فتوة تعدي علي بائع متجول فتصدي له وسط تصفيق الجميع وهتافات ”يعيش فتوة السينما”.. حكاية محمود المليجي بشوارع شبرا في شم النسيم

الموجز

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

ويعتبر الفنان محمود المليجي من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الطريفة حيث قال في إحدى حواراته النادرة أنه ركب سيارته مبكرًا صباح يوم عيد شم النسيم وانطلق إلى مدخل شبرا والذى كان وقتها عبارة عن مساحة مسطحة من الخضرة والمناظر الطبيعية، وبينما يمضى فى طريقه سمع صوت فلاح ينادى على بضاعته من الخس والبصل الأخضر بصوت جميل، فأقترب بسيارته من البائع.

وأشار إلى أنه وبشكل مفاجئ توقف صوت الرجل العذب وسمع بدلًا منه مناقشة بينه وبين رجل ضخم الجثة، يستعطفه فيها الفلاح البسيط حتى يتركه يبيع بضاعته، لكن الرجل مفتول العضلات أراد أن يحصل على إتاوة من البائع البسيط ومعها جزء من بضاعته دون أن يدفع شيئاً.

وأضاف المليجى أنه اقترب من البائع والفتوة ففوجئ بيد الفتوة الثقيلة تهوى على وجه البائع المسكين الذى لم يتمالك دموعه، مشيرًا إلى أنه لم يتحمل هذا المشهد الذى تعامل فيه الفتوة مع البائع بمنتهى العنف والإفتراء ونزل من سيارته، ليجد الناس التفوا حول البائع والفتوة فى استسلام دون أن يتحرك أى منهم لنجدة الفلاح المسكين خوفًا من "فتوة الحتة".

وتابع أن الفتوة بمجرد أن رآه يرتجف ويهرب بسرعة تاركًا البائع خوفًا من شر وحش الشاشة، مؤكدًا أنه فوجئ بعد هرب الفتوة المفترى بتصفيق الناس وهتافهم له فرحًا بأنه أفزع الرجل ضخم الجثة مفتول العضلات واضطره للهرب، وهتف الجميع للمليجى قائلين: "يعيش فتوة السينما".

وُلد الفنان محمود المليجي، في عام ١٩١٠ بحي المغربلين بالقاهرة، ونشأ في بيئة شعبية حتى بعد أن انتقل مـع عائلته إلى حيّ الحلمية، وبعـد أن حصل على الشهادة الابتدائية اختار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي.

انضم محمود المليجي في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم، من ثم رشحته فاطمة، لبطولة فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة" وذلك بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة في مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقن، من ثم توالت أعماله حتي أصبح من أهم نجوم الزمن الجميل.

دوره في فيلم "قيس وليلى" هو بداية أدوار الشر له، والتي استمرت في السينما قـرابة الثـلاثين عامًا حـيث قـدم مـع فـريـد شـوقـي ثنائيًا فنيًا ناجحًا، كانت حصيلته ٤٠٠ فيلمًا، ونقطة التحول في حياة المـليجي كانت في عـام ١٩٧٠، وذلك عندما اختاره المخرج يوسف شاهين للقيام بدور "محمد أبوسويلم" في فيلم "الأرض"، فقد عمل فيما بعد في جميع أفلام يوسف شاهين، منهم: "الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوته مصري".

تزوج المليجي مرتين الأولي من الفنانة علوية جميل، والثانية سرًا من الفنانة سناء يونس، ورحل عنا شرير السينما المصرية وهو في سن الثالثة والسبعين، وكان ذلك في السادس من شهر يونيو عام ١٩٨٣ على إثر أزمة قلبية حادة، بعد رحـلة عطاء مـع الفن إسـتمرَّت أكـثر من نصف قـرن، قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملًا فنيًا، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة، وكما يموت المحارب في ميدان المعركة، مات محمود المليجي في مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره في الفيـلم التليفزيوني "أيـــوب".

تم نسخ الرابط