الحديد والصلب تحسم موقف فصل مناجم الشركة عن مصانعها
تعاقدت شركة الحديد والصلب مع مكتب عبد الشهيد للمحاماة والاستشارات القانونية لإنهاء الإجراءات القانونية الخاصة بفصل مناجم الشركة عن مصانعها وتأسيس شركة جديدة بالمناجم الحالية للشركة.
وأوضحت الشركة أن العرض تضمن تفصيلا دقيقا لتنفيذ كافة الأعمال والتنفيذ على 4 مراحل، بالإضافة إلى تحديد مدة قصيرة لتنفيذ الأعمال بناءا على توصيات اللجنة المشكلة لهذا الغرض.
وفي وقت سابق، رفض مجلس إدارة شركة “الحديد والصلب المصرية” خطاب الشركة “القابضة للصناعات المعدنية” والمذكرة المرفقة والخاصة بفصل نشاط المناجم والمحاجر في شركة مستقلة عن الشركة الأم.
وأرجع المجلس رفض خطاب القابضة لعدد من الأسباب، منها موضوع الاتفاقية هو تطوير المناجم المملوكة للحديد والصلب المصرية وتحسين جودة الخام لاستخدامه في نشاط الشركة، ولم يتطرق الموضوع ابدًا لأن تفقد الشركة المصدر الوحيد للخامة الخاصة بالنشاط.
الجدير بالذكر أن شركة الحديد والصلب، أنشأها الرئيس جمال عبد الناصر فى عام 1932 بعد توليد الكهرباء من خزان أسوان، وأصدر مرسومًا بتأسيس الشركة فى يوم 14 يونيو 1954 داخل منطقة "التبين "، فى حلوان كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في العالم العربي برأسمال قدره 21 مليون جنيه.
وتم الأكتتاب الشعبي وكانت قيمة السهم جنيهين مصريين يضاف إليهما خمسون مليمًا مصاريف إصدار، وفى يوم 23 يوليو 1955 قام عبد الناصر مع أعضاء مجلس قيادة الثورة بوضع حجر الأساس الأول للمشروع على مساحة تزيد على 2500 فدان شاملة المصانع والمدينة السكنية التابعة لها والمسجد الملحق بها، بعد توقيع العقد مع شركة ديماج ديسبرج الألمانية (ألمانيا الشرقية آنذاك) لإنشاء المصانع وتقديم الخبرات الفنية اللازمة.
وبالرغم من ظروف العدوان الثلاثى سار العمل بهمة ونشاط في بناء المصنع، ولقى المشروع الوليد معاونة صادقة من كل أجهزة الدولة مثل مصلحة الطرق، المرور وسلاح الحدود الذين تضافرت جهودهم لتيسير عمليات النقل.ففى نفس التوقيت تم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وكذلك خط سكك حديدية من الميناء تصل إلى حلوان وخط سكك حديدية آخر لتوصيل خام الحديد من الواحات إلى حلوان. ولم يأت شهر نوفمبر من عام 1957 حتى كانت الأفران الكهربائية الخاصة بصهر الحديد قد بدأت أعمالها بالفعل، وفي 27 يوليو 1958 افتتح عبد الناصر الشركة الوليدة لتبدأ الإنتاج في نفس العام باستخدام فرنين عاليين صُنعا بألمانيا، (وقد تمت زيادة السعة الإنتاجية للمجمع باستخدام فرن عالٍ ثالث صناعة روسية عام 1973، لحقه الفرن الرابع بغرض زيادة إنتاج الشركة من الصلب عام 1979)، ليضم المجمع بذلك أربعة أفران عالية.
واعتمد المشروع في إنتاجه على خامات الحديد المتوافرة بكثرة في مناجم أسوان "والتي قدرت مساحتها بـ1250 كيلو مترًا مربعًا، فبالإضافة إلى جودة الخام المستخرج منها تعتبر أقرب مصادر الخامات المصرية إلى طرق المواصلات، كما اعتمد على خام الحديد المتوفر أيضا في الواحات البحرية والبحر الأحمر، وقد بلغ إنتاج المصنع - آنذاك - ما يقرب من 210 آلاف طن ليصل إلى 1.5 مليون طن في فترة السبعينيات من الصلب المشكل على هيئة ألواح مختلفة الأحجام والسمك وقضبان وفلنكات حديدية وبلنجات السكك الحديدية، بالإضافة إلى الزوايا والكمرات والستائر الحديدية وأنابيب ومستودعات البترول وغيرها من احتياجات الصناعة المختلفة والتي كنا نستوردها سنوياً، كذلك أنتج المصنع منتجات أخرى ذات قيمة اقتصادية كبيرة منها السماد الفسفوري، خبث الأفران العالية الذي يستخدم في صناعة الأسمنت وكذلك كميات هائلة من غاز الأفران الذي استخدم لتشغيل بعض الآلات في المصنع ذاته، كما استخدم في توليد الكهرباء.الحديد والصلب المصرية بدون خامات أو تتحكم فيها الشركة المزمع إنشاؤها.