مات من فرحته بتسجيل فريقه هدفاً.. هل هو شهيد؟
ورد سؤال من أحد المسلمين لشيوخ الفقه يقول :
"شاب مسلم.. وفي أثناء تشجيع فريقه في مباراة كرة قدم سجل فريقه هدفا ومن فرحته قام صائحا فرحا ثم وقع على الأرض ومات فما حكم موتته هذه، وهل هو شهيد حب الوطن وهل هذه حسن خاتمة أم سوء خاتمة..؟ نفع الله بكم الإسلام والمسلمين وزادكم رفعة وتمكينا وجعل كلامكم وموقعكم نبراسا لكل المسلمين وأبعد عنه أيدي العابثين... اللهم آمين".
الإجابــة علي لسان عدد من الفقهاء جاء فيها:
خلاصة الفتوى:
الشهادة أمر غيبي لا يمكن الحكم به لأحد إلا عن طريق الوحي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
الشهادة فهي من الأمور الغيبية التي لا تعلم إلا عن طريق الوحي وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث عن عدد من الشهداء ماتوا بأسباب مختلفة وليس من بينها السبب المذكور،
وبخصوص الشاب المذكور فأمره إلى ربه سبحانه وتعالى الغفور الرحيم ونسأل الله له الرحمة والمغفرة.
والله أعلم.
فإن شهيد الدنيا والآخرة: هو الذي يقتل في الجهاد في سبيل الله مقبلاً غير مدبر لا لغرض من أغراض الدنيا ، ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مستفهما: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. رواه البخاري.
أما شهيد الدنيا: فهو من قتل في الجهاد لكن قتاله كان رياء أو لغرض من أغراض الدنيا.. أي لم يكن في سبيل الله، فهو في الدنيا يعامل معاملة الشهيد فلا يغسل ولا يصلى عليه، وينتظره في الآخرة ما يستحق من عقوبة جزاء سوء قصده وخبث طويته.
أما شهيد الآخرة: فهو من يُعطى يوم القيامة أجر الشهيد ولكنه لا يعامل معاملته في الدنيا؛ بل يغسل ويصلى عليه.. ومن هؤلاء: المقتول ظلماً من غير قتال، والميت بداء البطن أو بالطاعون أو بالغرق، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله. متفق عليه.
وكذلك حديث أنس: الطاعون شهادة لكل مسلم. متفق عليه، والحديث الآخر: من قتل دون ماله فهو شهيد. متفق عليه.
والله أعلم.