الشرطة طاردت زهرة العلا في شوارع القاهرة بتهمة سرقة سيارة.. ومالكها وبخها أمام الجميع.. إليك تفاصيل الواقعة
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وتعتبر الفنانة زهرة العلا من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم الكثير من المواقف الغريبة وظلت تحكى عنها لسنوات طويلة، حيث قالت أنها في عام 1953 كانت مخطوبة، وفي إحدى الأيام قررت الإستعانة بسيارة خطيبها للذهاب إلي البنك لسحب مبلغ من المال.
وأضافت أنها ركنت السيارة عند الزاوية المواجهة للبنك ودخلت لسحب المبلغ ثم عادت بعد أن أنجزت مهمتها لتفاجئ بوجود عسكرى المرور يقف غاضبًا إلى جوار السيارة وهو يدون فى دفتره العديد من المخالفات للسيارة التى ركنتها فى مكان غير مسموح بالوقوف فيه.
وأضافت زهرة العلا إلى أنها فزعت من غضب العسكرى ومن عدد المخالفات التى دونها وما إن وصلت للسيارة حتى قفزت فيها وانطلقت مسرعة، إلى استديو شبرا حيث كانت مرتبطة بموعد تصوير هناك، ولكنها بعد ذلك فوجئت أثناء طريقها بأن موتوسيكل البوليس يسير خلفها ويطلق سرينته، ولم تنتبه إلا بعد ان وصلت للإستديو إلى أن البوليس كان يطاردها هى طوال الطريق، وما إن توقفت أمام الإستديو حتى وجدت رجال البوليس وكأنهم أمسكوا بلص عنيد يسرعون إليها ويتهمونها بسرقة السيارة، وهنا نظرت العلا لتفاجئ بأن السيارة التى ركبتها ليست سيارة خطيبها وإنما أخرى من نفس الماركة واللون، وكان صاحب السيارة يقف ليتحدث مع العسكرى حين خرجت هى من البنك وفوجئا بها تركب سيارة الرجل وتنطلق بها مسرعة فظنا أنها سرقتها.
وبعد ذلك انهال صاحب السيارة على زهرة العلا بالشتائم والإتهامات حتى أدرك الجميع الخطأ الذى حدث واعتذرت عن هذا الخطأ غير المقصود، لكنها لامت صاحب السيارة قائلة :"أنت ازاى تسيب عربيتك مفتوحة، لو كانت مقفولة مكنتش عرفت أركبها ومكنش اللى حصل حصل".
ولدت الفنانة زهرة العلا في ١٠ يونيو عام ١٩٤٣ بمحافظة الإسكندرية، وعاشت حياتها في حي محرم بك، حيث كانت دائمة التنقل من محافظة إلى أخرى وهذا تبعًا لظروف عائلتها حيث أنها نشأت وسط أسرة متوسطة الحال وكان لديها خمسة أخوات، وأثناء تواجدها في القاهرة استطاعت أن تحصل على دبلوم في الفنون المسرحية.
عشقت التمثيل منذ طفولتها لدرجة جعلتها تكون فرق للتمثيل وتشرف عليها بنفسها في مدرستها وعلى الرغم من صغر سنها في أن تقوم بمثل هذا العمل إلا أن فرق التمثيل التي كونتها وأشرفت عليها دخلت في مسابقات ونالت إعجاب الجميع وحصلت على المركز الأول.
اكشفها يوسف وهبي وتعلمت علي يداه أصول الفن، وانضمت إلي فرقته المسرحية وهي في الرابعة عشر من عمرها، ثم انتقلت إلى فرقة "زكي طليمات" وشاركت في عدة مسرحيات أبرزها: "حورية من المريخ، ومريضة بالوهم، والبخيل، و٧ فرخات وديك، وفتش عن المرأة"، ثم اتجهت إلى فرقة إسماعيل ياسين.
في ١٩٥١ أتجهت زهرة العلا إلي السينما وكان أول أفلامها "خدعني أبي، ثم عرفها الجمهور من خلال فيلم "أنا بنت ناس" ثم التقت من جديد بالفنان إسماعيل ياسين وكونت معه ثنائيًا متميزًا وقدموا سلسلة أفلام سينمائية ناجحة وكان أول عمل جمع بينهما في عام ١٩٥٤ "بحبوح أفندي" وبعد ذلك توالت الكثير من الأفلام التي جمعت بينهما من أشهرها: "إسماعيل ياسين في الأسطول، ملك البترول، أبو عيون جريئة، زوج بالإيجار، المجانين في نعيم" وغيرها من أفلام البطولة الثنائية الناجحة.
تزوجت من الفنان صلاح ذو الفقار واستمر هذا الزواج عام واحد فقط، وفي المرة الثانية تزوجت من المخرج الكبير حسن الصيفي وأنجبت منه ابنتان واللاتي أسمائهن أمل ومنال التي أحبت العمل في مجال الإخراج مثل والدها.
وقررت الفنانة الجميلة اعتزال الفن بعد عودتها من أداء فريضة الحج في بداية التسعينات، وخاصة بعد إصابتها بجلطة حيث قررت عدم العمل وهي مريضة حتي لا تثير الشفقة ولم تتمكن من حضور حفل تكريمها كفنانة وأم مثالية الحفل الذي أقامه المركز الكاثوليكي بمناسبة عيد الأم في عام ٢٠١٠، وتم تكريمها في منزلها، وسلمها الأب بطرس دانيال درعًا تقديرًا لمسيرتها الفنية.
وتوفيت زهرة العلا في عام ٢٠١٣ عن عمر يناهز ٧٩ عامًا بعد معانتها مع المرض حيث أنها أصيبت في أواخر أيامها بالشلل الذي ألزمها الفراش لمدة طويلة، وتم دفنها في مقابر عائلة زوجها حسن الصيفي بمنطقة الغفير.