الملكة اللعوب «ماري ستيوارت».. تفاصيل قصص الحب التي أدت في النهاية لقطع رأسها

الملكة اللعوب ماري
الملكة اللعوب ماري ستيوارت

ماذا تعرف عن الملكة اللعوب «ماري ستيوارت»؟.. لقد عرفها التاريخ بأنها شخصية عظيمة طموحة كانت حياتها مليئة بالأحداث المأساوية.

ماري ستيوارت.. هى نجلة الملك جيمس الخامس، حاكم إسكتلندا، وابنة عم الملكة إليزابيث الأولى، إلا أنها كانت في المرتبة الأولى من الملكات الأكثر أنوثة وجاذبية وجمالًا، على عكس منافستها وابنة عمها إليزابيث، وبالتالي تميزت عن غيرها بالدخول في العديد من قصص الحب التي أدت في النهاية لقطع رأسها.

في عمر تسعة أشهر، ابتسم الحظ لـ«ماري ستيوارت»، خاصة بعد وفاة والدها الملك جيمس الخامس، حاكم إسكتلندا، وعندما أكملت سن الخامسة، قررت والدتها أن تخطبها لولي عهد فرنسا لأغراض سياسية، وارسلتها في سن السادسة لفرنسا لتتلقى العلوم هناك.

وترعرعت «ماري ستيوارت» في وسط فرنسي رائع، درست خلالها اللغات والفنون، وفتنت كل من حولها بمعرفتها في القصائد التي ألفتها وكتبتها بنفسها، وفي الرابعة عشر من عمرها أقُيم حفل الزفاف، ولكن سرعان ما تحول اللون الوردي المفرح في حياة ماري إلى لون أسود قاتم، حيث توفى ملك فرنسا وأصبح زوجها هو الملك، وما أن بدأت تتنفس الصعداء حتى توفى هو الأخر وهو لم يكمل عامه الأول على العرش.

إلا أن «الأرملة ماري ستيوارت» عادت من جديد لبلادها تجر معها حقائب الحزن، وتسلمت السلطة في بلادها وبدأ سيل العُشاق يفدون إلى باب قصرها يطلبون يدها ومنهم ملك السويد، وملك أسبانيا فيليب الثاني، والأرشيدوق شارل، نجل إمبراطور ألمانيا، ولكنها رفضت جميعهم وتزوجت من حبيبها الوسيم دارنلي الذي كان يستغل جماله كقناع يخفي به خبثًا ومكرُا.

اشترك حبيبها الوسيم دارنلي مع والده بمساعدة أشراف إسكتلندا في عدة خطط بقصد هلاك ماري ستيوارت لإرغامها على النزول عن العرش لصالحه، بدأت ماري تنظر لجميع من حولها بعين الشك ، فلم تكن تشعر بطمأنينة تجاه زوجها فتدهورت حياتهما الخاصة ولم تعد تثق به كالسابق.

الغريب في الأمر أنه مرت أشهر على تلك الحوادث المؤلمة وبدأت العواصف تهب في حياة الزوجان اللذان كانا يوماً حبيبان فأصبحا متنافران، ووجدت ماري نفسها تقع في غرام «أرل أوف بوثل» الذي كان مشهورًا بسمعته السيئة وأنه كان لصًا، وأقنعها العشيق بضرورة التخلص من زوجها ليكونا معًا، وفي الحقيقة كان يضع عينه على عرشها، وبالفعل دبرا خطة لقتل دارنلي حيث كان خارج القصر الملكي في أحد المنازل الصغيرة وفجأة تم تفجير المنزل وهو بداخله، وتم توجيه أصابع الشك إلى الملكة وعشيقها اللذان أكدا هذه الشائعات بزواجهما بعد 3 أشهر فقط من موت الملك، فاندلعت ثورة هائجة من جميع الأشراف ضدهما، ملصقين على الملكة بتهم خطيرة منها وضع الدسائس السياسية والقتل الشنيع لزوجها الملك والزنا، وأسرعت ماري بتجهيز جيش ليقاوم الثورة إلا أنه سرعان ما تداعى وتفرق قبل خوض الهجوم والاشتباك مع أعدائها، وتم إجبارها على انتزاع تاج العرش من رأسها والتنازل عنه لطفلها الوحيد، الذي تبرأ منها فيما بعد، وهرب زوجها «أرل أوف بوثل»، ولكنهم أمسكوا به بعد فترة وهو يعمل كقرصان وتم إعدامه.

الأمر الذى جعل الملكة اللعوب تلجأ إلى ابنة عمها الملكة إليزابيث التي حكمت عليها بالسجن، واحتجب عنها نور الحياة وضياءها طيلة تسعة عشر عامًا، وبعد تلك السنون المُحملة بالشجون تم اقتيادها للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى للملكة إليزابيث حيث أنها كانت تدبر المكائد من داخل محبسها، وذكرت بعض كتب التاريخ بأن محاكمتها كانت تخلو من محامون للدفاع عنها، وتخلو من مستندات تدينها بالجرم.

وبالتالي طالبت ماري البرلمان متوسلة إليهم بتذلل بعد فقدانها احترامهم أن ترى الملكة إليزابيث فرفضوا طلبها، واصطخبت القاعة فطرقت المحكمة طرقاتها العنيفة لتوجه للملكة ماري حُكم الإعدام، في حين قالت بهدوء تام يحيط به تعاسة أضاعت عناقيد عمرها: «أما الموت فأنا أرحب به، ولكني لم أكن أتوقع أن تُدبر أختي إليزابيث هذا الأمر، بعد سجني طوال عشرين عاماً».

ولكن في فجر يوم 8 فبراير نهضت ماري في الساعة السادسة صباحًا، وبعد ساعتين، وطلبت من الخدم بأن يساعدوها على لبس ثياب الأعياد، ولكنهم تراجعوا رافضين تنفيذ رغبتها، فلبوا طلبها الأخير.

وعلى الفور تقدمت إلى منصة الإعدام بعظمة تعلو تقاسيم وجهها الكئيب الذي أذبلته الأحزان، وارتفعت أيدي الجلاد ومعه آلة حادة انهالت على رأس الملكة فأخطأ ضربته الأولى فأحدثت نزيفًا حادًا في جمجمة الملكة ولكنها لم تتأوه، ولم تظهر علامات الألم على معالم وجهها الحزين، وبدأ الجزار يوجه الضربة الثانية فأخطأت ، قسوة داهمتها منذ طفولتها حتى في آخر رمق لها، فأصاب الجزار رأسها بنجاح في الضربة الثالثة، وانفصل رأسها عن جسدها.

جدير بالذكر أن المؤرخون عبر التاريخ ذكروا بأن الملكة إليزابيث لم توقع على إمضاء حكم الإعدام، وهناك من قام بالحيلة بتزويره.

تم نسخ الرابط