نادية الجندي تسببت في إفلاسه وأصيب بالعمى حزنًا على شقيقه وهذه حكايته مع الشيخ الشعراوي وأضرب عن الطعام حتى رحيله.. أحزان واجهت فتى الشاشة عماد حمدي

الموجز

يعتبر الفنان الراحل عماد حمدي واحدًا من أهم نجوم الوسط الفني في القرن الماضي، لقُب بـ "فتى الشاشة الأول" نظراً لأدواره البارزة في السينما المصرية، وكان له قاعدة جماهيرية كبيرة، فهو وقف أمام عمالقة النجوم في أعمال كثيرة خلدت في السينما المصرية حتي الآن.

اسمه الحقيقي محمد عماد الدين عبد الحميد، ولد في مثل هذا اليوم عام 1909، بمحافظة سوهاج، لأب يعمل موظف، وحصل على دبلوم مدرسة التجارة ثم بدأ حياته العملية موظفًا في "ستوديو مصر"، وترقى من رئيس حسابات إلى مدير للإنتاج، ثم مديرًا للتوزيع.

عشق التمثيل منذ طفولته لذلك شارك في أفلام دعائية في وزارة الصحة من إنتاج "ستوديو مصر"، وكانت بدايته الحقيقية في عام 1945 في فيلم "السوق السوداء"، ومن إخراج كامل التلمساني، وسرعان ما تم تلقيبه بـ"فتى الشاشة الأول"، وذلك بسبب ملامح وجهه الجذابة، وصوته المميز وأدائه الممزوج بين الإنفعال والهدوء، حيث استطاع خلال هذه المرحلة من حياته الفنية أن يتواجد بقوة على أفيشات الأفلام والعناوين الرئيسية للصحف، فقدم بطولة العديد من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية ، منها "خان الخليلي، وميرامار، وثرثرة فوق النيل، وبين الأطلال، وإني راحلة، ووإسلاماه، وسيدة القطار، والمنزل رقم 13، والله معنا، والمرأة المجهولة، ولا تطفئ الشمس، وقد اختير 15 فيلم لحمدي ضمن قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

وبعد مرور عدة سنوات علي مشواره الفني والنجاح الجماهيري الذي حققه تقبل عماد حمدي عوامل الزمن التي ظهرت على ملامحه الدقيقة، واستطاع أن يتحول بأدائه لأدوار الأب خلال فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، واستطاع أن ينجح في هذا التدرج في الأداء وقدم أهم الأدوار في أفلام "أم العروسة، والخطايا، وأبي فوق الشجرة، وآخر أفلامه "سواق الأوتوبيس"، من إنتاج عام 1983، قبل وفاته بعام واحد.

وآثار فتي الشاشة الأول الجدل من حوله بسبب حياته الشخصية وذلك لأن كان لها تأثير كبير على فنه، فهو تزوج في حياته أربع مرات الأولى من الراقصة حورية محمد، ولكن سرعان ما انفصل عنها، والثانية من فتحية شريف، والتي أنجب منها نادر وهي الوحيدة التي استقبلته في نهاية حياته بعد أن تعرض للمرض والإفلاس، والثالثة من الفنانة المصرية شادية ، والتي عارض زواجهما أهلها بسبب فرق السن بينهما والذي تجاوز الـ20 عاما، ودام زواجهما ثلاث سنوات ثم حصل الطلاق بسبب غيرة عماد حمدي الشديدة على شادية.

والزواج الرابع والأخير كان من الفنانة نادية الجندي، وأنجب منها ابنه هشام، وبسبب طموحها فإن عماد قرر أن ينتج لزوجته الفيلم الاستعراضي "بمبة كشر"، للمخرج حسن الإمام، وأنفق عليه ثروته تقريبًا، واتفق معها على أن ينال نسبه من الإيرادات، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، ولكن رفضت نادية الجندي أن تعطي زوجها أي مبلغ من إيراداته، واستولت عليها كلها، كما استولت أيضًا على شقته في حي الزمالك بالقاهرة، المكونة من تسع غرف.

وبعد الكثير من الخلافات، وقع الطلاق بين عماد حمدي ونادية الجندي، بعد زواج استمر 13 عامًا، وحكي فتي الشاشة الأول عماد حمدي في مذكراته، أنه بعد انفصاله عن نادية الجندي، اضطر لأن يعيش مع زوجته السابقة فتحية شريف، وابنهما نادر، في شقة متواضة، مكونه من حجرتين، و لكن لم تتركه نادية الجندي في حاله، فكانت تثير معه المشاكل، وهددته أنها بإمكانها أن تستولي على هذه الشقة أيضًا، وكانت تحاول الوقيعة بين ابنها هشام وأخيه غير الشقيق نادر.

وعاش عماد حمدي أواخر حياته مكتئبا وحزينًا بعد أن ضاع منه كل شيء، وتؤكد كاتبة مذكراته إيريس نظمي، أنها لم تجد منضدة في شقته لوضع المسجل عليه من أجل تسجيل مذكراته، وعندما طلبت منه أن يحسن من صورته قليلًا من أجل التصوير، أزاح بيده لها، في إشارىة إلى أنه لا يكترث.

وازداد اكتئاب عماد حمدي في الفترة التي سبقت وفاته بسبب رحيل توأمه عبد الرحمن حمدي، ولم يكُن عبد الرحمن الشقيق فقط لعماد، بل كان توأمه وكان الشبه كبير بينهم لدرجة أن البعض كان لا يستطيع التفريق بينهم، فكانت علاقتهما قوية جداً إلى أن توفى عبد الرحمن فأصيب عماد بحالة من الإكتئاب وظل جالس في منزله لفترة.

وفي 28 يناير 1984، رحل فتى الشاشة الأول في الخمسينيات عن عمر 75 عامًا، وحيدًا ومفلسًا ومكتئبًا، بعدما كان اسمه ملء السمع والبصر، وكانت تتهافت معجباته على صوره، ويتلقى عروض لبطولة أضخم الأفلام من حيث الميزانية.

وفي لقاء تليفزيوني لنجله نادر كشف تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة والده، قائلًا: "عندما توفي عمي ظل أبي في البيت لم يرَ الشارع ثلاث سنوات، قبل ذلك كنت أعتقد أنّ أبي إنسان قوي جداً لا يهتم لموت أحد لكنه بعد وفاة عمي اكتأب، واستمر الحزن والأسى في قلبه حتى بعدما خرج من تلك المرحلة بمساعدة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وسرعان ما ساء حاله إلى أن وصل به الحال للإضراب عن الطعام حتى توفي".

تم نسخ الرابط