طلق زوجته بسبب النكسة.. ومنح ضرتها العصمة .. جمال عبد الناصر سبب له اكتئاب.. واكتشف أحمد زكي .. أسرار لا تعرفها عن صلاح جاهين
تحل اليوم ذكري ميلاد الشاعر والكاتب الكبير صلاح جاهين والذي ولد في عام 1930، وهو رسام و شاعر و مؤلف، أستطاع أن يكون حالة استثنائية في تاريخ الفن المصري، وملأ الدنيا بكلامه الحلو، وأغانيه المبهجة، ورباعياته واعماله وكان له الفضل في أكتشاف العديد من النجوم الذين أشتهروا في الوسط الفني بعد ذلك...
ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي في شبرا، وكان والده رئيس محكمة استئناف المنصورة، درس فنون جميلة ولكنه لم يكمل دراسة بها، وتركها والتحق بكلية الحقوق ليكمل بها دراسته الجامعية، وعقب التخرج بحث وراء هواياته فعمل رساما للكريكاتير في مجلة روز اليوسف والأهرام وصباح الخير, كما عمل محررا لدى العديد من الصحف والمجلات.
انتج العديد من الأعمال التي تعتبر خالدة في تاريخ السينما المصرية مثل "أميرة حبي أنا" و"عودة الأبن الضال" وغيرها، وكان صاحب سيناريوهات “خلي بالك من زوزو” و“المتوحشة ” و“شفيقة ومتولي" وشارك التمثيل في عديد من الأفلام مثل “المماليك” و “اللص والكلاب “، وترك 161 قصيدة شعرية إضافة إلى أوبريت الليلة الكبيرة الذي يعتبر أشهر أوبريت عرائس في مصر، وكان له الفضل في اكتشاف العديد من النجوم منهم أحمد زكي وشريف منير وعلي الحجار، كما كانت تربطه علاقة قوية بسعاد حسني.
تزوج مرتين، الأولى من سوسن محمد زكي الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955، وأنجب منها أمينة والشاعر بهاء جاهين، والثانية من الفنانة منى جان قطان عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين.
مثلت حركة الضباط الأحرار وثورة 23 يوليو 1952، مصدر إلهام كبير لصلاح جاهين حيث قام بتخليد جمال عبد الناصر فعليًا بأعماله، وسطر عشرات الأغاني، ليصفه البعض بشاعر الثورة ومجسد آمالها المعقودة على حكام البلاد الجدد.
آمن صلاح جاهين بمشروع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليسخر قلمه وكتاباته لدعمه ومآزرته في أحلك الظروف التي مرت بها مصر خلال فترته.
أصيب باكتئاب شديد بسبب النكسة عام 1967، وتعرض "جاهين"لصدمة جديدة بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر في سبتمبر عام 1970، وأنعكست النكسة أيضا على حياة صلاح جاهين الزوجية وانفصل عن زوجته الأولى، حيث قال في أحد الحوارات: "هذا الانفصال المؤلم كلفني فشل حياة زوجية كاملة راح ضحيتها الأطفال.. المرض هو الذي كان يقف في طريقي وليس زوجتي".
كان طلاقه من زوجته الأولى بسبب حالة من حالات الاكتئاب التي كانت تنتابه، لذلك عندما تزوج للمرة الثانية كتب في العقد أنه يمنح زوجته حق الطلاق، وتزوج صلاح جاهين من الكاتبة منى قطان بعد النكسة، وتصف زوجته الحالة التي مر بها في كتابها "أيامي مع صلاح جاهين"، قائلة: "كنا في حالة اكتئاب رهيب، هذا الاكتئاب ساعده على أن يكون شاعراً، وإن فترات المرح المصطنعة النابعة من حالته المرضية هي التي خلقت التأملات الكاريكاتورية، وكانت عظمته تكمن في أنه ظل دائماً غير راضٍ عن إنجازاته على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام".
استسلم صلاح جاهين للمرض الذي كان يعانيه طوال حياته، فسافر إلى موسكو لمدة 5 أشهر للعلاج، وتقول زوجته منى قطان عنه في فترة ما بعد رحيل عبد الناصر: "ظل يكتب الإعلانات طوال حياته بسهولة ويسر، وكأنه يتخلص من التوتر الذهني الذي كان يلازمه، من خلال اللعب في عالم الإعلانات البسيط، وإذا به يجد نفسه بعد كل هذه الرحلة وكل هذه المعارك أمام تيارات تنبذ فكرة الفن، وتحقر من شأن الفنان، كان صلاح قد توقف عن تناول المسكنات التي تساعده على الاستمرار إلى جانب تصوره أنه فقد قدرته الخلاقة"، حتي توفى في 21 إبريل 1986.