بخلاف المال والإحسان ..عالم أزهري يوضح مظاهر الجود في حياة النبي
قال الدكتور محمد سيد أحمد المسير من علماء الأزهر رحمه الله - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، موضحا أن الجود لا يقتصر معناه على بذل المال أو الإحسان فقط وإنما تظهر معاني الجود في جوانب كثيرة أخرى .
وأوضح في حلقة معادة له من برنامج (حديث الصباح) بمناسبة ذكرى وفاته، أن من مظاهر الجود:الجود مع النفس، يقول الله عز وجل"قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، والجود مع الأهل و يكون بالإنفاق عليهم بلا إسراف وبلا تقتير، كما في وصف الله عز وجل لعباد الرحمن في قوله سبحانه وتعالي"وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا"، والجود مع الرحم ويكون بصلتها ولو أدبرت وإعطائها ولو حرمت والإحسان إليها ولو أساءت، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ، وَلكِنَّ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا" رواه البخاري في صحيحه.
كما أن من مظاهر الجود، الجود مع الناس جميعا بالسعي في قضاء مصالحهم ورعاية اليتامى والمساكين والمحتاجين والمعسرين والضعفاء كما كان يفعل رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال" مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَن كانَ لَهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا زَادَ لَهُ، ".
وأشار إلى أن الجود بهذا المعني الشامل كان أحد معالم النبوة المحمدية ودليل صدق نبوته وتحمله أمانة الرسالة والدعوة، وقد وصفت السيدة خديجة رضي الله عنها مظاهر الكرم في حديثها للنبي صلي الله عليه وسلم في بدء نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم في غار حراء( كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ).