الملك فاروق تسبب في إفلاسها..تزوجت في عمر 12 عام وماتت وحيدة.. حكايات مآسوية في حياة بهيجة حافظ
تحل اليوم ذكري وفاة الفنانة بهيجة حافظ وهي أول مخرجة وأول من وضع الموسيقي التصورية في الأعمال الفنية، عارضت أسرتها دخولها الفن وتبرأت منها.. لها قصة مثيرة مع الملك فاروق تسببت في إفلاسها.. نجحت في التخلص من القيود التي تعرقل طموحها وتوفيت بشكل مآساوي...
ولدت بهيجة حافظ في 4 أغسطس 1908 بمحافظة الإسكندرية، لعائلة ثرية، فهي ابنة إسماعيل باشا حافظ ناظر للخاصة السلطانية في عهد الخديوي عباس كامل، كما ربطتها صلة قرابة بإسماعيل باشا صدقي رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الأول، ووالدها كان من محبي الفن، فانتقل هذا الحب لها، إذ كان والدها يعزف على العود وآلات موسيقية أخرى، وتوجت هذه الهواية بالدراسة إذ سافرت إلى فرنسا لدراسة الموسيقى وحصلت على دبلوم الموسيقى من باريس، ثم انتقلت إلى ألمانيا ودرست الإخراج والمونتاج السينمائي في برلين، وتعلمت الموسيقي على يد مدرس إيطالي، وألفت أول مقطوعة موسيقية وعمرها 9 سنوات، وسبق أن قالت في حوار لها بأنها تزوجت للمرة الأولى وعمرها 12 عاما.
علي الرغم من أن أسرتها من هواة الفن إلا أن ذلك لم يمنع المشاكل بينها وبين عائلتها، فحاولت اسرتها منعها من العمل في الفن والموسيقى ولكنها رفضت، فغضب أهلها ورفضوا ذلك، وزاد غضبهم بعد ظهورها الأول في السينما، حيث كانت هي أول وجه نسائي يظهر على شاشة السينما المصرية، عندما شاركت في بطولة الفيلم الصامت "زينب" عام 1930، أمام سراج منير وزكي رستم، إخراج محمد كريم.
تقول بهيجة في فيديو نادر لها: " لما اشتغلت في الموسيقى كان أهلي رافضين، فبعدها أتعرض عليا فيلم "زينب"، فعملته وقلت زي بعضه طالما هما زعلانين أعمل الشغلانة دي بالمرة، ولما الفيلم اتعرض في مصر حقق نجاحا كبيرا جدًا، وأهلي قاطعوني ومش أهلي بس كل الناس في إسكندرية اضطهدوني ومحدش كان بيسلم عليا".
وأضافت: "لما الفيلم اتعرض في الإسكندرية، والدتي قالت ودوني أشوف بنتي أنا مشفتهاش من 3 سنين، فجابوها عشان تشوفني، لما شافت مشهد موتي في الفيلم، أُغمى عليها، افتكرتني مت بجد، وفضلت تقول بنتي ماتت، فنزلتلها وقولتها أنا هنا يا ماما".
ودخلت بهيجة مجال الإخراج واخرجت العديد من الأفلام الناجحة، وبرعت في التأليف أيضا، وتلقت صدمة كبيرة عندما اقتحمت مجال الإنتاج وخسرت كل أموالها بعد فشل فيلم "زهرة السوق" إنتاج عام 1947 مما دفعها لإعلان إفلاسها.
حدثت أزمة كبيرة بين بهيجة حافظ، والملك فاروق بسبب "فيلم ليلى بنت الصحراء" والذي قامت بإنتاجه، وبطولته بجانب حسين رياض، وتسبب في أزمة بين الأميرة فوزية وزوجها "شاه إيران"، وتدخل الملك فاروق لحلها بوقف عرضه.
وكانت فكرة العمل تدور حول الحرب ما بين الفرس والعرب، وأن ليلى، بطلة الفيلم التي جسدتها بهيجة حافظ، أسرها ملك الفرس وعذبها، وهو ما أغضب شاه إيران وتسبب في الأزمة، وشارك في العمل كل من بهيجة حافظ وحسين رياض وزكي رستم وعباس فارس وراقية إبراهيم.
وتسبب وقف العمل في خسارة كبيرة لها بعد أن انفقت 18 ألف جنيه كتكلفة إنتاجية للفيلم، وتعرضت شركتها للإفلاس فاضطرت للتوقف عن الإنتاج السينمائي لمدة عشر سنوات.
وعادت في عام 1944، لعرض الفيلم ذاته لكن باسم آخر وهو "ليلى البدوية"، ولكنه لم يحقق صدى، على الرغم من فوزه بإحدى الجوائز الذهبية في مهرجان "برلين الدولي".
وبعد سنوات من العطاء ابتعدت عن السينما، وأقامت داخل قصرها صالون ثقافي كان يحضره نخبة المثقفين بمصر، من أبرزهم هدى شعراوي، علي الجنبلاطي، وغيرهم.
وكان آخر ظهور لها على الشاشة من خلال فيلم "القاهرة 30" حيث جسدت دور الأميرة شويكار في مشهدين فقط، وعاشت آخر أيامها وحيدة تبكي على أيام جميلة مضت، ورحلت عن الحياة في 13 ديسمبر عام 1983 عن عمر يناهز 75 عاما.