اختلف عليه العلماء بين حوض ونهر..جانباه من اللؤلؤ..ماؤه أشد بياضًا من اللبن..ترابه مسك..معلومات لا تعرفها عن «الكوثر»

الموجز

ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات والنعم بشرى لعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة واختص الله عزوجل رسوله الكريم ببشرى صادقة تحمل له الخير، وهو نهر الكوثر.

قال الله تعالي:«إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(3)»

وقد اختلف العلماء في تفسير "الكوثر" اصطلاحياً من الناحية الشرعية؛ فانقسموا إلى قولين ، والقول الأول يشير إلى أن الكوثر هو نهر في الجنة منحه الله تعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام ، واستدل أصحاب هذا الرأي بما قاله النبي حينما ظهر أمام أصحابه مبتسمًا ؛ فسألوه عن سبب ضحكه ؛ فقال لهم صلّ الله عليه وسلم “ إنَّهُ أُنْزِلَت عليَّ آنفًا سورةٌ فقرأَ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) حتَّى ختمَها ثم قالَ لهم : هَل تَدرونَ ما الكَوثرُ ، قالوا اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ ، قالَ هوَ نَهْرٌ أعطانيهِ ربِّي عزَّ وجلَّ في الجنَّةِ علَيهِ خيرٌ كثيرٌ ترِدُ علَيهِ أمَّتي يومَ القيامةِ آنيتُهُ عدَدُ الكواكِبِ يُختَلَجُ العَبدُ منهم ، فأقولُ يا ربِّ إنَّهُ مِن أمَّتي فيقالُ لي إنَّكَ لا تَدري ما أحدَثوا بَعدَكَ”.

أما القول الثاني فإنه يشير إلى أن الكوثر هو حوض كبير يأتيه الماء من نهر الكوثر ، وهو ما يُعرف باسم حوض الكوثر ، ويكون هذا الحوض موجود يوم القيامة بأرض المحشر لأمة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الكوثر هو الخير الذي منحه الله تعالى لنبيه ومن بينه نهر الكوثر ، ولكن ذهب البعض إلى أنه النهر نفسه ، وهكذا تباينت آراء العلماء حول الكوثر الذي لا خلاف في أنه بشرى صادقة تحمل الخير لنبي الله صلى الله عليه وسلم.

صفات نهر الكوثر

ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما سُئلت عن قوله تعالى “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ” ؛ أنها قالت “هو نهر أعطيه نبيكم صلّ الله عليه وسلم وشاطئاه عليه در مجوف ، آنيته كعدد النجوم” ، وقد ذُكرت بعض الصفات المتعلقة بالكوثر في السُنة النبوية على الرغم من اختلاف العلماء في بيان حقيقته ، ومن هذه الصفات :

هو نهر في الجنة يكون جانباه من اللؤلؤ المجوف ، بينما يكون ترابه من المسك ؛ حيث قال النبي صلّ الله عليه وسلم “أُعطِيتُ الكَوْثرَ ، فإذا هو نَهَرٌ يَجري كذا على وَجهِ الأرضِ ، حافَتاهُ قِبابُ اللُّؤلُؤِ ، ليس مَشْقوقاً ، فضَرَبتُ بِيَدي إلى تُرْبَتِه ، فإذا مِسْكةٌ ذَفِرةٌ ، وإذا حَصاهُ اللُّؤلُؤُ”

الماء الموجود بالكوثر يكون أشد بياضًا من اللبن ، وطعمه يكون أحلى من العسل ، ورائحته تكون أطيب من رائحة المسك ، وفي ذلك قال الرسول صلّ الله عليه وسلم “أشدُّ بياضاً منَ اللَّبنِ وأحلَى منَ العسَلِ” ، كما قال “ورِيحُهُ أطْيَبُ مِنَ المِسْكِ”

يمتلك الكوثر قناتين تصبان في الحوض الموجود بأرض المحشر ، والدليل قوله عليه أفضل الصلاة والسلام “يَغُتُّ فيه مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّةِ”

يجري الكوثر دون شقوق بقدرة الخالق سبحانه وتعالى ، وقد قال عنه رسول الله صلّ الله عليه وسلم “ليس مَشْقوقاً”.

تم نسخ الرابط