كرة القدم في سان مارينو.. حينما يصنع التاريخ من نقطة واحدة
بعد مرور 20 عاما من الاقصاء المبكر المرير للمنتخب الإيطالي في كأس أمم أوروبا 1996، يواصل فرانكو فاريلا سعيه نحو النجاح مع واحد من المنتخبات الأقل فوزا في العالم، سان مارينو.
ويحتل منتخب سان مارينو المركز رقم 210 والأخير في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وقال فاريلا في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه سيفكر في تمديد عقده في حال قدم اتحاد البلد التي يبلغ عدد سكانها 33 ألف نسمة، عقدا جديدا في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي الوقت ذاته يستعد فاريلا وفريقه المكون من لاعبين هواة، لمواجهة منتخب لاتفيا وديا غدا الأربعاء ، ثم يحل ضيفا على منتخب جبل طارق يوم السبت في دوري الأمم الأوروبية، وهي المباراة التي ستختتم مرحلة المجموعات في تلك البطولة وكذلك مسيرة فاريلا مع الفريق والتي أمتدت عامين.
ويحتل الفريق القادم من الجمهورية الحبيسة داخل حدود إيطاليا المركز الأخير في المجموعة الثانية من القسم الرابع بالمسابقة خلف جبل طارق وليشتنشتاين ، لكن الفريق انتزع الأضواء الشهر الماضي بعدما ظفر بنقطة من تعادل سلبي مع ليشتنشتاين.
وأنهت تلك النتيجة سلسلة من الهزائم بلغت 39 هزيمة خارج الأرض في فترة تقارب العشرين عاما، ووفقا لاتحاد سان مارينو، فقد جاء الفوز الوحيد على حساب ليشتنشتاين في مباراة ودية عام 2004.
ومع ذلك ، فإن إنجاز الشهر الماضي كان له صدى في الخارج أكثر منه داخل الفريق.
وقال فاريلا: "ما أدهشني هو أنه بعد المباراة لم يكن أي لاعب سعيدا على الرغم من النتيجة التاريخية ،لم يكن أي منا سعيدا لأننا أضاعنا فرصتين بشكل لا يصدق أمام حارس المرمى، لقد سددنا 17 مرة بينما كان لدى ليختنشتاين ست تسديدات فقط.
وأضاف:" حققنا تلك النتيجة أمام فريق جاء إلى هنا وهزمنا بسهولة 2 / صفر في أيلول / سبتمبر الماضي، تمكنا من قلب الأمور وكانت هذه نتيجة رائعة بالنسبة لي وللفريق أيضًا ".
ولعب فاريلا البالغ من العمر 67 عاما، كرة القدم حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي، وبدأ مسيرته التدريبية مع أندية في الدرجات الأدنى كما قام بتدريس التربية البدنية في المدارس.
وكانت النقطة الأبرز في مسيرته، حينما تواصل معه أريجو ساكي المدير الفني للمنتخب الإيطالي، ليصبح مساعده عام 1995 في تجربة لمدة عامين، والتي شهدت تأهل المنتخب الإيطالي لكأس أمم أوروبا 1996 في إنجلترا.
وكان الفريق الإيطالي في عهد ساكي، وصيفا لبطل العالم بعد خسارته للمباراة النهائية في مونديال 1994 أمام المنتخب البرازيلي بركلات الترجيح، لكن الحدث القاري شهد خروج الفريق من الدور الأول في مجموعة شهدت تواجد كل من روسيا ومنتخبي جمهورية التشيك وألمانيا اللذين وصلا إلى المباراة النهائية (فاز المنتخب الألماني باللقب).
وتذكر فاريلا كيف أنه كان فخورا بالعمل إلى جانب ساكي في معسكرات المنتخب الإيطالي، مقارنا تلك اللحظات بشعوره حينما تولى تدريب منتخب سان مارينو.
وقال فاريلا: "كان لدي لاعبون هنا لم يظهروا لأي سبب من الأسباب وكدت أن أصاب بالجنون، لكنني أدركت أنني الشخص الذي يتعين عليه التأقلم مع ذلك، لقد حدث الأمر بسرعة وتمكنت من تغيير عقليتهم".
ساعدته خبرته في برنامج تدريب المدربين التابع للاتحاد الأوروبي (يويفا) حيث يتم عقد دورات للمدربين الشباب، من أجل مساعدتهم على التعامل مع اللاعبين الذين يسعون جاهدين لتحقيق التوازن بين شغفهم بكرة القدم والعمل بالوظائف العادية.
وأضاف فاريلا: "بالنسبة لنا كمدربين، كيفية عمل الأشياء أهم من عملها، لذلك أنا أحاول أن أشعرهم بحماسي وتصميمي وقناعاتي، لقد منحتهم احترام الذات وهم يبذلون ما بوسعهم في كل مباراة".
ومن بين 28-30 لاعبا يتابعهم فاريلا ، هناك اثنان فقط يلعبان في دوري الدرجة الثالثة في إيطاليا.
ويعاني فيليبو بيراردي لاعب الوسط المهاجم بفريق فيبونيزي من أعراض خفيفة لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، وقد يغيب عن استدعاء فاريلا، فيما يجلس المهاجم نيكولا ناني غالبا على مقاعد البدلاء في فريق تشيزينا.
وقال فاريلا :"يتواجد باقي اللاعبين في مستوى يمكن مقارنته ببطولات الهواة في إيطاليا، لكن بعدما رأيت كيف تقدم الفريق، أود أن آخذهم إلى النقطة التي يمكنني أن أقول فيها هذا هو الحد الأقصى، لا يمكن فعل أكثر من ذلك".