أمتلك قدرات خاصة جعلته يتعامل مع التليفون دون أن يراه.. حكاية لن تصدقها عن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب

الموجز

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

في عام 1958 أجرت إحدى المجلات تحقيقًا عن نجوم الزمن الجميل الذي يمتلكون قدرات خاصة فى الفنون التى يتألقون فيها سواء الغناء أو التمثيل أو الرقص وغيرها، ولكن أحيانا كان بعض هؤلاء النجوم يمتلكون قدرات خاصة تفوق قدرة البشر العاديين، وإذا عرفها الجمهور قد يرى فيها إعجازًا وشيئًا يبعث على الدهشة ويخرج عن إطار المعقول.

وكان من بين هؤلاء النجوم الموسيقار محمد عبدالوهاب، الذي بسببه أندهش الجميع من القدرات الخاصة التى تميز بها حين كان التليفون المنزلى ذو قرص مستدير يحمل الأرقام، فكان عبدالوهاب يتميز بقدرة فائقة على أن يطلب أى رقم دون أن ينظر إلى هذا القرص عندما يديره، وكان يفعل ذلك بسرعة فائقة لدرجة أن لا يستطيع أحد رؤية أصابعه وهى تتحرك فوق أرقام قرص التليفون.

وأحياناً كان بعض أصدقاء عبدالوهاب حين يرونه يطلب رقمًا لشخص يعرفونه ويحفظون رقم تليفونه يحاولون إقناع موسيقار الأجيال بأنه أخطأ فى طلب الأرقام، ولكن كان عبدالوهاب يتحداهم فى ثقة ويكمل طلب الأرقام وهو يبتسم فى هدوء، حتى يرد الشخص المطلوب فيمنح محمد عبدالوهاب السماعة لمن يتحداه مؤكدًا أنه لم يخطئ.

وكان عبدالوهاب يتقن موهبة معرفة أرقام قرص الهاتف وطلبها دون أن ينظر إليه منذ زمن بعيد، وكان يمكن أن يخطئ إذا نظر إليها بنظارته السميكة، أما حين يعتمد على أصابعه التى تعودت على مداعبة أوتار العود فلا يخطئ أبداً ويصيب هدفه دائمًا حتى يثير دهشة من يراه من شدة إتقانه وسرعته.

ولد الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب في ١٣ مارس عام ١٩٠٢ في حارة برجوان بحي باب الشعرية في القاهرة، ووالده كان يعمل موذنًا في جامع سيدي الشعراني في مسقط رأسه، وتلقي دراسته في معهد الموسيقى العربي عام ١٩٢٠، وفي عام ١٩٣٣ عمل في دور السينما المصرية، وبعد عام عمل في الإذاعة المصرية.

خلال مسيرته الفنية شارك عبد الوهاب في العديد من الأعمال فقدم أهم الألحان الموسيقية علي مر العصور منها: "دعاء الشرق، وليالي الشرق، وعندما يأتي المساء، يا قلبي يا خالي"، كما لحن موسيقار الأجيال الكثير من الأغانى لكوكب الشرق أم كلثوم منها: "أنت عمري، وعلى باب مصر، وأنت الحب، وفكروني، وأمل حياتي، غداً ألقاك وليلة حب وهذه ليلتي"، وشارك في العديد من الأفلام السينمائية منها: "الوردة البيضاء، ودموع الحب، ويحيا الحب، ويوم سعيد، وغزل البنات، ونشيد المملكة الليبية".

تزوج محمد عبدالوهاب ثلاث مرات الأولى في بداية مشواره الفني وهي سيدة تكبره بربع قرن يقال إنها أسهمت في إنتاج أول فيلم له هو "الوردة البيضاء" وتم الطلاق بعدها بعشر سنوات.

وفي عام ١٩٤٤ تزوج محمد عبدالوهاب بزوجته الثانية "إقبال" وأنجبت له خمسة أبناء هم "أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة"، وأستمر زواجهم سبعة عشر عامًا وبعد ذلك تم الطلاق، وكان زواجه الثالث والأخير من نهلة القدسي.

رحل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عن عالمنا في ١٤ مايو عام ١٩٩١، إثر وعكة صحيّة ألمت به، وكان قد أصيب وقتها بجلطة دماغية كبرى إثر سقوط حاد تعرض له على أرضية منزله بعد أن تعرض للإنزلاق مفاجئ، وكان قد أصدر الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك أمراً بتشييع جثمان الموسيقار في اليوم الخامس من شهر مايو وسط حشد جماهيري كبير.

تم نسخ الرابط