اعتقله عبدالناصر بتهمة قلب نظام الحكم ..وتوقع يوم وفاته .. طلب من زوجته الزواج بعده..وقال إنه من نسل الحسين..حكايات صادمة عن الفنان علي الشريف

الموجز

نجم لم يقدم البطولة ولم يظهر في أدوار كبيرة، لكنه ترك أثرا في كل عمل شارك فيه، حيث يعتبر الفنان علي الشريف واحد من الفنانين المميزين، كان يترك بصمة لا تنسى في أي عمل شارك فيه تتذكر دوره وطلته، صوته الأجش وطريقته في التعبير.

شكلت بعض المواقف التي مر بها علي الشريف علامات مميزة في حياته، فعلى عكس أغلب الفنانين الذين تعلموا التمثيل في معهد السينما أو من خلال المسرح الجامعي، تعلم علي الشريف التمثيل في السجن، االذي دخل إليه في قضية سياسية، رغم ما يظهر على شخصيته المسالمة الفطرية لكنه خاض الطريق السياسي، وسُجن لمدة 6 سنوات.

وأثناء فترة سجنه تعرف على الفنان التشكيلي حسن فؤاد، وكان هناك عادة أن يقيم السجناء نشاطات ترفيهية بموافقة إدارة السجن، واحد منهم يؤلف المسرحية والبقية يمثلون، وكان علي الشريف يشارك دائما في هذه المسرحيات، ليدهش جمهوره في السجن بتلقائيته وبساطته، ولم تتوقف علاقته مع حسن فؤاد بعد خروجهما من السجن، فكان الشريف يزوره في منزله، وهنا لعب القدر لعبته، خلال زيارة الشريف لفؤاد التقى صدفة بالمخرج يوسف شاهين الذي صرخ عندما رأه لأول مرة قائلا "هو ده دياب".

وفي هذه الفترة كان يبحث شاهين عن ممثل ليقوم بشخصية "دياب" في فيلم "الأرض" وبمجرد أن رأى الشريف أسند له الدور، وفعلا شارك في الفيلم وقدم واحد من المشاهد المهمة فيه.

من أكثر المواقف الغريبة في حياة الشريف هو يوم وفاته، حيث كان يشارك في مسرحية "شارع محمد علي" وبعد انتهاء البروفة خرج وزار منطقة الحسين، الذي يقول أنه من نسله، واشترى كتابا عن استشهاد الحسين، ثم عندما عاد إلى المنزل شعرت زوجته أنه منزعج، لكنه أخبرها أنه متعب وسيموت في السابعة صباحا، لتندهش مما قاله، وكانت ترى أنه يبالغ.

وكان للشريف عادة عند النوم أن يترك أضواء غرفته والأبواب مفتوحة، وفي هذه الليلة بدأ يقرأ الكتاب الذي اشتراه عن استشهاد الحسين، ويخبر زوجته أنه سيموت عند السابعة صباحا، لكنها كانت تحاول تهدئته، دون فائدة، بل كان يطلب منها أن تتزوج بعد وفاته وتعيش حياتها لأنها صغيرة.

ظل الشريف مستيقظا وقبل الساعة السابعة اشتد عليه الآلم، طلبت زوجته منه أن يذهب إلى المستشفى، لكنه رفض وفضل أن يموت في منزله، وطلب من أولاده عدم الذهاب إلى المدرسة حتى يبقوا معه، وقالت زوجته ثم رقد على السرير وسندت رأسه وأحسست بثقلها فقال لي: "خلاص أنا في البرزخ ثم توفي رحمة الله عليه وسط ذهولي، ولكن طريقة موته أذهبت عنى نصف حزني"، وكان ذلك في تمام السابعة كما كان يقول، ليرحل بروحه ويترك فنه ليمتع جمهوره به.

وُلد الشريف في 23 يونيو عام 1934 وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1965، وعمل موظفاً في أحد البنوك، بعد أن قرر تغيير مجال دراسته حتى يتفرغ للعمل السياسي، وهو ما دفعه للتحويل من كلية الهندسة إلى التجارة واعتُقل بسبب عمله السياسي في الستينيات إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وصرحت زوجة الشريف في أحد حواراتها الصحفية، بأن قصة حبهما بدأت عندما كان يذاكر لها في الثانوية العامة، حيث كان يكبرها بـ18 عاماً، إلى أن تم اعتقاله لمدة 6 سنوات بتهمة الانضمام لتنظيم شيوعي سري يهدف لقلب نظام الحكم.

تم نسخ الرابط