جمال عبد الناصر أمم شركتها ووقفت في طريق عبد الحليم حافظ.. وتزوجت مسلم وخالتها احتضنت موهبتها.. محطات في حياة رائدة الفن المصري ماري كويني

الموجز

صاحبة وجه ملائكي استطاعت أن تخطف الأنظار فور ظهورها علي الشاشة، وقدمت العديد من الشخصيات وشاركت في أهم الأفلام السينمائية، ولكنها فضلت أن تعمل خلف الكاميرا كمنتجة ومنتيرة فأثرت الفن المصري بأعمال مميزة لتصبح أهميتها كمنتجة أكبر بكثير من أهميتها كممثلة حتى اصبحت إحدى رائدات السينما المصرية، أنها الفنانة ماري كويني.

اسمها الحقيقي ماري بطرس يونس ولدت في مثل هذا اليوم عام 1916، في لبنان بلبنان، وكان والدها يعمل مزارعًا وعندما توفي انتقلت مع والدتها وشقيقتها هند للإقامة في مصر مع خالتها الممثلة والمنتجة آسيا داغر وعمها الصحفي أسعد داغر الذي كان يعمل بجريدة الأهرام اليومي في ذلك الوقت.

في عام 1929 بدأت أولي خطواتها السينمائية من خلال فيلم "غادة الصحراء" عندما رشحها المخرج وداد عرفي للتمثيل في الفيلم لاول مرة أمام خالتها آسيا وكانت لا تزال في الثانية عشرة من عمرها، ويرجع سبب تسميتها ماري كويني، أن أحد أقارب والدتها زارها وهي مولودة ومن جمالها أطلق عليها "كويني" وهي تصغير لكلمة "كوين" التي تعني ملكة.

شكلت هي وخالتها والمخرج أحمد جلال ثلاثيًا في التمثيل والإنتاج والإخراج في عدد كبير من الأفلام منهم: "غادة الصحراء، وخز الضمير، عندما تحب المرأة، عيون ساحرة، شجرة الدر، البنكنوت، بنت الباشا المدير، زليخة تحب عاشور، فتاة متمردة، رباب، ماجدة، أم السعد، السجينة رقم 17، الزوجة السابعة، إلهام ، ضحيت غرامي، نساء بلا رجال".

في عام 1953 اعتزلت ماري كويني التمثيل وكان آخر فيلم شاركت فيه "نساء بلا رجال" ثم تفرغت بعد ذلك للإنتاج، وعملت كمونتيرة للأفلام وكانت رائدة في هذه المهنة لذلك تتلمذ على يديها عدد من الذين عملوا في المونتاج بعد ذلك، ومن أبرز أعمالها: "وخز الضمير، زوجة بالنيابة، بنت الباشا المدير، فتاة متمردة".

كما أنها أثرت الفن المصري بإنتاج أهم الأفلام السينمائية منها: "إلهام، ماليش حد، لسانك حصانك، نساء بلا رجال، مكتوب على الجبين، قلوب الناس، ربيع الحب ، إسماعيل يس في جنينة الحيوانات، حب من نار، المليونير الفقير، دنيا البنات، فجر يوم جديد، إجازة صيف، عندما نحب، مذكرات الآنسة منال، رجال لا يخافون الموت، بدور، وعادت الحياة، عندما يسقط الجسد، أقوى من الأيام، أرزاق يا دنيا".

لم تقتصر جهود ماري على الإنتاج فقط، فقد كانت تود تحويل السينما المصرية لنموذج شبيه بـ هوليوود، فقامت بإنشاء "ستوديو جلال" في عام 1944 كأول معمل ألوان في الشرق الأوسط وكان الاول في الشرق الأوسط لإنتاج الأفلام الملونة، وكان يضم 3 بلاتوهات بأراضي واسعة، وكان ثاني أفضل ستوديو بعد "ستوديو مصر"، وبعد النجاح الذي حققته تعرضت لصدمة كبيرة بعد قرارات التأميم التي أصدرها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الستينيات، وشملت شركتها وستوديو جلال.

تزوجت ماري من المخرج أحمد جلال عام 1940، وهي والدة المخرج الراحل نادر جلال وجدة ابنه المخرج الشاب أحمد جلال، وكان أول لقاء جمع بين ماري كويني وأحمد جلال عام 1931 عندما قاما ببطولة فيلم "وخز الضمير"، ومنذ ذلك التاريخ كون الثلاثي الأشهر ماري وآسيا وأحمد جلال فريق عمل للإنتاج والإخراج والتمثيل وكتابة القصص والسيناريو والحوار ثم توالت الأعمال السينمائية التي جمعت كل من أحمد جلال وماري كويني لتبدأ بينهما قصة حب تنتهي بالزواج، وكان ذلك الزواج مفاجأة حيث كان الجميع يعتقدون أن هناك قصة حب بين أحمد جلال وآسيا، ولكن جاء زواج ماري كويني لينهي هذه الأقاويل وقدما سويًا بعد ذلك أعمالًا حتى توفي أحمد جلال عام 1947.

كما قرر الثنائي منذ بداية زواجهما أن يظل كل شخص علي دينه فهي مسيحية وزوجها مسلم، وهذا ترك أثرًا كبيرًا على نفس نجلها بكونه مسلمًا نشأ فى بيت مسيحى، وأول ما علمته وهو طفل القرآن الكريم وكان يأتى شيخ إلى منزلهم يتلو القرآن كل جمعة فى حياة والده، وبعد وفاته كان هذا الشيخ يأتى إليهم، ولم يكن هناك غير الطفل وماري ووالدتها، وكانت دائماً تقول "كلام الله أياً كان نوعه يجب أن يقرأ فى البيت".

نشأ خلاف كبير بينها وبين العندليب عبد الحليم حافظ عندما رفضت ظهوره في فيلمها "فجر" بحجة انه وجهه لا يصلح ليكون نجم سينمائي، ومن إخراج عاطف سالم، وكان هناك أغنية أراد المخرج أن يغنيها عبدالحليم ويظهر في العمل بوجهه، إلا أنها اعترضت وفسرت الأمر قائلة: "إن وجهه مش فوتوجونيك"، وبالفعل لم يظهر عبدالحليم في الفيلم بصورته، واكتفت المنتجة أن يشارك بصوته فقط.

وبعد مرور سنوات لم ينسي العندليب أنها وقفت في طريقه، فبعد نجوميته وحينما ذهبت إليه فى منزله، تعامل معها بقسوة ورفض أى تعاون معها لكى يثأر لكرامته ويرد على رفضها التعامل معه وهو فى بداية الطريق، ورحلت ماري كوين عن عالمنا في 25 نوفمبر عام 2003 عن عمر يناهز 90 عامًا.

تم نسخ الرابط