المفتي السابق يقدم نظرية «التخلي والتحلي» لتصحيح النهايات.. تعرف عليها

المفتي السابق
المفتي السابق

استعرض الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وعضو هيئة كبار العلماء، مقولة "من أشرقت بدايته أشرقت نهايته" لابن عطاء الله.

وكتب "جمعة" عبر صفحته الرسمية علي الفيسبوك:«من أشرقت بدايته» هنا يتكلم عن قضية تصحيح البدايات، حتى يصح السير في الطريق، فتصح النهايات، تصحيح البدايات يكون بأن تكون بداية مشرقة، كيف تكون البداية مشرقة؟

قالوا: بأمرين: بالتخلي والتحلي. التخلي من كل قبيح، والتحلي بكل صحيح.

ووجه المفتي السابق دعوة إلي متابعيه قائلاً" هيا بنا نسير ومعنا هذا البرنامج، أولًا ندرب أنفسنا على أن نخلي قلوبنا من القبيح، وأقبح القبيح الكبر؛ فالنبي ﷺ يقول: «لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر».

وتابع:من القبيح الحسد، وقد نهانا رسول الله ﷺ عن «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، وكونوا عباد الله إخوانًا».

ونهانا عن الغيبة، وعن النميمة والإمام النووي ينبهنا على أن هناك غيبة ونميمة قلبية، يعني لساني لم يتحرك بغيبة أحد ولا نميمة أحد، ولكن هناك غيبة ونميمة قلبية، وذلك بالتعالي على الآخرين، وباحتقارهم، وبوضعهم في وضع فيه بطر للحق.

وأضاف "جمعة" أنه إذا فرغنا القلب من هذه الصفات القبيحة من الكبر، ومن الحسد، ومن الحقد، ومن الغيبة والنميمة، ومن التعالي، ومن التبرم، ومن الغضب ، ومن الغيظ؛ فإنه تحل مباشرة مكان هذه المعاني، يحل الحب، والتواضع، والكرم، والجود.

وأشار إلي إنه يوجد فرق بين الكرم والجود، موضحاً أن الكرم هو عطاء لمن طلب ، أما الجود فهو العطاء من غير طلب؛ ولذلك كان رسول الله ﷺ ليس كريمًا فحسب، بل إنه كان جوادًا، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان كأنه الريح المرسلة.

وتابع: الجود فيه عطاء من غير طلب، ومن غير مقابل، ومن غير موجب لهذا العطاء، أما الكرم ففيه عطاء، ولكن عندما يطلب منك الإنسان، أو أن هناك موجبًا قد دفعك وجعلك تفعل هذا.

وفي حديثه عن (التخلية والتحلية) قال "جمعة" إذا حدثت تخلية القلب من القبيح، وتحلية القلب بالصحيح، يحدث ما يسمى بالتجلي وهو ما نسميه بالإشراق؛ وهو نور يتجلى للإنسان في قلبه، يفتح على الإنسان وكأنه يرى الله، «أعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك» ويراقبك.

واختتم المفتي السابق قائلاً"«مَنْ أشرقت بدايته» كيف تشرق البدايات؟ بالتخلي والتحلي، بالذكر والفكر، ثم بعد ذلك يحدث التجلي وهو الإشراق.

من كان هكذا حاله «أشرقت نهايته»، فاللهم اجعلنا من أولئك الذين أشرقت بدايتهم حتى تشرق نهايتهم.

تم نسخ الرابط