أبناء بن لادن يتساقطون.. تقرير أمريكي يكشف المرشح الأول لقيادة تنظيم القاعدة

سيف العدل
سيف العدل

كشف تقرير أمريكي أنه في حال ثيوب خبر وفاة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة فإن سيف العدل الرجل المخضرم في القاعدة، والذي يعتقد أيضًا أنه يعيش في إيران، هو المرشح الرئيسي لتولي زمام القيادة؛ فبحسب مركز أبحاث مشروع مكافحة التطرف الذي يقع مقره في الولايات المتحدة، كان سيف قد اعتقل في إيران عام 2003 وأطلق سراحه عام 2015 في عملية تبادل للسجناء، ولا يزال يعتقد أنه في إيران وبرز عام 2018 كأحد أبرز مساعدي الظواهري، ولعب العادل “دورًا حاسمًا في بناء قدرات تنظيم القاعدة العملياتية وصعد بسرعة عبر التسلسل الهرمي للتنظيم”.

وأضاف التقرير أن صعود سيف العدل ليس أمرًا واقعيًا، ويمكن أن يقابل بمعارضة قوية من داخل القاعدة، مع دعوات من داخل قيادة التنظيم متوسط ​​المستوى لأمير الجماعة القادم ليكون مقره في سوريا، إذ كان مقاتلو القاعدة في سوريا في قلب العمل خلال الجزء الأكبر من العقد الماضي، بينما تواصل القيادة العليا للقاعدة الاختباء في جنوب آسيا.

علاوة على ذلك، في حين أن تعيين سيف العدل سيكون بمثابة إشارة إلى الاستمرارية وتقديم مستوى من المصداقية الداخلية بالنظر إلى الاعتراف باسمه باعتباره جهاديًا مخضرمًا، فقد يتساءل البعض عن الحكمة من تعيين زعيم مقره في إيران يمكن أن يكون ضعيفًا ومن الممكن أن يتعض لما تعرض له أبو محمد المصرى للقتل، كما التواجد في إيران سيفتح اتهامات بتصرف أمير القاعدة كعميل إيراني سواء كان ذلك صحيحًا أم لا.

يرى التقرير أنه يتزامن احتمالية أن تكون القاعدة في خضم انتقال قيادي كبير، مع تساؤل البعض عما إذا كان مركز ثقل التنظيم يمكن أن ينتقل من جنوب آسيا إلى منطقة أخرى، سواء كانت بلاد الشام أو دول الساحل أو شبه الجزيرة العربية، بعد التعرض لعدة ضربات من الطائرات بدون طيار التي قضت على التنظيم في جنوب آسيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تلاها عدم استقرار منطقة الشرق الاوسط التي شهدت ما يسمى بفترات “الربيع العربي”، هذا إلى جانب موت بن لادن وصعود تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وحيث إن التنظيم لم يعد هو الجماعة المتطرفة الكبرى، فقد شهد تنامي تنظيمات أخرى بل وأحيانًا اشتبك معها على الأرض، وبالتالي فلم يعد تنظيم القاعدة يبدو منيعًا بل أصبح يعاني من عدد من العقبات الكبيرة التي يجب التغلب عليها.

كان التنظيم قادرًا على التكيف والتطور وعودة قياداته إلى العمل وبناء الكوادر على مستوى القواعد الشعبية في مناطق خارج جنوب آسيا، مع التركيز على نقل الاستقلال التشغيلي للتنظيمات التابعة له في جميع أنحاء العالم، مع لعب المنتسبين للقاعدة دورًا عمليًا أكثر، وبالتالي أصبحت القيادة الأساسية المتمركزة في جنوب آسيا أقل أهمية على المستويين التكتيكي والتشغيلي، مع وجود مناطق نزاع نشطة في سوريا واليمن والصومال، واكتسب المقاتلون المتحالفون مع القاعدة في هذه البلدان خبرة في ساحة المعركة، وبالتالي صقلوا شرعية أي محاولات للتنافس على دور أكثر بروزًا في المنظمة الأوسع.

وانتهى التقرير بأنه لا يزال الوضع متقلبًا وقد يكون للأحداث الجيوسياسية على مدى الأشهر العديدة القادمة تأثيرًا كبيرًا على كيفية استجابة القاعدة، كما أن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية في أفغانستان واتفاقية تقاسم السلطة التي تشمل طالبان يمكن أن تبث حياة جديدة في تنظيم القاعدة.

وفيما يتعلق بعلاقة القاعدة مع طالبان، يبدو أن بعض صانعي السياسة ينخرطون في التفكير من خلال التمني، حيث يواصل أولئك الذين يضغطون بشدة من أجل التوصل إلى اتفاق تقاسم السلطة إلى أن طالبان ستنأى بنفسها عن القاعدة، لكن على النقيض فهناك تقرير صدر مؤخرًا للأمم المتحدة يوضح كيف تواصل المجموعتان العمل معًا عن كثب، مع احتفاظ طالبان بقبضة أوثق على السلطة السياسية في أفغانستان، ويبدو أنه من المرجح أن تستفيد القاعدة بشكل مباشر مما يوفر لها من فرصة لإعادة بناء شبكتها في جميع أنحاء جنوب آسيا.

ويقول محللون إن التنظيم لا يمكن مقارنته بالتنظيم الذي قاد هجمات 11 سبتمبر بالولايات المتحدة، فأيديولوجية التنظيم قد خلقت العديد من الفروع التي تحمل اسمه حول العالم لكن التنظيم لا يسيطر على أفعال تلك الفروع أو على التحالفات التي قد تكوّنها على المستوى المحلي، ويتوقع المحللون أن تتصرف قيادة القاعدة بصورة أكبر في المستقبل كما لو كانت “مجلس مستشارين”، كما أن أعضاء التنظيم في فروعه المختلفة سيستمعون لقيادة القاعدة المركزية إذا رغبوا في ذلك وليس كالتزام أو طاعة برؤيتها. وأضافوا أن “الناس سوف يستمعون لقيادة القاعدة المركزية إذا أرادوا، وليس لأنهم يعتقدون أنهم ملزمون بإطاعة رؤيتها”.

تم نسخ الرابط