يغفله كثيرون.. فرق خطير بين المجاملة والنفاق

النفاق
النفاق

قال الدكتور السيد نجم من علماء الأزهر الشريف إن المدح يدخل السرور على النفس، ويحفزها على العطاء والاستمرار فيه، ولكن هناك فرق بين المجاملة والنفاق، موضحا أن بعض الناس يجعل الكلمتين مترادفتين في المعني، والبعض يعتبر أن المجاملة هي قول الكذب.

وأوضح"نجم" خلال حلقة من برنامج (الدين المعاملة)، الذي يذاع يومياً عبر إذاعة القرآن الكريم، أن النفاق هو الشر كله، ولم يكن يوما محمودا، وقد عرف علماء السلوك النفاق بأنه إظهار الخير للتوصل إلى الشر المضمر، فالمنافق لا يسعى للخير أبدا، ولخطر النفاق والمنافقين توجد سورة في القرآن الكريم اسمها(المنافقون) وهي سورة مدنية، وقد نهى الله عز وجل عن اتخاذ بطانة من الأعداء لما يضمرون من الشر للمؤمنين، يقول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ".

وتابع قائلا "أما المجاملة فهي مدخل إلى القلوب، لأن النفس فطرت على محبة من يحسن إليها".

وحذر من أن يكون المدح لمن لا يستحق وحذر كذلك من المغالاة فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ"، مبينا أن مدح الناس بما ليس فيهم أو مدح المخطئ على خطئه، أمر منهي عنه، كما أن المغالاة في المدح سبيل للرياء والكبر والغرور وفي هذا مهلكة وعواقب وخيمة، مختتما أن العاقل من استوى عنده المدح من عدمه، فليس المهم ماذا تكون عند الناس، المهم ماذا تكون عند الله عز وجل.

جدير بالذكر أن المدح في سنة النبي صلى الله عليه وسلم منه ما هو محمود مباح، ومنه ما هو مذموم منهي عنه، ومن المدح المحمود مدح الشخص بما فيه قبل توجيهه ونصحه، فيقدم الناصح بين يدي نصيحته الثناء، أما المدح المذموم غهو مدح من يُخْشى عليه الفتنة، فيعتقد فضله، وربما تطرق لقلبه الكِبْر والرياء فيترك العمل ويقصر، وكذلك من الصور المذمومة للمدح؛ مدح من لا يستحق، ومدح الفساق والظالمين، فمدحهم والثناء عليهم يغرهم ويغريهم بالمزيد، روي أن رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ويحك، قطعت عنق صاحبك - يقوله مرارا - إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا، إن كان يرى أنه كذلك، وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحدا".

تم نسخ الرابط