بصمة وحكاية لكل فنان في ”ربع قيراط”..ريهام عبد الغفور غول تمثيل..ومصطفى درويش أبهر المتابعين..ومحمد علي رزق نجح في تحقيق الإختلاف..وهدوء السقا سر تفوقه
من الطبيعي أن تجد مسلسلًا ينافس غيره من المسلسلات التي تعرض في نفس الموسم، لكن الحالة الجديدة التي صنعها مسلسل "إلا أنا" هي أن تجد عملًا لا منافس له سواء في نفس الموسم أو في المواسم السابقة، فالمسلسل نجح في أن ينافس نفسه فقط، خاصة وأنك تعيش مع كل قصة حكاية ربما مررت بها في حياتك أو مر بها شخص قريب منك أو في محيطك، كل حكاية في العمل تنافس الحكاية التي تسبقها، في جودة القصة وأهمية المشكلة المعروضة.
وفي الحكاية التي تعرض حاليًا وتحمل اسم "ربع قيراط" نجدها تناقش مشكلة هامة، وهي مشكلة ومعاناة المرأة المطلقة التي لا تستطيع الحصول على حقوقها في المجتمع، وهو ما عرضته ريهام عبدالغفور في الحلقات، وكيف تمر المرأة بعد الطلاق بأزمات نفسية واجتماعية.
ووجه الجمهور عتاب لصناع العمل بسبب أن الحلقات مدتها قصيرة، خاصة وأنها مشكلة هامة يجب أن تكون جرعتها الدرامية المقدمة أكبر.
نأتي لـ"غول التمثيل" ريهام عبدالغفور التي صنعت لنفسها مكانه خاصة لا يستطيع أحد منافستها، فنانة لا تمل من مشاهدتها، ولا تشعر أنها تقوم بدور أو أنها ممثلة، فهي لديها القدرة على تقمص الشخصية بسهولة وسلاسة لدرجة تقنعك بأنك أمام شخصية حقيقية، ليست مجرد شخصية في مسلسل، وعلى الرغم من ذلك لم تحصل على حقها كاملا حتى الآن.
تفوقت ريهام في تقديم شخصية "منى" وبرعت في هذه الشخصية فتجدها تقدم دور المرأة المكسورة والمغلوبة على أمرها بشكل بسيط للغاية وجديد على الشاشة، حتى بكائها يكون في صمت بدون صريخ أو "أفوره" في الأداء، لدرجة قد تستفز البعض أحيانًا، حيث يرغب المشاهد في أن يراها قوية وأن تنتقم من زوجها لما فعله فيها، لكن لو نظرنا إلى الواقع سنجد أن ريهام جسدت الدور بالشكل المناسب.
نجحت ريهام وصناع المسلسل في توصيل الهدف للجمهور رغم أن الحكاية لم تنتهي بعد، والدليل على ذلك هو تدلول رواد مواقع التواصل الاجتماعي للمشاهد، ومنهم مشهد ريهام وجدتها، والحديث عن الفرق في العلاقة بين الراجل وزوجته الآن وزمان، فهذا المشهد علم بشكل كبير مع المشاهد وتم تداوله على نطاق واسع، وأيضًا ظهور الفنانة القديرة نادية رشاد في العمل، فهي قيمة كبيرة وإضافة مهمة للمسلسل، وقدمت دورها بشكل يذكرك بأعمال الزمن الجميل.
الإضافة الكبيرة مصطفى درويش، والذي جسد شخصية الرجل "الندل" كما يقول الكتاب لدرجة جعلت كل من يشاهد شخصيته في العمل يكرهه، وهذا يدل على أنه قدم دوره ببراعة وعلى أكمل وجه، فهو فنان متجدد يختار أدواره بعناية شديدة، والدليل على ذلك نجاحه في كل ما يقدمه سواء كان خير أو شر، فنان يسير بخطوات ثابته نحو القمة، فبعد حب الجمهور له في "بـ100 وش"، نجح في أن يصنع العكس مع شخصية "أبو حجر"، فنان بارع ومتجدد ومجتهد.
"عظمة" محمد على رزق في تجسيد دور الأخ، الذي يعود من معاناة "الغربة" ليكون سند لشقيقته المظلومة، وبعيدًا عن تطور أدائه في "ربع قيراط"، تجد "رزق" بارع في كل عمل يقدمه، ولو قارنت بين كل دور له ستجد أنك في كل مرة تكون أمام شخصية مختلفة، وكأنك تشاهد فنان جديد ومختلف في أدائه وطلته، وحصد تعاطف المشاهدين في شخصية "عمرو" وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي فور ظهوره على الشاشة.
كذلك الفنان عصام السقا الذي تجد له بصمة في كل دور يقدمه، فهو فنان هادئ في اختياراته، يسير بخطوات منظمة وتجد أدائه في تطور مستمر، ويظهر في كل عمل بشكل وأداء أفضل من العمل السابق له.