لاعب كرة قدم مصري.. معلومات عن «خليفة الظواهري» الذى قتل فى طهران
بمجرد تردد خبر وفاة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، برز اسم أبو محمد المصري كأبرز مرشح لخلافة الظواهري، وهنا جاءت المفاجأة بعدما نشرت وسائل إعلام أمريكية خبر مقتل أبو محمد المصري، ثاني أرفع زعيم للقاعدة في طهران في عملية استخباراتية معقدة، فمن هو أبومحمد المصري؟
يعد أبومحمد المصري الرجل الثاني في التنظيم الإرهابي هذا الذي وصفته مراكز المخابرات في واشنطن بأنه الأخطر والأقدر على إدارة وتنفيد عمليات معقدة جدًا.
وولد "المصري" في حي الربيعية شمال مصر عام 1963، وكان لاعب كرة قدم محترفًا في الدوري المصري الأول في شبابه، وبعد ذلك انضم إلى التنظيم، وأدرج اسمه على قوائم المطلوبين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، لدوره في تفجير السفارات الأمريكية عام 1998، في دار السلام بتنزانيا، ونيروبي بكينيا، كما خصص مكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار، لمن يكشف عن معلومات تُساعد في التوصل إليه والقبض عليه.
لكن بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 انضم إلى الحركة الجهادية، التي كانت تتحد لمساعدة القوات الأفغانية.
وإثر انسحاب السوفيت بعد 10 سنوات، رفضت مصر السماح له بالعودة، بحسب تقرير مفصل أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" التي كانت أول من نشر خبر اغتياله اليوم السبت، فبقي في أفغانستان حيث انضم في نهاية المطاف إلى أسامة بن لادن، ضمن المجموعة الأولى التي شكلت لاحقًا النواة المؤسسة للقاعدة. وأدرجته المجموعة في المرتبة السابعة بين مؤسسيها البالغ عددهم 170.
ووفقًا لوثيقة سرية للغاية أصدرها المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب عام 2008، كان المصري "المخطط العملياتي الأكثر خبرة وقدرة على إدارة العمليات ". ووصفته الوثيقة بأنه "رئيس العمليات السابق في القاعدة" الذي "عمل بشكل وثيق" مع سيف العدل.
أما في إيران، فعمد أبو محمد المصري إلى توجيه ومتابعة حمزة بن لادن، نجل زعيم القاعدة وفقًا لخبراء الإرهاب. ولاحقًا تزوج حمزة مريم ابنة المصري.
وسافر "المصري" مع بن لادن إلى الخرطوم - السودان، وفي أوائل التسعينيات، حيث بدأ في تشكيل خلايا عسكرية. كما توجه إلى الصومال لمساعدة الميليشيا الموالية لأمير الحرب الصومالي محمد فرح عيديد. وهناك قام بتدريب المقاتلين الصوماليين على استخدام قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف ضد طائرات الهليكوبتر ونجحوا في إسقاط طائرتي هيلكوبتر أميركيتين في مقديشو عام 1993.
في حين أشار معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب "إلى أن المصري جلب معه المعرفة والتصميم ومنذ ذلك الحين شارك في جزء كبير من عمليات القاعدة مع التركيز على إفريقيا".
وفى عام 2000، أصبح المصري أحد الأعضاء التسعة في مجلس إدارة القاعدة، وترأس التدريب العسكري للتنظيم.
كما واصل الإشراف على العمليات في إفريقيا، وفقًا لمسئول سابق في المخابرات الإسرائيلية، فقد أمر بشن هجوم في مومباسابكينيا عام 2002 أسفر عن مقتل 13 كينيًا وثلاثة سياح إسرائيليين.
وفى عام 2003، كان المصري من بين العديد من قادة القاعدة الذين فروا إلى إيران، والتي على الرغم من معادتها للتنظيم، إلا أنها ملاذ بعيد عن متناول الأمريكيين.
وكان المصري أحد الأعضاء القلائل رفيعي المستوى في المنظمة الذين نجوا من المطاردة الأمريكية لمرتكبي هجمات 11 سبتمبر وهجمات أخرى. وعندما فر هو وزعماء آخرون من القاعدة إلى إيران وضعوا في البداية قيد الإقامة الجبرية.
عام 2015، أعلنت إيران عن صفقة مع القاعدة أفرجت بموجبها عن خمسة من قادة التنظيم بمن فيهم أبو محمد المصري مقابل دبلوماسي إيراني كان اختطف في اليمن.
ثم تلاشت آثار أقدام المصري، لكن وفقًا لأحد مسئولي المخابرات، استمر بالعيش في طهران، تحت حماية الحرس الثوري ثم وزارة الاستخبارات والأمن لاحقًا. وسُمح له بالسفر إلى الخارج إلى أفغانستان وباكستان وسوريا.