لماذا اختص الله الإبل بعجائب قدرته؟

الموجز

قال الله تعالى:( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)[الغاشية:17]
ومن الأسئلة التي تشغل ذهن الكثيرين، لماذا اختص الله سبحانه وتعالى الإبل بالذات في هذه الآية؟
وقد فسر الفقهاء ذلك الأمر بأنه جاء في سياق التنبيه منه جل ثناؤه على عظيم مخلوقاته، لإثبات قدرته، ووجوب توحيده وعبادته وطاعته.
وقد ذكر المفسرون شيئًا من الحكمة في التنصيص عليها دون سائر الحيوانات. فقد قال القرطبي في تفسيره عن الحيوان: لأن ضروبه أربعة: حلوبة وركوبة وأكولة وحمولة.
والإبل تجمع هذه الخلال الأربع. فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم.
ونقل القرطبي عن الحسن البصري رحمه الله، أنه سئل عنها وقالوا: الفيل أعظم في الأعجوبة. فقال: العرب بعيدة العهد بالفيل.
ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه، ولا يركب ظهره، ولا يحلب دره.
ونفيه لركوبه إما لما كان معروفًا في ذلك الزمن، أو لكونه لا يركب عليه عادة، وإن كان قد وجد في الناس من يركب عليه.
وقد ذكر أيضًا من صفاتها أنها مع عظمها تلين للحمل الثقيل، وتنقاد للقائد الضعيف، حيث يأخذ الصغير بزمامها فيذهب بها حيث شاء.
وأنها تتحمل العطش لمدة طويلة،وأن مرعاها ميسر، وأنها أصبر على الكدح وسوء الأحوال إلى غير ذلك من الصفات، وقد صدق من سماها بسفينة الصحراء.

تم نسخ الرابط