سخر من السادات فأضحكه.. وعادل إمام قضى عليه.. وغير نسر الدولة.. وتزوج 5 مرات.. حكايات لا تعرفها عن الفنان حمادة سلطان
حمادة سلطان واحداً من أبرز الكوميدنيات في الوطن العربي رسم الضحكة على وجوه الكثيرين وما زالت نكته وإفيهاته تتردد على ألسنة محبيه فهو أبرز ظرفاء العالم استخدم أقوى سلاح فني في الانتشار رفع شعار "اضحك تضحك لك الدنيا"، صاحب مدرسة قائمة بذاتها في "النكتة" فكانت تستدعيه مؤسسة الرئاسة أيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات في استراحة القناطر الخيرية ليحكي للرئيس آخر النكت السياسية التي تسخر منه أو من مسؤوليه.
اسمه الحقيقي محمد محمد عبد الغالي من مواليد عام 1941، تعود أصوله لقرية المحاميد بمركز إدفو بمحافظة أسوان، هاجر والده للقاهرة واستقر بهم الحال في حي شبرا، وكان أحد أشقائه لاعب كرة قدم شهير في زمنه وهو "مصطفى عبد الغالي".
اكتشف موهبته الفنية على فايز زغلول أحد مؤسسي الإذاعة المصرية ورشحه للظهور في حفلات "أضواء المدينة"، اعتمد كمطرب في الإذاعة والتلفزيون ولكنه قرر تغيير حياته الغنائية إلى الكوميديا واتجه إلى تقديم النكتة السريعة حيث لم يرغب في منافسة كبار المطربين في ذلك الوقت.
حصل على إسم "سلطان" من البرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك" حيث لعب الدور الإذاعي لإبن شخصية "سلطان الجزار"، وبدأ العمل في مجال الكوميديا عام 1967 على جبهة الحرب المصرية ـ المصرية إبان حرب الاستنزاف.
لمع نجمه في حقبة السبعينات واستطاع أن يكون له قاعدة جماهيرية كبيرة في الشارع المصري والعربي ولقبه الجمهور بـ "صاروخ النكتة" بسبب سرعته القوية في إلقاء النكات وأضحكت نكاته الكثيرين على واقعهم وحياتهم بل على أنفسهم.
تزوج خمس مرات، وفي كل زيجاته حدث الانفصال ولكن حدث الاستقرار في آخر زيجاته بعد زواجه من سيدة تونسية تدعى "فاطمة محمد المناعي" حيث تعرف عليها أثناء تردده على تونس لتقديم الحفلات هناك وأنجبت له ابنته "لميس" التي درست في معهد الكونسرفتوار الموسيقي.
شارك في عدد من الأعمال الفنية أبرزها فيلم "الجنة تحت قدميها" مع فريد شوقي، و"خلف أسوار الجامعة" بطولة شويكار، و"درب اللبانة" مع عبد اللطيف التلباني، و"دقات على قلبي" مع هدى سلطان، وكانت آخر أعماله مشاركته في مسلسل "رجل على الحافة".
يعتبر صاحب متفردة في فن "النكت" حيث كان يقدم نحو 720 نكتة في الساعة بواقع 5 نكات كل 5 ثواني وبلغ عدد النكات التي قدمها طوال مشواره الفني أكثر من 10 آلاف نكته وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي فنان من قبل حتى الآن، وأصبحت نكاته عالمية وذلك بعدما ترجمت إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
قدم العديد من النكت السياسية وكانت تستدعيه مؤسسة الرئاسة أيام الرئيس محمد أنور السادات في استراحة القناطر الخيرية ليحكي للرئيس آخر النكت السياسية التي تسخر منه ومن أشهر الحكايات والنكت التي قدمها عندما أحيا حفل زفاف أحد أفراد عائلة المشير أحمد إسماعيل، وزير الدفاع الأسبق، بحضور السادات، وألقى نكتة قال فيها: "اتنين بلديات قعدوا يلعبوا شطرنج.. واحد منهم حب يحرك العسكري.. فرفض إلا لما يرميله عشرة قروش".
طلب السادات مقابلة حمادة سلطان بعد الحفل حيث سأله عن خلفية هذه النكتة فقال: "يا ريس العساكر فقراء ولا يحصلون على رواتب كافية وأجورهم بسيطه ومعنى رفض يتحرك إلا لما يأخذ شلن أي عسكري المرور رفض تحريك السيارة إلا ما أخذ فلوس"، وهنا طلب الرئيس من المشير أحمد إسماعيل وقال له: "أبقوا زودوا أجور العساكر".
يعتبر "سلطان" السبب الرئيسي وراء تغيير شعار الدولة "النسر" وذلك بعدما قال للرئيس نكتة كالآتي: "اتنين صعايدة كل يوم يذهبان لحديقة الحيوان ويقفان أمام قفص النسر في حالة دهشة، ولما تكرر هذا التصرف منهما بشكل يومي استغرب الحارس وسألهما عن السبب فقالا: "نفسنا نعرف بيختموا بيه الأوراق إزاي" ومن هنا قام السادات في اليوم التالي مباشرة بإصدار قرار بتغيير شعار الجمهورية من النسر إلى الصقر.
وقال صاروخ النكتة في تصريحات صحفيه له، أن سبب ابتعاده عن الساحة الفنية خلال الآونة الآخيرة: "لم أبتعد بل استبعدوني، وهذا أمر يثير الاستغراب بعد ما قدمته لمصر من فن راقي ومدرسة للعالم في فن الفكاهة.. ولكنني وجدت من يحاربني حتى لا أظهر على الساحة والسبب لأنهم يستغلون نكاتي التي أطلقتها بنفسي في أعمالهم وعلى ألسنتهم ويجنون هم ثمار نجاحها لمصلحتهم وعلى رأس هؤلاء الفنان عادل إمام".