”عاش يتيمًا ومات وحيدًا”.. رحيل والديه سبب له أزمة نفسية وتنبأ بوفاته في مرحلة الشباب ولم يحالفه الحظ في الوسط الفني وتورط في جريمة قتل.. أحزان واجهت هيثم أحمد ذكي قبل وفاته

هيثم أحمد ذكي
هيثم أحمد ذكي

نشأ في عائلة فنية لذلك عشق التمثيل منذ طفولته وبدأ أولي خطواته الفنية عن طريق والده، أمتلك موهبة فنية مميزة لكن مقارنته بوالده دائمًا كانت سبب في تأخر مشواره الفني، شارك في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية الهامة، لكنه عاني من الوحدة في حياته بعد وفاة والديه ورحل وحيدًا أيضًا في منزله أنه الفنان هيثم أحمد ذكي.

ولد الفنان هيثم ذكي في القاهرة يوم 4 إبريل عام 1984 وسط عائلة فنية بإمتياز فهو نجل الفنان الكبير أحمد زكي والفنانة هالة فؤاد، وتوفيت والدته وعمره تسع سنوات فأصبح مرافق والده في كل حياته، واكتشف والده فيه حبه للتمثيل وموهبته فشجعه على خوض هذا المجال مما دفعه إلى الدراسة في المعهد العالي للسينما.

بدأ هيثم أولي خطواته السينمائية عن طريق والده الفنان أحمد ذكي وذلك من خلال فيلم "حليم" حيث قدم دور العندليب في سن الشباب، خاصة أن والده توفي قبل أن يكمل الفيلم، وكان والده مرحبًا بأن يشارك نجله في الفيلم، خاصة أنه كان يرغب في دخوله الوسط الفني، ودائمًا ما كان يثني عليه، ويؤكد أنه سيكون ممثلًا موهبًا.

وفي عام 2007 قدم أولي بطولاته السينمائية من خلال فيلم "البلياتشو"، لكنه لم يحقق النجاح المرجو منه، وبعد غياب أربع سنوات، قدم أولى بطولاته في الدراما من خلال مسلسل "دوران شبرا"، وفي الأعمال التالية لجأ هيثم إلى الأدوار الثانية أو البطولات الجماعية، وقدم عدة أعمال من بينها: "كف القمر، سكر مر، أستاذ ورئيس قسم، كلبش، الكنز" وكان آخر أعماله مسلسل "علامة استفهام" مع الفنان محمد رجب، في الموسم الرمضاني الماضي.

تعرض هيثم أحمد ذكي، للعديد من الصدمات طوال حياته بدايتها كانت وفاة جده المخرج أحمد فؤاد، عام 1992، وبعد عام واحد ودع الطفل الصغير والدته الفنانة هالة فؤاد، التي توفيت عام 1993، عن عمر يناهز الـ 35 عامًا، وظل يعتني بوالده أثناء رحلة مرضه حتي توفي عام 2005، ولم يمر عامان على رحيل والده حتى ودع الإبن المحكوم عليه بالوحدة فردًا جديدًا من عائلته، وهذه المرة جدته التي توفيت عام 2007 أثناء تصويره فيلم "البلياتشو" ومر بأزمة نفسية حادة خاصة أنه كان شديد التعلق بها، وبعد مرور أربع سنوات، توفي خاله المخرج أشرف فؤاد عام 2011، فهو كان أخر أفراد عائلته ومن هنا بدأت وحدته التي أثرت علي حالته النفسية بشكل كبير.

عاني هيثم طيلة حياته من الوحدة القاتلة وذلك بعدما قرر أن يعيش في منزل والده بعد رحيله، وهذا ما أكده في العديد من القاءات التليفزيونية حيث قال: "بعد وفاة والدي أحمد زكي عانيت الوحدة كثيرًا خصوصًا أننى ظللت أعيش في منزل العائلة، وعشت نفس ما عاشه والدي من الوحدة وأجد أن هذه الوحدة هي الإبتلاء المشترك بيننا"، وظهر وهو يتحدث متأثرًا بفقدانه لعائلته، واحدًا تلو الآخر، منذ الصغر، ومروره بصدمات متتالية بسبب فراقهم، أولها موت والدته ثم والده وجده وخاله، وآخرهم جدته التي طالما تعلق بها.

كما كان يخشى الفنان الشاب أن يموت وحيدًا حيث كشف بعض أصدقائه، ومن بينهم الفنانة ناهد السباعي، عن نبوءة هيثم زكي، المبكرة بوفاته وحيدًا وصغيرًا داخل منزله دون أن يشعر به أحد، مؤكدة أنه كان جارها وصديق الطفولة، وكان دائمًا ما يكرر هذا الكلام، ولكنها لم تصدقه، إلا بعد إعلان وفاته بالطريقة نفسها التي تنبأ بها.

بداية الإعلان عن وفاة الفنان هيثم أحمد زكى، كانت حينما تلقت مديرية أمن الجيزة إخطارًا من مباحث قطاع أكتوبر ببلاغ خطيبته بأنها حاولت الإتصال به أكثر من مرة ولم يستجب لاتصالاتها، وعلي الفور انتقلت قوة أمنية إلي منزل المتوفي وبفتح باب منزل عثرت الشرطة على الفنان مُلقى جثة داخل الحمام، وتبين من خلال الفحص والتحري أنه مقيم بمفرده داخل المنزل وغير متزوج، وتتردد عليه خالته كل فترة.

وتابعت الشرطة الإجراءات اللازمة من خلال استجواب أفراد الأمن الخاص المكلف بتأمين الكومبوند، وتبين أن هيثم، فجر يوم وفاته وكان يبدو عليه حالة التعب والإرهاق، وأخبرهم أنه يعاني من "مغص"، وذهب إلى إحدى الصيدليات داخل "الكومبود" لشراء أدوية، وعاد مرة أخرى إلى الشقة، وبعد ذلك أختفي تمامًا ولم يرد على هاتفه سواء اتصالات خالته أو خطيبته، ما دفعهما إلى التوجه إلى قسم الشرطة وقامتا بالإبلاغ عن تفاصيل الواقعة.

وتم نقل جثمان الفنان الراحل إلى مشرحة زينهم لأخذ عينة من دمائه وإجراء تحليل لبيان أسباب الوفاة، وناظر فريق من النيابة جثمانه للوقوف على وجود أى علامات تشير إلى وجود عنف جنائى من عدمه، واستمعوا لأقوال خطيبته حول وفاته، وكشفت تحقيقات نيابة الشيخ زايد أثناء معاينة المنزل أن تم العثور على مكملات غذائية يتناولها الفنان أثناء التمرين في الجيم، ورجحت التحريات أن وراء إصابة هيثم بـ"مغص"، هو تناوله تلك المكملات الغذائية، مع ضعف تناول الطعام، ما تسبب له في حالة إعياء شديدة قبل وفاته بيوم واحد، وتبين في النهاية أن وفاته كانت بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.

وصدمة كبيرة تلقاها زملاء ومحبو الفنان هيثم أحمد زكى، بعد أن تأخرت مراسم صلاة الجنازة وبعد ذلك صرح نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي، أن السبب وراء ذلك يعود إلى أن المشرحة طلبت تسليم الجثمان إلى أحد أقاربه، مؤكدًا: "مفيش حد من أهله يستلمه"، وتواصل بعدها زكي مع المحامي العام الذي أمر بأن يتسلم هو جثة النجم الراحل.

وقبل وفاته بأشهر قليلة أحتفل هيثم بخطبته على خبيرة الطاقة إنجى سلامة، فى شهر يناير من العام الماضى، واقتصر الحفل على الأهل والأقارب وكان من المقرر أن يحتفلون بزفافهم العام الجاري، وبعد وفاته بساعات أغلقت خطيبته كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى ورغم كونها من خارج الوسط الفنى، إلا أنها من مشاهير السوشيال ميديا، حيث تقدم العديد من محاضرات التنمية البشرية، وفي يناير 2011 كان متهم بجريمة قتل فهو كان يملك مسدسًا ورثه عن والده، سُرِق منه في فترة ثورة يناير، ونفذت به جريمة قتل في صعيد مصر وظل متخفيًا حتي تم القبض على القاتل الحقيقي، وتبرئتة من تهمة القتل.

تم نسخ الرابط