تبرع لضحاياهم وكان أول من واساهم في عزائهم.. مواقف لا تنسى لشيكابالا مع جماهير الأهلي بعد واقعة التنمر عليه
النوبي الحريف، لاعب من القلائل الموهوبين في كرة القدم المصرية، يستطيع التحكم في الكرة تحت الضغط ومراوغة الخصوم، فهو صاحب المهارات الممتعة من داخل مدرسة الفن والهندسة، قاد الزمالك في العديد من البطولات جعلته يدخل قلوب جماهير القلعة البيضاء، كما كان قائد في كثير من اللقطات الإنسانية والتي حفرت اسمه فى قلوب الجماهير المصرية بشكل عام، وإذا وجد الاهتمام بموهبته بشكل أكبر من ذلك لأصبح فى مكانة أفضل وصاحب شهرة أوسع فى الملاعب الأوروبية.
صانع ألعاب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك محمود عبد الرازق شيكابالا، أيقونة القلعة البيضاء والأسطورة الغير قابلة للمساس، يمتلك مسيره كبيرة مع الفارس الأبيض شهدت انتصارات وانهزامات وجعلت له رصيد كبير من الحب في قلوب مشجعي الفريق الأبيض، لأنه أصبح بمثابة النور الذي أضاء العتمة لهم.
قائد الزمالك، تميز بمهارات أمتعت حتى جماهير المنافسين، وكان لعلاقته مع جماهير الأهلي، طابعًا خاصًا، شهدت العديد من الأوقات العصيبة، وتبادل السباب والشتائم في كل مباراة قمة بين الأهلي والزمالك، حتى تبدل الحال، فأصبح معشوقهم، واكتسب حب الجماهير المصرية وبالأخص جماهير النادي الأهلي، وذلك بعد المواقف العديدة واللقطات الإنسانية التي قام بها الفهد الأسمر أوضحت نبل موقفه، ومن الموقف التي لم ولن تنسى للأسمراني، بعد مذبحة "بورسعيد"، والتي راح ضحيتها الكثيرين من مشجعي الفريق الأحمر.
وبالتزامن مع وقوع المذبحة، كانت تقام مباراة الزمالك والإسماعيلي، رفض "شيكابالا" عدم استكمال المباراة، ووقف أمام حكم اللقاء متمسكًا بموقفه وهو يبكي، حتى ألغيت المباراة بالفعل، في موقف لم ينساه جمهور النادي الأهلي للفتى الأسمر، بعد ركنه الانتماء جانبًا، واهتمامه بأرواح أشخاص أبرياء بعيدًا عن انتمائاتهم.
ليس ذلك فقط، بل ظهر "شيكابالا" داخل مقر النادي الأهلي مقدمًا واجب العزاء لمجلس إداراة القلعة الحمراء، وظهر عبر قناة الأهلي في خطوة مفاجئة للفهد الأسمر، وتبرع للضحايا في تصرف نال إعجاب الجمهور الأهلي، لتتغير نظرتهم له، وتتوقف الخلافات فيما بينهما في كل مباراة، حتى قال "الأباتشي" عن ذلك: "الحمد لله كنت عامل كل حاجة بصدق مش تمثيل، علشان كده الدنيا اختلفت بعد بورسعيد مابقاش فيه ماتش الجماهير بتوجهلي شتيمة أو العكس".
ومن مواقفه الإنسانية أيضا، تبرعه بربع راتبه السنوي إلى الحساب البنكي الذي خصص من قبل إدارة الأهلي لمصلحة أسر شهداء الأهلي في بورسعيد، وكانت إدارة الأهلي قد خصصت حساب رقم (1 – 2– 2012 ) ببنك مصر بجميع فروع الجمهورية للتبرع لضحايا المذبحة.
وحضر عزاء "شهداء الأهلي" نخبة من نجوم الزمالك على رأسهم جلال إبراهيم، رئيس نادي الزمالك السابق وإبراهيم يوسف وعبد الحليم علي ومحمود سعد إضافة إلى عبد الواحد السيد.
الفهد الأسمر، بدأ مشواره الكروي في صفوف ناشئي أسوان ونجح في لفت أنظار الجميع بشدة إلى موهبته الكبيرة، قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليخضع لاختبارات نادي الزمالك وينجح فيها وينضم لفريق الناشئين بعمر العشر أعوام، تدرج مع فرق الناشئين في الزمالك وسطع اسمه وهو في سن صغير حتى صعد للفريق الأول وهو بعمر 16 عام و10 أشهر، وكانت أول مباراة له أمام فريق غزل المحلة موسم 2002 واستطاع فيها تسجيل هدف حصد به لقب أفضل هدف في الموسم.
الأباتشي خاض، العديد من التجارب الاحترافية في باوك اليوناني وسبورتنج لشبونة البرتغالي، والوصل الإماراتي وأبولو سميرني اليوناني والرائد السعودي.
ساحر الزمالك انضم، في عام 2005 إلى نادي باوك سالونيك اليوناني، واستمر في تألقه هناك حتى لقبته الجماهير بريفالدو اليونان تشبيهًا بالنجم البرازيلي الكبير لمهارته الشديدة وقدرته على المرور من دفاعات المنافسين والتسديد بسهولة وقوة تسديده بالقدم اليسري، حيث شارك "شيكابالا" مع باوك في 27 مباراة، كان 23 لقاء منها بالدوري "شارك فيهم 9 مباريات كأساسي" ، و4 مباريات ببطولة الاتحاد الأوروبي.
وعلى المستوى المحلي لم يلعب شيكابالا داخل مصر، إلا بقميص نادي الزمالك، باستثناء فترة قصيرة بعد عودته من الاحتراف، ارتدى خلالها قميص الإسماعيلي، وفي فترة من الفترات حاولت العديد من الأندية إغراء شيكابالا بعقود ضخمة، ومن بين هذه الأندية كان الأهلي الذي مضى له بالفعل بعد الكثير من الضغوطات، لكنه رفض اللعب للأهلي وفضل الرجوع لبيته الزمالك.
معشوق الزمالكوية حصد 13 لقب مع الأبيض خلال مسيرته مع الفريق، هي دوري أبطال إفريقيا مرة واحدة موسم 2002، وكأس السوبر الإفريقي مرتين 2003 و 2020، وبطولة الدوري المصري مرتين موسم 2002-2003 وموسم 2003-2004، وتوج بـ5 ألقاب لبطولة كأس مصر مواسم"2002،2008،2013،2016،2019"، ولقبين لبطولة السوبر المصري موسم "2016،2020"، والبطولة العربية موسم 2003، وكأس السوبر السعودي.
الجوهرة السمراء، شارك مع الزمالك في 234 مباراة كان 165 منهم في الدوري المصري الممتاز، و29 في بطولة كأس مصر، و32 في البطولات الأفريقية و8 في البطولة العربية، استطاع فيها صنع 53 هدف وتسجيل 53 هدف.
وعلى المستوى الدولي، شارك شيكابالا مع منتخب مصر في الفوز ببطولة كأس العالم العسكرية 2007، وحصد لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2010، التي أقيمت بأنجولا، وبطولة دورة وادى النيل 2011، فيما شارك مع الفراعنة في مونديال روسيا الأخير 2018.
اللاعب الذى لقبه جماهير نادي الزمالك بالعديد من الألقاب منها "الفهد الأسمر، الأباتشي، الساحر، الحريف، الجوهرة السمراء"، بسبب موهبته التي لا يختلف عليها اثنان، وأدائه المميز فى المباريات الأخيرة مع الزمالك الذي جعله يعيد تقديم نفسه مرة أخرى بحثاً عن تحقيق "الامنية الأخيرة" بالصعود لمنصة التتويج وقيادة الفريق الأبيض لحصد الألقاب المحلية والافريقية حتى يكون بمثابة مسك الختام لمشواره فى عالم كرة القدم.
استطاع لاعب الزمالك أن يثبت إمكانياته فى مركز صانع الألعاب والعودة إلى التهديف مجددا بإحراز هدف التعادل فى مرمى الأهلى فى نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا، فى المباراة التى فاز بها المارد الأحمر بنتيجة 2 / 1، وتأتى عودة شيكابالا للتهديف بعد فترة صيام دامت لفترة طويلة من المباريات، وهو ما كان يقلق جماهير الزمالك الفترة الماضية.