حكمة قرآنية..ماذا تفعل عندما يقال عنك ماليس فيك؟
كثيراً ما يتعرض الإنسان في حياته لمواقف تثير غضبه من قبل الآخرين، ومنها أن يقال عنه ماليس فيه، الأمر الذي يدفع البعض للرد والانتقام العنيف، وينسوا أن الله عز وجل وضع حلولاً قرآنية للتعامل مع هذه المواقف بحكمة.
يقول الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله: «سيقال عنك ما ليس فيك.. وسيقال لك مالا تحب.. وسيقال انك فعلت مالم تفعل، فخذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين»
مستدلاً بقوله تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » (سورة الأعراف:199، 200)
الصبر على أذى الناس من عزم الأمور كما أوضح القرآن الكريم، قال تعالى: «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» (الشورى: 40-43).
فاغفر واصبر وانتظر الجزاء من الله عز وجل وفقط، واعلم أن من يرمي الناس بالبهتان إنما هو حمل ثقيل يحمله ويلقى به رب العزة يوم القيامة، وحينها سيتمنى لو عاد للدنيا للحظة ولم يقل ما قاله.
إذ يروى أن رجلاً قال لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه: «لأشتمنك شتماً يدخل معك قبرك. فلم يزد على أن قال له: معك يدخل والله لا معي».