عالم أزهري يحذر من صفة قبيحة تحبط عمل الفرد وتثير الفتن بالمجتمع.. تعرف عليها
شدد الدكتور محمد محمود الأعرج، الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، علي أهمية إخلاص النية في الأقوال والأعمال لله عز وجل باعتبارها أحد مقاصد الشريعة، محذراً من خطورة أن يقترن ذلك بالرياء.
وقال الأعرج، في برنامج (من مقاصد الشريعة الإسلامية) الذي يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم، إن علماء اللغة قد عرفوا الرياء بأنه مخالفة الأعمال الظاهرة للنوايا الباطنة بقصد الحصول على الثناء.
وأوضح أن من صور الرياء في العبادات القيام بالعبادات مع تعمد إظهارها للناس طلبا للمدح، كما قد يكون التحلي بالأخلاق الكريمة رياء، طلبا لمدح الناس.
وأشار الأعرج إلى أن الرياء خصلة قبيحة، لذلك نفر القرآن الكريم والسنة النبوية منه، ومما ورد من آيات القرآن الكريم التي نفرت من الرياء، نذكر قول الله عز وجل "وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قَرِينًا"، ومنها قول الله عز َجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".
وذكر العالم الأزهري أن المقصد الشرعي من التنفير من الرياء والحث على الإخلاص في العمل، هو أن النفوس الإنسانية مجبولة علي حب المدح، لذلك نجد الشيطان يعمل على إفساد عمل العبد فإن لم ينجح، دخل إليه من خلال هذه الثغرة - أي حب المدح - فيعمل على إفساد نية العبد عن طريقها ليفسد عمله، كما أن الناس يغترون بالشخص المرائي ظنا منهم أن فيه خيرا، حتى إذا ما اتضحت حقيقته انصرفوا عنه وعمن هو مثله حتى وإن كان صالحا.
وقال إن الإسلام حذر من الرياء لما يترتب عليه من إحباط لعمل الفرد، وإثارة الفتن بين أفراد المجتمع، ودعا إلى إخلاص العمل لله عز وجل والابتعاد عن طلب الرياء والسمعة.