معاملة ولا في الخيال.. ماذا تعرف عن مقاهي «الخادمات»؟

مقاهي الحشم والخدم
مقاهي الحشم والخدم الشخصي

هل سمعت يوما عن مقاهي «الخادمات»؟.. موجودة بكثرة في اليابان التى يعرف عنها بسيطرة الرجال الصارمة وتضم نادلات يرتدين زيًا رسميًا ويخاطبن الزبائن الذكور على أنهم "أسيادهم" أو ما شابه.

مقاهي الخادمات.. اشتهرت منذ حوالي 20 عامًا، ولكن في الآونة الأخيرة تم إطلاق نسخة جديدة "معكوسة" من أجل النساء للترفيه عنهن، أطلق عليها «مقاهي الحشم والخدم الشخصي».

مقاهي الحشم والخدم.. تهتم تلك المقاهي بالنساء والفتيات وتعاملهن معاملة ملكية "كالأميرات" في القصص الخيالية، حيث يتدفقن فيها للاستمتاع بأفخم خيالاتهن القائمة على الهروب من قيود النظام الأبوي - على الأقل لمدة ساعة ونصف.

المثير للدهشة أن كل هذا بمقابل مبلغ صغير نسبيًا من المال، يمكن للنساء من أي خلفية تقريبًا الذهاب إلى مقهى كبير الخدم وتلقي العلاج الملكي النفسي، بالعيش في الخيال لدقائق.

الغريب في الأمر أن أحد هذه المقاهي، يسمى Swallowtail، وتم تصميمه على غرار القصور البريطانية النمطية، ويُعطى الزبائن جرسًا يستدعي على الفور النوادل الذين يرتدون بذلات رسمية ويتصرفون مثل الخدم الشخصيين للزبونة.

وتقوم هذه المقاهي بتقديم الحلوى والشاي اللذيذ لجميع النساء، ويدعون الزبائن من النساء بالـ "أميرة"، كل هذا بسعر أقل من سعر الوجبة في أي مطعم عادي.

وتتمتع هذه المقاهي بجو من العظمة والفخامة المطلقة، ونفترض أن هذه هي الطريقة التي تعيش بها العائلة المالكة.

من ناحيتها، علقت الدكتورة «كينكو إيتو» أستاذة علم الاجتماع في جامعة أركنساس في ليتل روك ببريطانيا والمعروفة بأبحاثها عن الثقافة الشعبية اليابانية، عن مقاهي "الخدم والحشم الشخصي»، مؤكدة إنها أحدث نقطة التقاء اجتماعية للشابات في اليابان.

كما أشارت إلى مقال في مجلة تايم من عام 2007 بعنوان "حيث تحكم المرأة اليابانية"، يصف المقال مقاهي الخدم الشخصي كمكان يمكن للمرأة اليابانية أن تذهب إليه للحصول على المعاملة الملكية في مجتمع أبوي متسلط.

هذا وقد وصفت اليابان بأنها لا يزال أمامها طريق طويل قبل أن تحقق المساواة بين الجنسين، تقول: "أعتقد أن أوضاع النساء تتحسن، لكن بارتفاع ضئيل جدًا.. آمل أن تكون عملية تطورية".

جدير بالذكر أنه يوجد لدى العديد من المنظمات اليابانية الكبيرة الآن نظام "إجازة الأبوة" حيث يمكن للعمال الذكور أخذ إجازة من بضعة أشهر إلى عدة أشهر أو حتى سنة واحدة لرعاية أطفالهم.

ويقوم العديد من الشباب بالأعمال المنزلية ويساعدون زوجاتهم، لكن خلاصة القول هي أن عددًا كبيرًا من الرجال اليابانيين هم "أولاد ماما"، وإذا تمكنوا من التراخي وتجنب القيام بالأعمال المنزلية، فإنهم سيفعلون ذلك بلا تردد، فدائمًا ما يتوقعون من زوجاتهم أن تعتني بهم مثل أمهاتهم.

وفيما يتعلق بمواصفات الخادم الشخصي، فإن النساء يجدن غايتهن في تلك المقاهي، فالخادم الشخصي يتصرف مع النساء كأنهم أميرات والمقهى قصرهن، ويمكنهم التحدث إليه على أنه مجرد خادم، فهو محترم ويستخدم لغة مناسبة ولطيفة.

والمثير للدهشة والإعجاب أيضا أن الجمل التي يستخدمها الخادم الشخصي في الحديث ليست من المحادثات اليومية المعتادة ولكن من القصص الخيالية والروايات الرومانسية، حيث تكبر الفتيات اليابانيات على قراءة المانجا.

وبالتالي تبدو المحادثة الذكية طبيعية ورومانسية لأنهن قرأن السطور من قبل وتخيلن الواقع، وهذا النوع من التفاعل يخفف من الضغط الواقع على العديد من الشابات العاملات في الشركات مع رؤسائهن وزملائهن الذكور.

تم نسخ الرابط