«اللغة الأوردية».. أحدث ترجمات الأوقاف لمعاني القرآن الكريم
في إطار دور مصر الريادي في خدمة كتاب الله (عزّ وجلّ) وتفسيره وفهم معانيه ومقاصده ، وفِي إطار اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بحركة الترجمة اهتماما بالغا ، ولا سيما فيما يتصل منها بخدمة كتاب الله (عزّ وجلّ) ونشر الفكر الرشيد المستنير، اعتمد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأوردية التي قام بها الدكتور أحمد محمد أحمد عبد الرحمن الأستاذ بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر ، ووجه معاليه بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لطباعته ، خدمة لكتاب الله (عزّ وجلّ) .
وقد قدم وزير الأوقاف لهذه الترجمة بالمقدمة التالية :
الحمد لله أهل الحمد أهل الثناء والمجد , القائل في كتابه العزيز : {الْحَمْدُ لله الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}، والقائل سبحانه :{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }، والقائل (عز وجل) : { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ، والقائل (جل في عُلاه) : { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ}، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .
وبعد :
فالقرآن الكريم كتاب نور ، وكتاب هداية ، وكتاب رحمة ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن تمسك به هُدِيَ إلى صراط مستقيم ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ الله وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ) .
وهو أعلى درجات البلاغة والفصاحة والبيان ، يتدفق الإعجاز من جميـع جوانبه تدفقًا لا شاطئ له ، فهو الذي يهجم عليك الحسن منه دفعة واحدةً ، فلا تدري أجاءك الحسن من جهة لفظه أم من جهة معناه ، إذ لا تكاد الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب.
وهو أحسن القصص ، وأحسن الحديث ، وأعذبه وأجمله وأصدقه ، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا نبيه (صلى الله عليه وسلم) :{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، ويقول جلّ وعلا : {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا} , ويقول سبحانه : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}, ويقول سبحانه : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}.
وقد رفع الله (عز وجل) أهل القرآن إلى أعلى المراتب ، فهم أهل الله وخاصته، وتجارتهم لا تبور ولن تبور، حيث يقول سبحانه:{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، مَن هُم ؟ قالَ : هُم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ”(سنن ابن ماجه).
ويسرنا أن نقدم لكل الناطقين باللغة الأوردية هذه الترجمة الميسرة لمعاني القرآن الكريم في ضوء كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم من إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية , تلك المعاني التي قام بترجمتها إلى اللغة الأوردية الدكتور أحمد محمد أحمد عبد الرحمن الأستاذ بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر .
نسأل الله (عز وجل) أن يتقبل هذا العمل , وأن يجعله خالصا لوجهه , وأن ينفع به العالمين , والله من وراء القصد , وهو الموِّفق والمستعان , والهادي إلى سواء السبيل .