مفتي الجمهورية يفضح الجماعة الإرهابية : عجلاتي ومكوجي وعاطل كانوا يتحكمون في قرارات مرشد الإخوان
كشف الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن تاريخ مؤامرات الإخوان ضد الأزهر الشريف مؤكدا أن جماعة الإخوان استهدفت الأزهر الشريف قديمًا في محاولة لإيجاد علاقة تؤدي إلى شرعية لها، وذلك في بعض الكيانات التي سبق وأشرت إليها بالصيغة التي وضعتها الإخوان من البيعة والسمع والطاعة وعدم النقاش، والبدايات التي لم ترتكن لأهل الاختصاص، ولو نظرنا فيمن أحاط بحسن البنا من علماء الأمة فلن نجد أحدًا معه في دعوته، وهذا أول خلل حدث في تاريخ الإخوان نظرًا لاعتمادهم على غير المختصين.
وأشار المفتى إلى بعض النماذج للأشخاص الذين أحاطوا بحسن البنا من غير المختصين، على سبيل المثال فقد أحاط بحسن البنا خمسة من الأشخاص وهؤلاء هم: حافظ عبدالحميد يعمل بالنجارة، وأحمد الحصري يعمل بمهنة الحلاقة، وفؤاد إبراهيم يعمل مكوجيًّا، وعبدالرحمن حسب الله يعمل سائقًا، وإسماعيل المغربي ويعمل عجلاتيًّا، وتلك كانت المجموعة التي أحاطت بالبنا في دعوته.
وقال المفتي: «مع احترامنا لتلك المهن الشريفة وهم أهل الاختصاص في مهنهم هذه، إلا أنهم لم يكونوا أهل اختصاص في هذا الأمر».
وأضاف: «ولذلك لم نجد علماء الأزهر موجودين في دعوتهم حيث أرادوا الاقتراب من الأزهر في مرحلة إعداد دستور الإخوان، واعتمدوا على كيانات موازية لمهمة الإفتاء وقصرها على الجماعة في منصب مفتي الجماعة، حيث أنشأوا كيانًا موازيًا لمفتي الدولة بغرض منازعة الأزهر، لذلك وقف ضده علماء الأزهر وكان على رأسهم الشيخ محمد مصطفى المراغي حيث طالب الإمام المراغي رئيس الوزراء حينها أحمد ماهر بحل الجماعة».
وأضاف : إننا نقدر البيان الصادر عن هيئة كبار العلماء السعودية، ونقدر موقف سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، فهو بيان مهم يضع النقاط على الحروف ويبين الموقف الشرعي من الانتماء إلى جماعة الإخوان وحرمته بناء على مقومات علمية سردها البيان.
وأكد المفتي أن هذا البيان كاشف وراقٍ وجاء ليضع النهاية ويبلور الأفكار السابقة في صورة نهائية الآن، وعلى الشعوب أن تنتبه إلى هذا الخطر الذي تمثله الجماعة الأم ويمثله المتوالد عنها أيًّا كان وصفه وأيًّا كان اسمه؛ لأنهم جميعًا يرجعون إلى أصل واحد وأم واحدة رضعوا جميعًا منها واستقوا كل أفكارهم وتوجهاتهم من هذه الجماعة الأم وهي «الإخوان»
وأضاف المفتي خلال لقائه الأسبوعي في برنامج «نظرة»، أن مفتي المملكة العربية السعودية قد أصاب في حكمه وقد كان لدار الإفتاء المصرية فكر وحكم في هذا الشأن مسبقًا حيث انتهت فيه إلى حرمة الانتماء لجماعة الإخوان كما انتهت المملكة العربية السعودية الآن.
وأوضح المفتى أن الأدلة على تحريم الانتماء للجماعات الإرهابية -مثل الإخوان- كثيرة؛ حيث يقوم القرآن الكريم على التعاون والوحدة وما يؤدي إلى الاستقرار والعمران وما يؤدي إلى تحقيق خلافة الله في الأرض من قِبل الإنسان خلافة حقيقية يسودها روح العمران الحقيقي. وإذا لاحظنا مسيرة الإخوان منذ عام 1928 والتنظير والتطبيق والفكر والفعل فلن نجد أي توأمة مع ما قاله القرآن، ونجد بالفعل أن اتجاهات الجماعة لا تؤدي إلى عمران بل تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات والدول والحكم.
وتابع المفتي مستشهدًا ببعض كلام حسن البنا مؤسس الإخوان حينما قال: «إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولًا، وينتظرون بعد ذلك، ثم يقدمون في كرامة وعزة، ويحتملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء وارتياح».
وعلَّق المفتي أنه يجب أن نضع تحت كلمة «ينذرون أولًا» خطوطًا كثيرة؛ لأنها تفصح عن فكر وثقافة، وقد أفصح عنها التفسير الحركي الخاطئ لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي تكلم عنه «منير الغضبان» مراقب الإخوان في سوريا في كتابه «التفسير الحركي لسيرة النبي»، حيث قال في مقدمه الكتاب: «إن أفكاره استقاها من الاتجاه الحركي عند سيد قطب. كذلك فكأن الذي يُنذر هنا ليس مسلمًا وكأنه يقول إنه صاحب رسالة، ونظرة جاهلية المجتمعات بدت واضحة في كتاب سيد قطب.
وتابع المفتي عرض أفكار حسن البنا التي عرضها في افتتاحية العدد الأول لمجلة «النذير» التابعة للجماعة حيث يقول: «سننتقل من حيز دعوة العامة إلى حيز دعوة الخاصة أيضًا، ومن دعوة الكلام إلى دعوة النضال والأعمال، سنتوجه بدعوتنا إلى المسئولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وهيئاته وأحزابه وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم، بل زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الإسلام في جرأة لا تردد فيها، وفي وضوح لا لبس فيه، ومن غير مواربة أو مداراة؛ فإن الوقت لا يتسع للمناورات، فإن أجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم، وإن لجأوا إلى المواربة والمراوغة وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق إلى استعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سِلم فيها ولا هوادة معها حتى يفتح الله بيننا».
وأكد مفتى الجمهورية أن تلك المفردات مثل «حتى يفتح الله بيننا» تأتي في تعامل المسلمين مع الكفار وهو بيان يفصح عن جملة من الأشياء، أولها أنه يفصح عن المجتمع الذي نعيش فيه، ولاحظ أننا الآن بين جنبات علماء الأزهر الشريف، الذي كان موجودًا في هذا الوقت كيف تكلم حسن البنا بهذه اللغة واللهجة ونصب نفسه أنه الحريص كل الحرص على الإسلام وكأن فكرة الجاهلية مستشرية في المجتمع، وأن الدولة ليست سائرة على الإسلام، وكانت هذه الفكرة متأصلة منذ بداية دعوة الإخوان وبرنامجهم الذي يدعون الناس إليه ثم يُنَظِّر لها سيد قطب فيما بعد، لذلك فكلام حسن البنا يؤدي إلى التفريق وإيجاد أزمة في المجتمع، ومن ثم فلو وضعناه في نطاق الحق والعدل لقلنا إنه يَحرُم الانتماء إلى جماعة الإخوان بناءً على هذا الكلام الذي ذكره رئيس جماعة الإخوان.
وأشار المفتي إلى أن فكرة الاستعلاء موجودة لدى الجماعة الإرهابية وتعد إحدى الركائز الأساسية في دعوة الإخوان، حيث اعتبروا أنفسهم أنهم من يحتكرون الحق والإيمان؛ ولذلك يدعون المجتمع إلى ما هم عليه وليس إلى ما عليه الإسلام، كما أن دعوتهم تبتغي الدعوة إلى مراكز القرار، أما الذي عليه الناس من الإسلام والتاريخ الرصين فلا يقيمون له وزنًا.
وقال المفتي إن هناك شهادة مهمة للدكتور عبدالعزيز كامل، أحد أقطاب الإخوان لكنه انسلخ عنهم بعد ذلك، والذي أكد في مذكراته تحت عنوان: «دم الخازندار» والتي أفصحت عن الموقف الذي يتبناه: «سألت البنا بعد اغتيال الخازندار قائلًا: هل أصدرت فضيلتكم أمرًا صريحًا لعبدالرحمن السندي بهذا الحادث؟ قال البنا لا: ولا أتحمل المسؤولية، ووجه السؤال نفسه للسندي، فقال: نعم تلقيت الأمر من البنا، ولا أحمل المسؤولية، فقال البنا: أنا لم أقل لك، ولا أحمل المسؤولية، وأن كل ما صدر مني من قول («لو ربنا يخلصنا منه» أو «لو نخلص منه»، أو «لو واحد يخلصنا منه»)، معنى لا يخرج عن الأمنية، فرد السندي: أنت قلت، وتحمل المسؤولية، ويتبرأ كل منهما من دم الخازندار، وجاءت فرصة قابلت فيها الأستاذ المحامي صلاح عبدالحافظ شقيق أحد المتهمين حسن عبدالحافظ فوجدته ناقمًا على الإخوان أشد النقمة، وقد مست القضية شرف المهنة التي يعمل فيها، والعدوان على القضاء الذي يقف أمامه».
وأوضح المفتي أن تلك الشهادة بمثابة شهادة حق مفصحة عن تاريخ طويل جدًّا من عدم التركيز وعدم إدراك الألفاظ وعدم إدراك تلاميذ البنا وماذا يحملون عنه، وبناءً على ذلك يكون مشتركًا معه متمردًا ومتحملًا للمسؤولية.
ولفت مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء أصدرت تقريرًا مهمًّا بعنوان: «جذور العنف عند الإخوان» نقلنا فيه هذا الكلام وتعرضنا لتلك الواقعة وغيرها بالوثائق والتاريخ، حيث أكدت الوثائق أن العنف متجذر عند الإخوان وهو نفس الكلام الذي ذكر بنصه في المؤتمر الخامس للإخوان سنة 1938 .
وأضاف المفتى أنه علينا أن نتساءل ونضع علامات استفهام كثيرة من بينها: لماذا تحرص الجماعة على إنشاء كيانات موازية لكيانات الدولة؟ وهذا سؤال ما زال مطروحًا حتى الآن، مشيرًا إلى أن منهج الجماعة لا يعترف بالقوانين الموجودة الحاكمة لهذه الدولة.
وأوضح أنه في دراسة موسعة أصدرتها دار الإفتاء المصرية بعنوان: «التأسلم السياسي.. دراسة تحليلية لعوامل فشل الاستغلال السياسي للإسلام في الماضي والحاضر» انتهينا إلى أن حسن البنا رفض فكرة البناء عندما امتنع عن الدخول في أحزاب ولم يرَ جدوى القوانين، ورأى أن التعددية الحزبية في الإسلام غير صحيحة، وينظر إليها على أنها تعددية تؤثر على حقيقة الإسلام، ومن ثم لابد أن نؤكد على أن هذه المجموعات تريد الدين وسيلة للوصول إلى المناصب السياسية فحسب.
وأضاف المفتي أن جماعة الإخوان استهدفت الأزهر الشريف قديمًا في محاولة لإيجاد علاقة تؤدي إلى شرعية لها، وذلك في بعض الكيانات التي سبق وأشرت إليها بالصيغة التي وضعتها الإخوان من البيعة والسمع والطاعة وعدم النقاش، والبدايات التي لم ترتكن لأهل الاختصاص، ولو نظرنا فيمن أحاط بحسن البنا من علماء الأمة فلن نجد أحدًا معه في دعوته، وهذا أول خلل حدث في تاريخ الإخوان نظرًا لاعتمادهم على غير المختصين.
وأشار المفتى إلى بعض النماذج للأشخاص الذين أحاطوا بحسن البنا من غير المختصين، على سبيل المثال فقد أحاط بحسن البنا خمسة من الأشخاص وهؤلاء هم: حافظ عبدالحميد يعمل بالنجارة، وأحمد الحصري يعمل بمهنة الحلاقة، وفؤاد إبراهيم يعمل مكوجيًّا، وعبدالرحمن حسب الله يعمل سائقًا، وإسماعيل المغربي ويعمل عجلاتيًّا، وتلك كانت المجموعة التي أحاطت بالبنا في دعوته.
وقال المفتي: «مع احترامنا لتلك المهن الشريفة وهم أهل الاختصاص في مهنهم هذه، إلا أنهم لم يكونوا أهل اختصاص في هذا الأمر».
وأضاف: «ولذلك لم نجد علماء الأزهر موجودين في دعوتهم حيث أرادوا الاقتراب من الأزهر في مرحلة إعداد دستور الإخوان، واعتمدوا على كيانات موازية لمهمة الإفتاء وقصرها على الجماعة في منصب مفتي الجماعة، حيث أنشأوا كيانًا موازيًا لمفتي الدولة بغرض منازعة الأزهر، لذلك وقف ضده علماء الأزهر وكان على رأسهم الشيخ محمد مصطفى المراغي حيث طالب الإمام المراغي رئيس الوزراء حينها أحمد ماهر بحل الجماعة».
وأشار المفتي إلى أن تلك الكيانات التي ابتدعها الإخوان موازية لكيانات الدولة مثل المنصة الدينية والكيان المؤسسي العسكري والاقتصادي والاجتماعي، وكأنهم يريدون دولة داخل الدولة، موضحًا أن مكتب الإرشاد كان مختصًّا بشؤون الأزهر.
وتابع المفتي مستكملًا حديث الإمام المراغي الذي قال في رسالته: «إن الجماعة تستخدم وسائل تحول هذه الجماعة إلى مرجعية بديلة عن الأزهر ورجاله من غير أن تكون مؤهلة للأمر، فأباحت لنفسها الفتوى في الدين»، ومن هنا طلب الشيخ المراغي بحل جماعة الإخوان ومطالبته هذه نشرتها مجلة الإخوان في هذا الوقت تحت عنوان «4 محاولات لحل جماعة الإخوان».