قصة حب مع ”ابن الجيران” صنعت نجومية مديحة يسري وفتحت لها أبواب الشهرة.. اعرف الحكاية

الموجز

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

وفى عام ١٩٥٧ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "قصص من كتاب الحظ"، تحدث فيه عدد من نجوم الزمن الجميل عن دور الحظ فى حياتهم وكيف لعبت الصدفة دورها فى بداية مشوارهم ووضعتهم على أول طريق الفن.

وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة مديحة يسرى والتى كان خفقان قلبها بالحب للمرة الأولى وهى فى سن الصبا سببًا فى وضع قدمها على أول درجات سلم الفن والمجد، فالطفلة التى كانت وقتها لا تتجاوز سن الثانية عشرة من عمرها وقعت فى غرام صبى من جيرانها فى المنطقة اشتهر بإجادة التمثيل وكان يرأس جمعية للهواة ويقوم بدور البطل ويخرج الروايات التى تقدمها الجمعية، ففكرت مديحة يسرى فى طريقة للتعرف على حبيبها الممثل، فذهبت على مقر الجمعية التى يرأسها وأعربت عن رغبتها فى الإشتراك بالجمعية والقيام ببعض الأدوار فى المسرحيات التى تقدمها.

وتحقق للطفلة ما تريده وبالفعل اشتركت فى الفرقة وأعلنت الجمعية عن اسم مديحة يسرى ضمن الممثلين المشاركين فى مسرحية تقدمها الفرقة فى حفل عام، وعرف والدها وثار غضبه فأتحفها هى والشاب رئيس الفرقة بعلقة ساخنة، ولكن من يومها أحبت الطفلة الفن والتمثيل ونسيت حب الشاب رئيس الفرقة واتجهت بعدما كبرت للفن.

ولدت الفنانة مديحة يسرى بمدينة القاهرة فى ٣ ديسمبر عام ١٩٢١ وتلقت تعليمها بمدرسة الفنون، اكتشفها المخرج المصرى الرائد محمد كريم وقدمها للمرة الأولى فى دور صغير عام ١٩٤٢ فى فيلم "ممنوع الحب" أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب، وشاركت معه أيضًا بدور صغير فى فيلم "رصاصة فى القلب"، مما أهلها لدور البطولة للمرة الأولى عام ١٩٤٢ فى فيلم "أحلام الشباب".

كانت بدايتها الحقيقية حين اكتشفها يوسف وهبى وهى تؤدى مشهدًا فى أحد البلاتوهات فأستدعاها هو وشريكه توجو مزراحى، وعرض عليها العمل معه فى ثلاث أفلام بشكل حصرى، وهم: "ابن الحداد، فنان عظيم، أولادى".

وخلال مشوار فنى طويل قدمت الفنانة مديحة يسرى عددًا كبيرًا من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا، وتنوعت أدوارها بين أدوار البطولة والأبنة والحبيبة، ثم الأم فى مراحل متقدمة من عمرها، وقدمت فى مشوارها رصيدًا فنيًا كبيرًا يزيد عن ٩٠ فيلمًا.

سمراء النيل مديحة يسري تعتبر الفنانة الوحيدة التى وقفت أمام محمد عبدالوهاب، ويوسف وهبى، وأنور وجدى، وعبد الحليم حافظ، ومحمد فوزى، وعادل إمام، وكان آخر ظهور سينمائى لها فى فيلم "الإرهابى" مع الفنان عادل إمام عام ١٩٩٤ أما بالنسبة للتليفزيون فكانت آخر أعمالها مسلسل "يحيا العدل" عام ٢٠٠٢ مع الفنان مصطفى فهمى والفنانة ميرفت أمين.

ورحلت سمراء النيل مديحة يسري عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الموافق ٣٠ مايو عام ٢٠١٨ في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، بعد صراع طويل مع الأمراض المصاحبة للشيخوخة، تاركة خلفها مشوار فني مميز ومازلت أعمالها عالقة في أذهان الجمهور حتي الآن.

تم نسخ الرابط