عاجل..أردوغان يساعد داعش على ارتكاب جرائمه الإرهابية لإلصاقها بالمعارضة

الموجز

بعد أن وقعت مجزرة أنقرة التي راح ضحيتها 109 أشخاص نتيجة هجوم انتحاري بسيارة مفخخة دبرها عناصر تنظيم داعش الإرهابي، استهانت الدولة التركية بدماء أبنائها، وساعدت الإرهابيين مرتكبي الجريمة في الهروب من أراضيها، وهو ما كشف عنه موقع «نورديك مونيتور» السويدي.

وقد حصل «نورديك مونيتور» على وثائق تكشف عن الدور الذي قامت به المخابرات التركية بتسليم أدلة سرية تتألف من 832 صفحة، تحتوي على وثائق خاصة بمقرات الأمن التركي، وخرائط تستخدم في صفوف المدارس العسكرية، وكانت جميعها مدمجة في قرص صلب، تم ضبطه فيما بعد بمنزل أحد الدواعش.

وأوضح الموقع السويدي، أن أعضاء داعش مرتكبي مجزرة أنقرة، كانوا جزءًا من الخلية التركية الرئيسية بقيادة إلهامي بالي، وهو العقل المدبر وراء العديد من الهجمات الإرهابية في تركيا وأحد العملاء الرئيسيين بجهاز المخابرات التركية.

وذكر الكاتب التركي عبدالله بوزكورت في مقاله بالموقع السويدي، أن المخابرات التركية تعاقدت مع تنظيم داعش الإرهابي لتنفيذ عدة هجمات إرهابية في تركيا من أجل تعزيز الأجندة السياسية لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وتبرير انتهاكاته للمعارضين الذين سيتم لصق التهمة بهم.

وقد خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبيته في البرلمان في انتخابات يونيو 2015، والتي كانت أول هزيمة منذ 13 عامًا من حكمه، لكنه استعادها في انتخابات مبكرة في نوفمبر 2015، وسط هجمات إرهابية كبيرة ألقي باللوم فيها على داعش.

وتم الكشف عن عملية المخابرات التركية السرية وغير القانونية بالتنسيق مع داعش في 30 أكتوبر 2015، عندما أرادت الشرطة إيقاف سيارة كإجراء روتيني من قبل شرطة المرور في حي غازي مختار باشا في مقاطعة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا، الواقعة على الحدود مع سوريا.

فيما حاول السائق عبد القادر ديميريل اجتياز حاجز كمين الشرطة، ولكن أوقفته وحدات الشرطة، فألقى قنبلة يدوية من السيارة على الشرطة، لكنها لم تنفجر، ومن ثم ألقت الشرطة القبض عليه وعلى زميله يوسف كابيل، وعثرت على قنبلتين يدويتين ومسدس وحزام ناسف مفخخ يحوي سبعة كيلوجرامات من مادة «تي إن تي» في السيارة.

وفي أول استجواب للشرطة، اعترف ديميريل بأنه تلقى أوامر من قائد داعش في العاصمة الإندونيسية بالي، المعروف باسمه الحركي أبو بكر، بتنفيذ هجمات إرهابية على مكتب حزب الشعوب الديمقراطي ذي الأغلبية الكردية في إسطنبول بحلول 31 أكتوبر 2015.

وقال كابيل إنه جاء إلى تركيا من سوريا، حيث توجهوا إلى إسطنبول، بالتزامن مع موعد عقد الانتخابات التركية، وأنه قد طُلب منه تنفيذ الهجوم قبل انتخابات نوفمبر.

وبعد تفتيش منزل كابيل، عثرت الشرطة على كتيبات تشرح بالتفصيل كيف يتم إعداد المتفجرات والقنابل، كما تم ضبط جهاز كمبيوتر، وثلاثة أقراص صلبة، تم تقديمها إلى المحكمة الجنائية العليا الثانية بغازي عنتاب.

وكشف تقرير محكمة غازي عنتاب، عن تزويد داعش بوثيقة حساسة أظهرت كيفية تجنب قوات الدرك في القرى الواقعة في المناطق الحدودية التركية السورية، حيث قام مسلحو داعش باستطلاع تسعة مراكز للشرطة، وراقبوها والتقطوا عدة صور للمكان الذي تعرض للهجوم الإرهابي في 1 مايو 2016، ما أسفر عن مقتل ضابطي شرطة.

كما أظهر كتيبان أعدهما تنظيم داعش باللغة التركية نوع الهجمات الإرهابية التي خطط لها التنظيم، كان أحدهما بعنوان «دورة حول السموم»، والآخر بعنوان «دورة حول المتفجرات»، حيث أعد التنظيم الإرهابي خططًا لتسميم خزانات المياه في المدن الكبرى لخلق الفوضى.

وكان نورديك مونيتور قد نشر في وقت سابق وثيقة سرية، كشفت كيف استضافت المخابرات التركية، قائد داعش في بالي الزعيم أبو بكر، في فندق فخم في أنقرة، بعد ارتكابه لسلسلة من الهجمات الإرهابية في تركيا.

وبعد ثلاث سنوات من التحقيق، في أبريل 2019، تم إدانة ديميريل وكابيل، وحُكم عليهما بالسجن، في حين لم يتم إجراء تحقيق في علاقتهما بالمخابرات التركية.

وكانت تركيا قد عانت من ثلاث مجازر دموية في 10 أكتوبر 2015 في أنقرة، وأسفرت عن مقتل 142 شخصًا، وهي العملية الأكثر دموية في تاريخ تركيا.

تم نسخ الرابط