معبودة الجماهير.. شادية تتحدث عن نفسها وتكشف المسكوت عنه في حياتها الخاصة ومشوارها الفني

الموجز

عشقت الفن منذ نعومة أظافرها حيث كانت في عمر العشر سنوات تقف أمام مرأتها لساعات طويلة تقلد الفنانات، حلقت في سماء النجومية بين التمثيل والغناء فهي واحدة من أهم فنانات الزمن الجميل، والتي تركت بصمة خاصة في قلوب كل من شاهدها بسبب إطلالتها البريئة وخفة ظلها، أنها معبودة الجماهير شادية التي ستظل خالدة فى وجدان المشاهدين بمصر والعالم العربى العربى.

وبعد مشوار فني حافل رحلت معبودة الجماهير عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2017، ووثق الناقد والمؤرخ السينمائي المصري المعروف أشرف غريب، في كتاب جديد، حياة شادية، التي اشتهرت بأوصاف أهمها "صوت مصر"، وكشفت "بي بي سي" تفاصيل هذا الكتاب الذي سوف يصدر خلال ساعات، وتحدثت مع كاتبه الذي وصف مسيرة شادية بأنها "تمثل تاريخ عصر بأكمله تداخل فيه الفن مع السياسة فى مجتمع كان منفتحا على الآخرين، ومناخ تظلله حرية المظهر والجوهر على السواء".

وحسب الكتاب، فقد ولدت فاطمة كمال شاكر، وهذا هو اسم شادية الحقيقي، في التاسع من فبراير عام 1931 لأم مصرية من أصول تركية وأب مصري يعمل مهندسا زراعيا في ضياع الملك وسبقتها أختها عفاف إلى عالم الفن قبل أن تحترف الأخت الصغرى، هي الأخرى، الغناء والتمثيل عام 1947.

فكان أول ظهور لها علي شاشة السينما من خلال دور صغير بفيلم "أزهار وأشواك" عام ١٩٤٧، حيث أعجب المنتج والمخرج حلمي رأفة، بالموهبة الكبيرة للفتاة ذات الـ ١٦ عامًا فتبناها فنيًا، ومن هنا حجزت أول بطولة لها في فيلم "العقل في إجازة" أمام محمد فوزي وليلى فوزي وفي نفس العام، وقدمت فيه أداءًا غنائيًا، بالإضافة لأدائها التمثيلي.

برزت شادية في أداء الأدوار الرومانسية والكوميدية بطريقة فريدة، كما قامت بدور الفتاة "الدلوعة" في عدد من الأفلام السينمائية، فكان من أبرز أعمالها الكوميدية في فترة الخمسينات "حماتي قنبلة ذرية" و"في الهوا سوا" عام ١٩٥١، و"بنات حوا" و"الستات ميعرفوش يكدبوا" عام ١٩٥٤، وشاركها في هذه الأفلام جميعها نجم الكوميديا إسماعيل يس.

ويرى بعض النقاد أن مسيرة شادية شهدت نضج فني بعد ثورة ١٩٥٢، حيث قدمت بجانب الرومانسية والكوميديا أفلامًا درامية وشخصيات تحمل العديد من التعقيدات النفسية والاجتماعية، فكان دورها في فيلم "المرأة المجهولة" عام ١٩٥٩ دليلًا على موهبتها المتفجرة، حيث قدمت دور الأم وهي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، وغنت في هذا الفيلم أغنيتها الشهيرة "سيد الحبايب".

ووقفت دلوعة السينما المصرية أمام العديد من نجوم الفن، فشاركت العندليب بطولة فيلم "لحن الوفاء" عام ١٩٥٥، وكذلك معبودة الجماهير عام ١٩٦٧، كما شكلت ثنائيات ناجحة مع عماد حمدي وفريد الأطرش وكمال الشناوي الذي شاركها في ٢٧ فيلمًا تقريبًا، ومن أشهر أفلامهما "أرحم حبي".

كما أنها شكلت مع صلاح ذو الفقار ثنائيًا مميزًا، فقدما معًا عددًا من الأفلام منها "أغلى من حياتي" عام ١٩٦٥، والذي تحول إلى حقيقة حيث تزوجا أثناء تصوير الفيلم، ولكن لم تدم زيجتهما طويلًا، حيث أثرت مشاكل متعلقة بالحمل والولادة على علاقتهما الزوجية، فأنتهى زواجهما عام ١٩٦٩، فكان من أبرز اعمالهما معًا: "مرأتي مدير عام" عام ١٩٦٦، و"عفريت مراتي" عام ١٩٦٨.

وأبرز ما يميز هذا الكتاب أنه يضم كل ما كتبته شادية بقلمها، أو قالته بنفسها، طوال مشوارها الفني مرتبًا ترتيبًا زمنيًا، وتحكي فيه أدق أسرار حياتها المتصلة بالفن والسياسة والمجتمع فيما هو أقرب للمذكرات الشخصية. ولذلك اختار غريب لكتابه عنوان "شادية تتحدث عن نفسها"، ويقول غريب "ونحن نترك شادية تتحدث عن نفسها، أولينا اهتماما في هذا الإصدار بعدد من الدراسات العميقة عن عطائها الفني مطربة وممثلة، وقوائم تشمل كل تراثها الغنائي والسينمائي بالإضافة إلى مجموعة نادرة للغاية من الصور التي تسجل نحو ستة وثمانين عاما، هى عمر الفنانة الكبيرة".

وفي عام 1986 عندما اعتزلت شادية الفن عام كانت حديث الناس بسبب الظروف التي أحاطت بقرار الاعتزال المفاجيء، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم تتوقف التكهنات عن شخصية شادية غير أن كثيراً من هذا الكلام، حسبما يقول غريب "شوهه الهوى والشطط، أحيانا بدافع المحبة الزائدة لها"، مضيفًا: "إذا أردنا الدقة، نستطيع القول إن قرار الاعتزال كان نصف مفاجأة أو نصف متوقع.. كلاهما صحيح، وكلاهما بحاجة إلى توضيح".

ومنذ عام 1984، عندما عُرض فيلمها الأخير"لا تسألني من أنا" وحتى قرار اعتزالها بعد عامين، لم تفكر الفنانة في أي مشروع سينمائي جديد ولم تنشر الصحافة، المتشوقة دائمًا لأخبار النجمة الكبيرة، أي خبر في هذا الصدد، كما لم تهتم بمتابعة نشاطها المسرحي بعد انتهائها من عرض تجربتها المسرحية الوحيدة "ريا وسكينة" مع النجوم عبد المنعم مدبولي وسهير البابلي وأحمد بدير، فضلًا عن غيابها التام تقريبًا عن الحفلات الغنائية العامة.

لذلك بدا للمتابعين، كما يقول المؤلف، أن النجمة الكبيرة "فقدت حماسها للدخول في مشاريع فنية جديدة، وأنها ربما كانت تعد في مكنون نفسها لقرار مصيري. وهو ما حدث بالفعلوولذلك كان الأمر متوقعا بنسبة كبيرة"، وحسب الكتاب، فقد جاء قرار الإعتزال النهائي بعد أسابيع قليلة من مشاركتها في حفل تقليدي يقام سنويًا بمناسبة المولد النبوي اشتهر باسم "الليلة المحمدية"، وفيه غنت شادية أغنيتها "خذ بإيدي" التي ذاع صيتها بعد الاعتزال يقول غريب "حينئذ بدا الأمر عند إعلان اعتزالها كما لو أنه كان استجابة ربانية سريعة لدعاء الفنانة الكبيرة، في الأغنية، بأن يأخذ الله بيدها".

حفلت حياة دلوعة السينما بالكثير من الحكايات والأسرار التي لم يعلم أحد تفاصيلها، تسابق الكثير من الرجال للدخول في حياتها، فهم كانوا السبب في آلامها، وتزوجت معبودة الجماهير أكثر من مرة ووقعت في الكثير من العلاقات العاطفية والتي كان الفشل هو الفصل الأخير فيها.

كانت أول قصة حب في حياتها مع الفنان عماد حمدي التي تعرفت عليه أثناء تصوير فيلم "أقوي من الحب"، وفي وقت قصير نشأت بينهما قصة حب، وهذا الأمر أدى إلى عقد القران قبل الإنتهاء من تصوير الفيلم في الإسكندرية وبعد عودتهم القاهرة تم إعلان الزواج داخل الإستوديو الخاص بالفنان عماد حمدي ولكن لم تدم علاقتهما كثيراً بسبب غيرة شادية على زوجها من طليقته بسبب إرساله لها الأموال، وتردد وقتها إنه قد صفعها على وجهها في إحدى الحفلات وطلبت منه الطلاق بعد هذه الحادثة.

وخلال فترة زواجها من عماد حمدي تعرفت شادية علي فريد الأطرش فهو كان يسكن في ذات العقار التي تقطن بها، شاركت معه في فيلم "ودعت حبك" وصرحت وقتها في إحدي لقائتها قائلة: "وسط حالة الكآبة والحزن وشعوري بالفشل الذي ملأ حياتي ظهر فريد الأطرش فى حياتي، وقد كانت علاقتنا علاقة زمالة في الفن".

لكن سرعان ما تحولت هذه الصداقة إلي علاقة حب ولكن مرض فريد ونصحه الأطباء للسفر للخارج لإجراء الفحوصات، ولكن عندما عاد فريد عاد لعداته القديمة من سهر وشرب وقمار، الأمر الذي رفضته شادية تماماً وقررت الانفصال.

أما الزيجة الثانية فكانت من الفنان صلاح ذو الفقار، حيث تزوجها عام ١٩٦٤ واشتركا معًا في عدة أفلام سينمائية، وقدما سويًا العديد من الأعمال التي تعتبر من أنجح ماقدما خلال مشوارهما الفني، ولكن لم يدم زواجهما كثيرًا رغم الحب الذي كان بينهما، وانفصلت عنه نهائيًا عام ١٩٧٢ وظلا زملاء ولم تنجب منه أيضًا.

تزوجت معبودة الجماهير من المهندس عزيز فتحى عام ١٩٨٥، فهو كان يعمل بالإذاعة والتليفزيون وتعرفت عليه من خلال أحد أصدقائها وظلت قصة حبهما ناجحة حتى علمت شادية أنه كان متزوجًا من قبلها وبسبب الغيرة الفنية التى كانت تظهر عليه حول عملها وشهرتها على الرغم من محاولتها لمساعدته فى الدخول لمجال الفنى إلا أنه تم رفضه من المخرجين لأنه ليس لديه موهبة فنية وزادت المشاكل والخلافات بينهما لذلك قررت الإنفصال عنه بشكل ودى.

ونختتم بعلاقة شادية بچان الزمن الجميل كمال الشناوي فهذه العلاقة كانت محط أنظار الجميع وقتها، وظل الشناوي حتى رحيله يتلقى أسئلة الجمهور حول علاقته بشادية، لكنه كان يفضل الصمت، لتصبح زيجته من شادية وقعت بين الجمهور ولم تحدث في الحقيقة.

تم نسخ الرابط