كان يعمل في الخارجية.. له قصة مثيرة مع أم كلثوم .. شقيقه مات مكتئبا بسببه.. حكايات ساخنة عن توأم عماد حمدي
حقق النجم الراحل عماد حمدي نجاحات كبيرة وترك بصمة قوية في المجال الفني لكن ما لا يعرفه الكثرون أن في حياته الشخصية كواليس و أسرار لم يتحدث عنها.
لعماد حمدي شقيق توأم يدعي عبد الرحمن كان يشبهه في كل شئ فلم يستطيع أحد التفريق بينهم حتي أقرب الناس له ..وكان عماد حمدي مرتبطا بتوأمه ارتباطا شديدا لدرجة أنه أصيب بالعمي ومات مكتئبا بعد وفاة شقيقه... من خلال هذا التقرير نستعرض بعض المواقف بينهم...
ولد الفنان عماد حمدي وشقيقه عبد الرحمن في 25 نوفمبر عام 1909 بصعيد مصر، وبعد انتقالهم للقاهرة تعلموا فنون الإلقاء على يد الفنان عبد الوارث عسر، ونجح "عماد" طوال مشواره الفني في تجسيد العديد من الأدوار بدءً من الشاب الوسيم أمام نجمات السينما وصولًا لأدوار الأب.
في البداية تحدث عماد حمدي عن بدايته فقال أنه ولد وشقيقه في سوهاج حيث كان يعمل والده مهندس في سكة حديد الوجه القبلي وأنتقل للعيش في القاهرة بعد نقله هناك .
قال :" بعد أيامٍ قليلة من مولدنا صدر قرار بنقل أبي من سوهاج إلى القاهرة، فانتقلت إقامتنا إلى شارع علي بك النجار في حي شبرا، حيث سكنا داخل فيلا تحيطها حديقة كبيرة كانوا يسمونها قصور الشوام. ثم ألحقنا أبي بمدرسة حضانة اسمها "مدرسة مدام شكور". وكعادة معظم الآباء والأمهات الذين يخشون علي أولادهم من الحسد، ألبسونا ملابس البنات وأطالوا شعرنا خوفا من العين الحاسدة.
و حاولت أمي إخفاء حقيقتنا داخل ملابس البنات، لدرجة أن معظم الجيران اقتنعوا فعلا بأننا بنتان ولسنا صبيين. فمعظم الآباء في تلك الفترة كانوا يتمنون أن تُنجب لهم زوجاتهم ولداً واحداً، إلا أن أمي أنجبت ولدين في ليلةٍ واحدة، علماً أن التمييز بيني وبين أخي عبد الرحمن كان مسألةً صعبة شاقة للغاية، فملامحنا واحدة ومتشابهة للغاية، لقد كنا حقاً نسختين من صورةٍ واحدة، فالفرق الوحيد بيني وبينه أنه كان أسمن مني قليلاً.
وسرد عماد حمدي موقف طريف حدث بسبب التشابه بينهم حيث قال :" حدث مرةً آخرى أن طلبوا مني صورةً لوضعها داخل "الكارنيه" الذي يثبت أني طالب، ولم أجد صورة خاصة بي، فأخذت صورة أخي، لأنها لا تختلف أبداً عن صورتي، فالتشابه بيننا شديد لدرجة أن لا أحد يستطيع التمييز بين صورتي وصورته، وهذا ما حدث فعلاً، ومرّ الموقف بسلام دون أن يعلم أن أحد أن الصورة التي وُضِعت ليست صورتي، بل هي صورة أخي".
تخرج عبدالرحمن حمدي في كلية الزراعة وشق طريقه لعالم التمثيل
واعتبر كثيرون أن بداية الفنان عماد حمدي الفنية كانت في عام 1942 أمام كوكب الشرق أم كلثوم بفيلم "عايدة" ولكن ذلك غير حقيقي، فمن قام ببطولة الفيلم هو شقيقه التوأم عبد الرحمن حمدي، وكانت مشاركته بالفيلم هو التجربة الوحيدة له في التمثيل، و شارك بدور الدكتور عبدالسلام الدكتور المعالج لأمين باشا الشخصية التي أداها عباس فارس، وانتقل بعدها للعمل في السلك الدبلوماسي.
وكشف نجل عماد حمدي في لقاء سابق له عن أن عمه عبد الرحمن كان يعمل مستشارا في وزارة الخارجية، وانه عمل في الفن قبل والده حيث قال :" اللي الناس ماتعرفوش إنه مثّل قبل بابا، سنة 1942 مع أم كلثوم في فيلم عايدة".
وأضاف خلال لقائه مع برنامج «مساء dmc»، أن الكثير من الناس كان يخطئون التمييز بين والده وشقيقه التوأم، نظرًا للشبه الكبير بينهما، متابعًا: «بابا كان كسلان ومش منظم، والتاني كان منظم عشان شغال في الخارجية، ومن النوادر اللي بابا كان بيعملها، إنه كان بيحط صور عمي في الباسبور بتاعه ويسافر، ويقول محدش هيفرق».
وحكى أن التوأمين كانا يمارسان «المقالب» في زملائهما في المدرسة، مشيرًا كذلك إلى واقعة حدثت خلال أحد المهرجانات في برلين التي شارك بها عماد حمدي، لكن الصور تأخرت، واضطروا إلى استخدام صورة شقيقه بدلًا منه.
وذكر أن وفاة الشقيق التوأم، أثرت على والده كثيرًا، وكانت من أهم أسباب اكتئابه، إلى أن فقد بصره في نهاية حياته، مستطردًا: «كنت فاكر إن بابا جامد وبياخد الأمور ببساطة لما حد يموت، إلا مع أخوه، وقعد حزين عليه لحد ما بصره راح».
وفي راوية وظاهرة غريبة ووفق ما نقلته إحدي الصحف أنه في أحد الأيام اكتشف الفنان عماد حمدي وجود كيس دهني في رقبته، أمر لم يعره أي اهتمام من جانبه، لكنه أصيب بالدهشة عندما رأى نفس الكيس في رقبة شقيقه «عبدالرحمن»، وفي نفس المنطقة كذلك.
وقتها طمأن «عبدالرحمن» الفنان الراحل، وأقنعه بأن الكيس الدهني أمر عادي، ولا داعي لإشغال ذهنه بالأمر، لكنه غيّر رأيه بعد أن نصحه أحد الأطباء بإزالته، حتى أجرى عملية جراحية واستأصلها، ثم أبلغ «عماد» بوجوب إزالتها.
لم يهتم «عماد» بأمر إجراء العملية الجراحية، لكن بعد 4 أيام فوجئ باختفاء الكيس الدهني من رقبته، وهو ما لم يستطع فهمه وقتها.
بعد فترة طويلة، أصيب الفنان الراحل بانزلاق غضروفي أثّر على حركته، في الوقت الذي أقام فيه شقيقه في الاتحاد السوفيتي، والذي بعث رسالة إلى «عماد» أبلغه فيه بأنه مصاب بانزلاق غضروفي أيضًا.
تعرضهما لنفس المرض أثار قلق «عماد» بعد فترة حينما أصيب بمشكلات في القلب، وقتها توجه إلى الطبيب وأصر على أن يرافقه «عبدالرحمن»، للاطمئنان على حالته الصحية كذلك، لكن نتيجة الفحوصات أثبتت صحة الأخير، وخلال جلسة عائلية اجتمع فيها الشقيقان ولعبا بأوراق الكوتشينة، لكن «عبدالرحمن» توقف بعد فترة بشكل مفاجئ، وأصابه ضيق تنفس على نحو غير متوقع، حتى أسرع إليه الفنان الراحل لإنقاذه.
في محاولة لإعادة شقيقه إلى حالته، بدأ «عماد» في نفخ الهواء في فم أخيه، فيما وُصف وقتها بـ «قُبلة الحياة»، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وهي الواقعة التي أثرت بشكل كبير فيما بعد على صحة الفنان الراحل، ويقول نادر عماد حمدي، نجل الفنان الراحل، إن والده لم يرَ الشارع لمدة 3 سنوات بعد وفاة شقيقه، حيث توفي عبد الرحمن حمدي في عام 1981 وعماد حمدي في 1984.