خطة بايدن لمحاسبة الدوحة بسبب دعمها للإرهاب
مع استمرار تركيز الولايات المتحدة على تحديد من فاز في الانتخابات الرئاسية، فإن الأحداث العالمية لا تزال مستمرة.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" تقريرا أعده سام فاديس ضابط العمليات السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي أي إيه) والمحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأوروبا. وجاء في مقدمة التقرير أن كل التحديات التي واجهتها الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم قبل الانتخابات لا تزال قائمة، وأياً كان من يجلس في المكتب البيضاوي كرئيس في يناير المقبل سيتعين عليه التعامل معها، وسيكون على رأس الأولويات بالنسبة لأي من الرجلين (دونالد ترمب أو جو بايدن) "الوضع في الشرق الأوسط والمسار الذي يجب توجيهه بعد أربع سنوات من إدارة ترمب"، بحسب فاديس.
وتابع فاديس: "قد لا يرغب الديمقراطيون في سماع ذلك، لكن الوضع في الشرق الأوسط قد تغير كثيراً إلى الأفضل منذ عام 2016. على وجه الخصوص، ما بدا يوماً أنها مواجهة إسرائيلية عربية مستعصية أصبحت في طريقها الآن للحل. وتحسنت العلاقات مع الكثير من دول المنطقة".
دعم الإرهاب
وبحسب التقرير: "لا تزال قطر دولة منعزلة نائية، حيث تواصل العمل على تمكين جماعة الإخوان المسلمين وتقديم الدعم المالي لها"، وترعى الجماعات الإسلامية المتطرفة في جميع أنحاء أوروبا، وهي تواصل دعم حماس ودعم الإرهابيين في القرن الإفريقي.
وذكر فاديس أن الدوحة "دعت القوات العسكرية للإمبراطورية العثمانية الجديدة بقيادة رجب طيب أردوغان إلى بناء قواعد على أراضيها"، كما تحالفت قطر مع إيران، وأدت هذه الممارسات إلى قيام العديد من الدول العربية بمقاطعة قطر اقتصادياً ودبلوماسياً.
وتابع التقرير: "في نفس الوقت، وبشكل غير ملائم، تواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوات عسكرية ضخمة في قطر، وتتصرف كما لو أن الدوحة حليف موثوق، ويمكن الاعتماد عليه لدعم القوات الأميركية في أي أزمة مستقبلية". وذكّر بأن ما يزيد عن 11000 جندي أميركي يتمركزون في قطر داخل قاعدة العديد الجوية الضخمة. ويوفر مركز العمليات الجوية المشتركة في القاعدة الأميركية القيادة والسيطرة لمعظم العمليات الجوية في جميع أنحاء العراق وسوريا وأفغانستان و17 دولة أخرى.
كما تحتفظ الولايات المتحدة أيضاً بمعسكر السيلية في قطر، حيث توجد كميات كبيرة من المعدات العسكرية، بالإضافة إلى تمركز عناصر من قوات SEAL التابعة للبحرية الأميركية في منشأة عسكرية بريطانية في قطر.
وتابع: "باختصار، تمتلك الولايات المتحدة حالياً وجوداً عسكرياً هائلاً في دولة تعارض سياساتنا بشكل متزايد وقد تسمح لنا أو لا تسمح لنا باستخدام قواعدنا باهظة الثمن في قطر في أي أزمة مستقبلية. وخشية أن يبدو هذا الاحتمال غير مرجح، يحتاج الأمر فقط إلى إلقاء نظرة على الموقف الذي تعرضت له واشنطن في قاعدة إنجرليك في تركيا، حيث منع الأتراك قوات أميركية من العمل في الماضي. وفي الآونة الأخيرة، تعالت أصوات تطالب بإغلاق القاعدة الجوية الأميركية بالكامل".
وبحسب معد التقرير، توفر قاعدة إنجرليك للحكومة التركية نفس ما تقدمه قاعدة العديد للسلطات القطرية حيث إنها "تمثّل بوليصة تأمين ضد ضغوط أولئك الذين لا يوافقون على أفعالهم وسياساتهم".
ونظراً لأن الرئيس ترمب تحرك لإنهاء حروب الشرق الأوسط، اعتبر فاديس أن "ضرورة الحفاظ على القواعد بنفس النطاق الذي استمرت عليه لعقود من الزمن تتلاشى".
ورأى أن إعادة النظر في الوجود الأميركي في قطر "لا تعد مجرد خطوة سياسية وأمنية وطنية حكيمة فحسب، بل إن لها جدوى واضحة من منظور مالي أيضاً".
بدائل أخرى
وأكد التقرير وجود "بدائل قوية" لنقل القواعد الأميركية خارج قطر. وفي عام 2018، درس الكونغرس إمكانية نقل القواعد الأميركية إلى مواقع أخرى في دول مثل الإمارات أو الأردن أو العراق أو البحرين.
ورأى فاديس أن "الإمارات أو البحرين ستكون خيارات رائعة، حيث إن هناك بالفعل وجودا عسكريا في كلا البلدين".
وقال فاديس إن "الشرق الأوسط يتغير نحو الأفضل على الرغم من أنه بدا في السابق أن المستقبل سيحمل المزيد من العنف والإرهاب والركود الاقتصادي. لكن وبشكل مفاجئ، تبين أن هناك احتمالا حقيقيا للغاية بأن يكون للمنطقة أمل، وأن تدخل المنطقة الأكثر اضطراباً في العالم في عصر السلام، إلا أن قطر اتخذت قرارها بالتوجه إلى مسار آخر، حيث انغمست وسط إيران والمتطرفين وقوى الفوضى".
محاسبة الدوحة
وشدد الكاتب على ضرورة "القيام بتحرك الآن وفقاً لهذه المعطيات. إن الاستمرار في التظاهر بأن سياسات قطر تتماشى مع سياساتنا (الأميركية) ومصالح شعوب الشرق الأوسط يؤدي إلى نتائج عكسية في أحسن الأحوال. يصنع العرب والإسرائيليون السلام ويضعون الماضي وراءهم، فيما اختار القطريون الوقوف في وجه هذا الأمل الجديد عبر انضمامهم إلى قوى الانقسام والعنف، التي سادت المنطقة لفترة طويلة".
وختم فاديس كاتباً: "حان الوقت لأن نتخذ موقفاً، وآن أوان الاعتراف بأن هناك تعارضا بين سياسات واشنطن والدوحة، وأياً كان الفائز (في الانتخابات الأميركية)، فقد حان وقت محاسبة قطر".