الجنس والموساد.. تفاصيل الليالي الحمراء التي أوقعت أعداء إسرائيل في شباك الصهاينة

الموجز

على مر التاريخ كانت المرأة عنصرًا أساسيًا في لعبة التجسس، لما لها من تأثير عاطفي على اصطياد الهدف المراد تجنيده، أو السيطرة عليه او الحصول على معلومات منه عن طريق مخدعه عندما يكون بين أحضان المرأة وهو أفضل مكان لاستخراج أسرار الرجل عن طريق الغريزة الجنسية، او عن طريق العقل، اللعب بعقول كبار الشخصيات حتى يفقدون القدرة على الواقعية والحكمة وهنا تطغى قوة العاطفة من توحي بالثقة بالمرأة والحصول على أخطر المعلومات من كبار الشخصيات.

وتعتمد الموساد على المرأة اعتمادا قويا في القيام بعمليات التجسس واسقاط العملاء من خلال استخدام الرذيلة والإغراء، وهذا ما أكدته أجهزة المخابرات الإسرائيلية التي أكدت أن المجندات نجحن على مدار الأعوام الماضية في تنفيذ عمليات عسكرية مهمة بينها اغتيال القيادي الفلسطيني حسن سلامة، وسرقة أسرار السفارة الإيرانية في قبرص ، ومكاتب حزب الله في سويسرا واختطاف الخبير النووي "فعنونو" من ايطاليا.

والوسيلة الوحيدة لإسقاط العملاء هي الجنس، حيث تقوم المجندات الصهيونيات بإغراء العملاء ثم ممارسة الرذيلة معه،م ويقوم أفراد الموساد بتصويرهم في أوضاع فاضحة وتهديدهم بها في حال محاولة رفض الأوامر ويطلق على المجندات اسم ( سلاح النساء للتجسسي).

وحدة "كيشت"

تقول "عليزا ماجين" ، نائبة رئيس الموساد، أن هناك وحدتين خاصتين داخل الموساد: "وحدة كيشت" التي تتخصص في اقتحام المكاتب في جميع أرجاء العالم لتصوير المستندات الهامة وزرع أجهزة التنصت في مساكن أو مكاتب أو مواقع للحصول علي معلومات تنفع إسرائيل.

وهناك أيضا وحدة خاصة تحمل اسم "يديد" ومهمتها حراسة ضباط الموساد في أوروبا وأمريكا أثناء مقابلاتهم في أماكن سرية مع عملائهم في دول مختلفة.

وتؤكد "عليزا ماجين" أن تأهيل هؤلاء النساء للعمل كضباط في هذا الجهاز يستهدف في المقام الأول جمع المعلومات خارج إسرائيل، وتصف هذا النشاط بأنه "أهم وظيفة في الموساد الإسرائيلي".

ولذلك فإن الموساد تقوم بتجنيد النساء اللواتي ولدن وعشن لسنوات طويلة في الدول الغربية قبل الهجرة إلى إسرائيل؛ لأنهن يتكلمن لغة البلاد التي جئن منها بوصفها اللغة الأم.

حكاية سيندي

ورغم أن نائبة رئيس الموساد سبق وأن زعمت أن فتيات الموساد لا يقمن علاقات جنسية مع الرجال المرشحين للوقوع في المصيدة، وأنه يتم "توفير فتيات أخريات لهذا الغرض" فإن حكاية "سيندي" توحي بغير ذلك.

و'"سيندي" هي أشهر عميلة للموساد، واسمها الحقيقي "شيرلي بن رطوف"، وقد كلفتها الموساد بالإيقاع بالرجل الذي كشف لأول مرة أسرار إسرائيل الذرية وهو مردخاي فاعنونو الخبير الإسرائيلي الذي كان يعمل في مفاعل ديمونا الذري في جنوب إسرائيل، وأقامت "سيندي" علاقة خاصة مع فاعنونو في لندن واستطاعت خلال وقت قصير أن تؤجج مشاعره وغرائزه، ثم استدرجته الي روما عقب نشره معلومات عن قوة إسرائيل النووية في الصحف البريطانية بعد ان استيقظ ضميره.

وفي روما كان عملاء الموساد في الانتظار لتخديره واختطافه إلى إسرائيل. ومازال الرجل، الذي دق ناقوس الخطر وحذر من الخطر النووي الإسرائيلي، قابعا في السجن منذ اكثر من 16 سنة بعد ان حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن المؤبد لإدانته بتهمة الخيانة العظمي.

اغتيال علي سلامة

وفي وقت من الأوقات اعتقلت الشرطة النرويجية المحلية في بلدة ليل هامر بالنرويج عميلتين للموساد بعد ان قامتا مع مجموعة من الجهاز بقتل المغربي احمد بوشيكي لاعتقادهم انه المسئول الفلسطيني 'علي حسن سلامة'.

ولما كان هذا المسئول الفلسطيني صيدا ثمينا نظرا لدوره الخطير في منظمة "فتح" فقد تقرر اغتياله بأي ثمن وبأي وسيلة.

ولم تفلح في القيام بهذه المهمة سوي عميلة للموساد هي "اريكا تشيمبرس" من مواليد عام 1948 ومهاجرة بريطانية إلى إسرائيل، فقد انتحلت 'اريكا' شخصية خبيرة اجتماعية تشارك في شئون الإغاثة الإنسانية، وعملت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

واستطاعت "اريكا" في النهاية، اغتيال علي حسن سلامة الذي كان الإسرائيليون يلقبونه بـ"الأمير الأحمر"، وكانت تلك هي المهمة الأولى والأخيرة للعميلة "اريكا" في الموساد.

شروط الالتحاق

وقبل أن يتم اعتماد امرأة لتكون عميلة للموساد، يجب ان توقع علي تعهد بانها لن تتزوج خلال خمس سنوات من التحاقها بالجهاز.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت الصهيونية العالمية بأجهزتها السرية ومؤسساتها العدوانية التوسعية مهيأة عسكرياً وتنظيمياً لتنفيذ المهام التي أقرتها وبالاستناد إلى عدة عوامل عنصرية وتعزيزاً لدور الصهاينة اتخذت الحركة الصهيونية حليفاً جديداً لها في مرحلة ما بعد الحرب بغية تأسيس وطن قومي حسب المخططات الصهيونية وما مارسته القوى الاستعمارية من مكائد وجرائم ضد العرب ولما شعرت الصهيونية بقوتها تحركت مع القوى الاستعمارية لخلق الكيان الصهيوني المصطنع.

وقامت العصابات العنصرية الموجودة في فلسطين العربية بممارسة عملياتها الإجرامية والانتقامية ضد المواطنين العرب وانسحبت بريطانيا من فلسطين وسلمت الأمور للصهاينة الغزاة لتحقيق أطماعهم التوسعية، وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 1948 م تم طرد حوالي 40 ألف فلسطيني من أراضيهم وتحويلهم إلى لاجئين وما أن أتى يوم الخامس عشر من مايو من نفس العام حتى كانت العصابات الصهيونية قد احتلت معظم الجزء المخصص لليهود في مشروع التقسيم بالإضافة إلى مناطق أخرى مخصصة للعرب وأعلنت عن قيام الكيان الصهيوني.

تم نسخ الرابط