلى مدير مباحث الجيزة اتهم فيه الزوجة الشابة رشا بدس السم لزوجها، وأوضح شقيق الفلكي في بلاغه أن هناك أسباب دفعته لاتهام الزوجة بهذه الجريمة، لأنها كانت تصغر الحسيني بأكثر من 40 عام، فهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها.
شقيق الزوج أكد في اتهامه أنه شهد مشاجرة عنيفة بين رشا وشقيقه قبل الحادث بيوم تطورت المشادة لصراع بالأيدي، وهددت بعدها رشا بترك المنزل، وقررت المباحث استدعاء الزوجة، ومواجهتها بالاتهامات، وأكدت أنها تزوجت الفلكي بعد قصة حب، كانت من أشد المعجبات بكتب الفلكي، وأفكاره، وفرحت بشدة حينما عرض عليها الزواج.
لم تنظر الزوجة لفارق السن بينهما، ولكنها أدركت أنها ستعيش مع الحسيني أجمل لحظات حياتها، وكانت شديدة الشوق إلى هذا العالم السحري الذي سمعت عنه كثيرا، لكنها لم تقترب منه، وأصبحت نجمة مجتمعات فجأة، وكانت تصاحب الحسيني في جميع الدول التي يسافر إليها، وترافقه في المؤتمرات التي يحضرها ليتحدث عن علم الفلك، كانت تقوم بدور منسقة ومديرة أعمال الزوج، تحدد له مواعيده، وترد على مكالماته، كانت مبهورة وبهذه الحياة الجديدة، كانت تشعر أن الفلكي يحبها بجنون، ولم يعكر صفو هذه الحياة سوى غيرة زوجها.
كان الحسيني يشعر بأنوثة زوجته، ويحاصرها بغيرته، وأحس أن فارق السن بينهما قد يدفع عشرات الشباب إلى الطمع في رشا الحسناء، وضاقت الزوجة بحصار زوجها وأوامره، وبدأت تتمرد على حياتها المرفهة، لأنها كانت تعيش في كنف أسرة متوسطة في إحدى قرى الوجه البحري، ولكنها بعد زواجها من الحسيني تحولت من حال إلى حال، ولكن غيرة الزوج ادتع لأكثر من مشاجرة بينهما، وتعدى عليها الحسيني بالضرب عدة مرات.
أكدت رشا في أقوالها أمام الشرطة أن بعض أشقاء زوجها كانوا يطمعون في أمواله، لذلك حاولوا إثارة القلاقل بيني وبينه، بل أنهم طلبوا منه صراحة تطليقي، وكاد الحسيني أن يفعلها في إحدى المرات، وقبل الحادث بيوم حدثت مشاجرة عنيفة بين الفلكي وزوجته التي كادت تترك المنزل، لولا تدخل والدها، وبدأت رشا تفسر ماحدث لزوجها أنه بتأثير من الخمور التي كان يعشقها، حيث تقول :"فوجئت بتدهور حالته الصحية، واصابته بدوار وقيء مستمر فقمت بنقله لأحد المستوصفات في نفس العمارة التي نسكنها، ولكنني فوجئت بمصرعه، وأصابني الذهول من اتهامي بقتله".
قررت النيابة حفظ القضية، واستبعاد الشبهة الجنائية ليبقي حادث مصرع الفلكي لغزا مثيرا.