تزوج 4 مرات..وانفصل عن شادية بسبب الإجهاض..وتورط في تهريب السادات من السجن 3 مرات ونجا من المحاكمة..حكاية الفنان صلاح ذو الفقار

الموجز

هو الدكتور في فيلم "الأيدي الناعمة" وأحمد في فيلم "أغلى من حياتي" الذي جسد قصة الحب الخالدة بين منى وأحمد، فمن منا ينسى شخصية "شلش" الأب الكوميدي المشاكس في "عائلة شلش"، وغيرها من الشخصيات التي جسدها الفنان الراحل ​صلاح ذو الفقار​ الذي تميزت أدواره بخفة الظل والكوميديا حتى أنه لم يقدم الشر سوى في عمل واحد فقط، وهو "أنا وبناتي"، مشوار فني حافل وطويل، وأسرة فنية جمعت ثلاثة أشقاء تميزوا في عالم التمثيل والإخراج والإنتاج، إلا أن صلاح تميز عن أشقائه بالكاريزما فأصبح واحداً من دنجوانات ​السينما المصرية​ في جيله.

في عام 1926 وتحديدًا يوم الثامن عشر من يناير، ولد صلاح ذو الفقار في مدينة المحلة الكبرى، كان والده ضابط شرطة وكان الأخ الأصغر لأربعة أشقاء هم محمود وعز الدين وكمال وممدوح، وعلى الرغم من صغر سنه كان طفلا هادئا يتمتع بذكاء، وبعد أن حصل على الثانوية العامة تعلم الملاكمة على يد بطل العالم وقتها محمد فرج، وكان صلاح ذو الفقار يحلم بأن يكون طبيب والتحق بالفعل بكلية طب الإسكندرية إلا أن مرض والده جعله يتواجد معه فترة طويلة في القاهرة وقتها فتم فصله من الكلية لغيابه لوقت طويل فقرر أن يتقدم لكلية الشرطة، وأصبح طالبا عسكريا وبدأ عمله في الشرطة في المنوفية، وتم تعيينه مدرسا في كلية الشرطة حتى استقال عام 1957.

وكان الفنان صلاح ذو الفقار ضابطًا في السجن الذي حبس فيه محمد أنور السادات قبل أن يصبح رئيسا لمصر على خلفية اتهامه باغتيال أمين عثمان رئيس جمعية الصداقة البريطانية وبعض عملاء الإنجليز.

وفي تصريحات صحفية كشفت رقية السادات، ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أنها التقت الفنان صلاح ذو الفقار وقت أن كان والدها في السجن، وشعرت حينها بالخوف من تعذيب بعض السجناء، لكن "ذو الفقار" أخبرها بأن والدها لا يعامل هذه المعاملة أو يتم تعذيبه.

وأثناء حراسة "ذو الفقار" للرئيس الراحل قام بتهريبة عدة مرات، أولها من سجن مصر العمومي، والثانية في قاعة محكمة باب الخلق للجنايات، وبالرغم من فشل الخطة في المرتين لم ييأس "ذو الفقار" وقام بتهريبه للمرة الثالثة من داخل مستشفى محمد علي الخيرية، مما أدى إلى محاكمته، لكنه استطاع الخروج من هذا المأزق.

لم يكن صلاح ذو الفقار بعيدا عن الوسط الفني حيث كان شقيقاه عز الدين ومحمود يعملان بالإنتاج والإخراج، وكان يذهب إليهما في لوكيشن التصوير، لكن بدايته الفنية كانت من خلال فيلم "عيون سهرانة"، وكان في ذلك الوقت لا يزال ضابطاً في الشرطة وبعدها قدم دورا مرحا في فيلم "رد قلبي" مع ​مريم فخر الدين​ و​شكري ، والذي يعتبر بداية انطلاقته نحو عالم الفن والنجومية.

تزوج الفنان الراحل صلاح ذو الفقار أربع مرات كانت زوجته الأولى هى نفيسة بهجت، وكانت على صلة قرابة به ومن رائدات العمل الإجتماعي وقد تزوجها في عام 1947 وبعد الخلافات قررا الإنفصال شكليا من دون أن يتم الإنفصال الرسمي خصوصاً أنها أم أبنائه المهندس أحمد والمحامية منى، وأثناء تصويره فيلم "رد قلبي" تعرف على الممثلة زهرة العلا وأثناء مشهد زواجهما بالفيلم طلب منها أن يتزوجها في الحقيقة، وهو ما حدث بالفعل ليحضر كل فريق عمل الفيلم الزفاف، ولكن انتهى الأمر بالطلاق بعد عام من دون أية خلافات حيث شاركا في أفلام سويا بعدها مثل "الرباط المقدس" و"جميلة".

في نفس الفترة ونهاية الخمسينيات كان قد شارك مع شادية في فيلم "عيون سهرانة" عام 1957 وكانت وقتها متزوجة من الفنان عماد حمدي لكن العلاقة كانت متوترة حيث تم الإنفصال، وارتبطت بعلاقة حب بعدها مع صلاح ذو الفقار، وتم الإعلان عن الزواج بعد عرض فيلم "أغلى من حياتي"، وبعد عام كانت شادية قد أوشكت على تحقيق حلم حياتها بالأمومة، والتزمت بتعليمات طبيبها ولم تخرج من المنزل طيلة خمسة أشهر لكن تم الإجهاض، وهو ما جعل العلاقة بينهما تتوتر لتطلب الإنفصال ونجح الأصدقاء في جمعهما مجددا لكن بعدها بسنوات قليلة وبالتحديد في عام 1973 تم الإنفصال النهائي.

الزواج الرابع والأخير في حياة صلاح ذو الفقار كان من السيدة بهيجة مقبل وهي من خارج الوسط الفني، ودام 18 عاما حتى وفاته، وهي جدة الممثل المصري شريف رمزي وليس صلاح ذو الفقار كما يتردد، وقد أوصى بها أبناءه قبل وفاته.

قدم صلاح ذو الفقار أعمالاً عديدة وصلت لما يقرب من 250 فيلماً وكان الثنائي الذي جمعه بشادية وقت زواجهما هو أهم أعماله ومنها "أغلى من حياتي" و"كرامة زوجتي" و"عفريت مراتي" و"مراتي مدير عام" وقدم أيضا افلاماً مهمة في مشواره منها "الناصر صلاح الدين" و"الأيدي الناعمة" و"الكرنك" و"الإخوة الأعداء" و"غروب وشروق" ، وإلى جانب الثنائي مع شادية كون ثنائياً أيضاً مع ​الشحرورة صباح​ في أفلام مهمة منها "الرباط المقدس" و"الرجل الثاني" و"الحب كدا" وهو الفيلم الذي غنى له خلاله أغنية "يا مصطفى يا مصطفى" الشهيرة.

وإلى جانب مشواره السينمائي كان لصلاح ذو الفقار أيضا أعمال درامية أشهرها "عائلة شلش" و"رأفت الهجان" و"الثعلب" و"محمد رسول الله" و"رحلة عذاب"، كما وقف على خشبة المسرح وقدم مسرحية "رصاصة في القلب" وبعدها مسرحية "روبابيكيا" وكان آخر عرض شارك به هو "زوجة واحدة تكفي" والتي قدمها عام 1975 على مسرح الريحاني.

في 22 ديسمبر عام 1993 كان صلاح ذو الفقار يصور المشهد الأخير لفيلم "الإرهابي" مع الممثل ​عادل إمام​ وقد أصيب ذو الفقار بأزمة قلبية مفاجئة أدت لوفاته عن عمر يناهز 67 عاما، فطلب عادل إمام تأجيل المشهد والذي تم تصويره بعدها بالإستعانة بدوبلير يظهر من ظهره فقط.

تم نسخ الرابط