كيف بين القرآن الكريم خبايا النفس البشرية؟..شيخ الأزهر الأسبق يُجيب

الموجز

قال شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق علي جاد الحق -رحمه الله، إن القرآن الكريم قد تكفل بتنظيم حياة الفرد والمجتمع الإسلامي، ونجده يخاطب النفس والضمير الإنساني، حتى يتدبر إبداع الخالق عز وجل في خلقه وفي تركيبه، وحتى يدرك المجتمع أنهم سواسية في الخلق وفي الحقوق والواجبات.

وتابع الشيخ جاد الحق في حلقة معادة من برنامج ( حديث الصباح ) الذي يذاع يومياً عبر إذاعة القرآن الكريم أن آيات القرآن الكريم قد بينت خبايا النفس البشرية، كما في قول الله عز وجل في سورة يونس"وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)"، وقوله عز وجل في سورة المعارج" إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاًإِلاَّ الْمُصَلِّينَ ".

وأوضح أن القرآن الكريم في خطابه للفرد والجماعة الإنسانية يدعو إلى الأخلاق التي يجب أن تسود بين الناس، و نجد ذلك في قول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57)" يونس، وقوله عز وجل"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى"الحج.

وبين فضيلته أن القرآن الكريم في بداية الرسالة خاطب أهل مكة فنجد فيه مناقشة لهم فيما يعتقدون و ما اعتادوا عليه، وبيان ما هم عليه من فساد العقيدة ، ومع انتقال الرسالة إلى المدينة المنورة واستقرار العقيدة في القلوب، نجد تنظيما للمجتمع المسلم فنزل عليهم القرآن بالمباديء والقواعد والأحكام التي تصلح حال الفرد والمجتمع .

واختتم حديثه قائلا" بهذا الأسلوب كانت دعوة الإسلام إلى الناس كافة، ورسالته عامة ومستمرة، وهي دعوة عقيدة وإيمان، لأن العقيدة هي أساس المجتمع، حتى إذا ما واجهت الرسالة أعباء الحياة فإنها لم تنصر طائفة على حساب طائفة أخرى ، ولكن عالج القرآن هذا التفاوت بين الناس بسبب الغنى والفقر بتوجيه الغني إلى أن يشكر ربه سبحانه وتعالى على ما أنعم عليه من نعم بمساعدة الفقير والمسكين وابن السبيل وإغاثة.

تم نسخ الرابط