قرار كاس بتخفيف العقوبة المفروضة على روسيا يثير الكثير من الانتقادات

روسيا
روسيا

جاء قرار محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) بتخفيض عقوبة إيقاف روسيا عن المشاركات الدولية إلى عامين بدلا من أربعة أعوام، ليثير موجة من الانتقادات، وقد كان ترافيس تيجارت رئيس الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات من أشد المنتقدين لقرار المحكمة.

وأعلنت محكمة كاس أمس الأول الخميس تقليص فترة الإيقاف المفروضة على روسيا إلى عامين، بدلا من الإيقاف لمدة أربعة أعوام الذي فرضته الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، على خلفية قضية المنشطات الروسية الشهيرة.

وطبقا للعقوبة، لا يسمح لالرياضيين الروسي بالتنافس تحت العلم الروسي أو ترديد النشيد الوطني، في أولمبياد طوكيو المقرر في العام المقبل وكذلك الأولمبياد الشتوي المقرر عام 2022 في بكين وغيرها من البطولات الكبرى مثل بطولة العالم للسباحة وبطولة العالم لألعاب القوى 2022 وكذلك كأس العالم 2022 لكرة القدم بقطر.

لكن سيكون بإمكان الرياضيين الروس المشاركة في المنافسات كرياضيين مستقلين، مع ارتداء الزي الموحد وظهور كلمة "روسيا" عليه، لكن بشرط أن تظهر أيضا عليه عبارة "رياضي مستقل".

وقال الدراج البريطاني كالوم سكينر في تصريحات نشرتها صحيفة "جارديان" أمس الجمعة :"روسيا لم تعاقب بالإيقاف، وإنما جرى تغيير مسمى فريقها إلى /رياضيين مستقلين من روسيا/"، وأضاف أن "أكبر فضيحة منشطات في التاريخ مرت دون عقاب."

وبعد دقائق فقط من الإعلان عن حكم محكمة كاس، أظهر تيجارت رئيس الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات رد فعل غاضبا وتحدث عن "ضربة كارثية" للرياضيين المتنافسين بنزاهة.

وادعى تيجارت أن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) واللجنة الأولمبية الدولية "تلاعبا وأساءا التعامل مع قضية المنشطات الروسية منذ اليوم الأول ووضعا السياسة فوق المبادئ مرة أخرى".

كذلك دعا تجمع الرياضيين الألمان إلى تغييرات هيكلية من أجل :"نظام فعال ومحكم للتحكيم الرياضي الدولي، لفرض عقوبات صارمة فيما يتعلق بأنشطة المنشطات المدعومة من قبل الدولة.

وذكرت صحيفة "يو.إس.إيه توداي" الأمريكية "روسيا تستحق كل إدانة نارية وعار وهى في طريقها إلى الدورتين الأولمبيتين المقبلتين"، واشارت إلى أن توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية قام "بتمكين روسيا ونظام المنشطات المدعوم من الدولة، في كل الجوانب."

ولم تصل اللجنة الأولمبية الدولية إلى حد فرض حظر شامل على روسيا في الماضي، رغم فضيحة الانتشار الممنهج والمدعوم من قبل الدولة للمنشطات بين الرياضيين الروس والتي جرى الكشف عنها عام 2015، لكن كان على الرياضيين التنافس كرياضيين مستقلين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج عام 2018.

وفرضت وادا عقوبة الإيقاف أربع أعوام على روسيا في ديسمبر 2019، عندما أعلنت عدم امتثال الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات "روسادا" لاجراءات وادا ، مشيرة إلى أن بيانات مختبر موسكو خلال الفترة ما بين عامي 2012 و2015 تم العبث بها قبل تسليمها إلى وادا، وذلك بداعي محاولة التستر على حالات تعاطي منشطات.

وتحدثت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" الألمانية عن "عقوبة خفيفة للغاية" و"العديد من الثغرات"، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" :"الجميع متفقون: روسيا حققت الفوز عبر آخر قرار بقضية المنشطات."

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عن ميخائيل بوخانوف المدير العام للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا) قوله "إنه انتصار لروسيا" و "سابقة مهمة".

ومن جانبها، أكدت اللجنة الأولمبية الدولية أمس الأول الخميس أنها أحيطت علما بقرار محكمة كاس، مشيرة إلى أنها "ستقيم الآن بعناية هذا الحكم وتداعياته على المنافسات داخل الحركة الأولمبية، لاسيما فيما يتعلق بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين عام 2022.

وأبدى الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية، أسفه لعدم تأييد الحظر لمدة أربعة أعوام "في ضوء الانتهاكات الجسيمة بإشراف الدولة لسنوات طويلة والمنافية للعب النظيف من قبل روسيا".

بينما أبدى ويتولد بانكا رئيس وادا مشاعر مختلطة، وصرح قائلا "يسر الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أن تعلن فوزها بهذه القضية التاريخية. لم ندخر جهدا في التحقيق في هذه المسألة المعقدة للغاية وفي عرض قضيتنا أمام محكمة التحكيم الرياضية الدولية".

وأضاف :"نحن، رغم ذلك، نشعر بخيبة أمل لأن لجنة كاس لم تصادق على فترة الإيقاف التي فرضناها على روسيا بأربعة أعوام"، لكنه أقر بأن (وادا) "لم يكن القاضي بل المدعى العام ويتعين علينا احترام قرار اللجنة".

تم نسخ الرابط