الديكتاتور و الرضيعة ..قصة الطفلة ”ندي ” التي فضحت وحشية أردوغان
الانضمام لجماعة جولن.. هذه التهمة الجاهزة يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتنكيل بمعارضيه.. ولا يعبأ أردوغان بمدي قانونية القبض علي المعارضين ولا يفرق معه ظروف من يعتقلهم فها هي ندي رضيعة تركية تبلغ من العمر 22 شهرا، فجأة ودون سابق إنذار أصبحت بلا أب أو أم، نتيجة السياسات القمعية للرئيس رجب طيب أردوغان، بزعم انتمائهما لجماعة رجل الدين فتح الله غولن.
وتعتبر تهمة الانتماء إلى حركة حولن، الأكثر استخداما في تركيا لقمع معارضي أردوغان، إذ تم القبض على نحو 250 ألف تركي وسجن 96 ألفا منهم منذ الانقلاب الفاشل في 2016، تحت مظلة هذه التهمة، بحسب بيان لوزير الداخلية سليمان صويلو.
وتعود قصة الرضيعة ندى، إلى الثالث من ديسمبر الجاري بمدينة أزمير، حين ألقي القبض على والدتها توبا نور تشيتشاك داغ، ووالدها أنس تشيتشاك داغ، ضمن حملة اعتقالات شملت 66 شخصا، بتهمة مساعدة أقارب المعتقلين المنتمين إلى حركة غولن.
وتم تقديم هؤلاء للمحاكمة بشكل عاجل الثلاثاء الماضي، أي بعد أقل من أسبوع من إلقاء القبض عليهم. وقد أُرسلت الأم (33 عاما)، التي خرجت مؤخرا من الحجر الصحي عقب إصابتها بفيروس كورونا المستجد، إلى سجن شاكران، بينما يقبع الأب (35 عاما) في سجن كيركلار.
وناشدت والدة الرضيعة ندى، السلطات التركية في تصريح نقلته عنها صحيفة "بولد" التركية، قائلة: "كنت في الحجر الصحي، أنا أم مرضعة لابنتي، لا أريد اصطحاب ابنتي الصغيرة إلى السجن بسبب ظروف السجن ووباء كورونا. بصفتي أما أريد من المسؤولين أن يسمعوا صوتي".
وهنا أصبحت الرضيعة ندى، بلا مأوى، وأصغر ضحايا قمع سلطات أردوغان، بعد أن تم حرمانها من والديها وإلقائهما في سجون حزب العدالة والتنمية.
وقال تقرير صدر في سبتمبر 2019، عن دورية "نسمات" للدراسات الاجتماعية والحضارية في تركيا، إن "عدد الأطفال دون سن السادسة المحتجزين مع أمهاتهم بالسجون بلغ في 11 أغسطس الماضي 864 طفلا، نتيجة حملة الاعتقالات التي استهدفت المنتمين إلى حركة الخدمة (التابعة لغولن)، من بينهم 149 رضيعا لم تتجاوز أعمارهم عاما واحدا".
التقرير استعرض نماذج لمعاناة الأمهات في السجون التركية، وتناول قصصا للسجينات وأطفالهن، فضلا عن معاناة الأطفال الأتراك المولودين خارج البلاد في الحصول على وثائق ثبوتية، لانتماء آبائهم إلى حركة الخدمة.