معلومات خطيرة عن حركة تركستان الشرقية التي أشعلت «الحرب» بين أمريكا والصين
أثار قرار المتحدة الأمريكية بإلغاء تصنيف "حركة تركستان الشرقية الإسلامية" كمنظمة إرهابية حالة غضب شديدة من الجانب الصيني الذى أعرب عن استيائه الشديد ومعارضته الحازمة لهذا القرار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "وانغ وين بين، تعليقًا على إعلان وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" سحب تصنيفها لـ "حركة تركستان الشرقية الإسلامية" كمنظمة إرهابية: "الإرهاب هو الإرهاب. يتعين على الجانب الأمريكي تصحيح هذا الخطأ فورًا، وعدم تبييض المنظمات الإرهابية، والتمسك بالتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب"، معربًا عن استياء الصين الشديد ومعارضتها الحازمة للقرار الأمريكي.
وأضاف أن" "حركة تركستان الشرقية الإسلامية" تم تصنيفها كمنظمة إرهابية وأُضيفت إلى قائمة الجزاءات بموجب قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقمي 1267 و 1390 في عام 2002"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة، باعتبارها أحد المشاركين في تقديم قرار مجلس الأمن رقم 1267، تراجعت عن تصنيف الحركة، ما يعكس مرة أخرى المعايير المزدوجة بشأن قضايا مكافحة الإرهاب.
وتابع بين: "إن اتخاذ إجراءات صارمة ضد الحركة كان إجماعًا من المجتمع الدولي وجزءً مهمًا من الحرب الدولية ضد الإرهاب، لافتًا إلى أن الحركة انخرطت منذ فترة طويلة في أعمال عنف إرهابية، وتسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا والإضرار بالممتلكات، ما هدد بشكل خطير أمن الصين والعالم واستقرارهما".
وخلال السطور القادمة سيلقى "الموجز" الضوء على حركة تركستان الشرقية الإسلامية.
تعتبر حركة تركستان الشرقية الإسلامية أحد أهم الحركات الإسلامية المسلحة في الصين، والتي تسعى إلى تحويل منطقة (شينجيانغ) إلى إمارة إسلامية تحتكم إلى الشريعة الإسلامية، ويبدو أن دعوات الانفصال لدى سكان تلك المنطقة، والتي يغلب عليهم الأصل "الإويغوري" تعود إلى القدم حيث كانت تلك المنطقة قبل إعلان تأسيس جمهورية الصين الشعبية، إقليم مستقل، إلا أنه بعد الإعلان عن تأسيس الدولة الجديدة عام 1949 عاد الإقليم إلى حضن الدولة.
ودعمت الحركة الولايات المتحدة الأمريكية بقوة، نتيجة الخلافات السياسية مع المعسكر الشرقي الذي كان يقف على رأسه (الاتحاد السوفيتي) قبل تفككه، إلا أنه وبتفاهمات مع بكين تم إعلان الحركة إرهابية، تحت مزاعم أنها تلقت تدريب وتمويل من تنظيم القاعدة.
وتعتبر تركستان الشرقية الإسلامية منظمة مسلحة أيغورية انفصالية، تدعو إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية، شمال غرب الصين، والأيغورية هي لغة قارلوقية، من اللغات الترکية، التي يستعملها شعب الأويغور في الصين، وهي لغة رسمية في "أويغورستان" (شينجيانغ).
وأويغورستان، هي قومية "هوي" المسلمة، تعيش في منطقة "نينغشيا"، تتمتع بالحكم الذاتي، وهي إحدى القوميات التي تتكون منها الصين، ويبلغ تعدادهم نحو 9 ملايين نسمة، وتستهدف الحركة منذ إعلانها تأسيسها الحصول على استقلال إقليم (شينجيانغ)، ذا الغالبية المسلمة من عرقية الأيغور.
وحركة شرق تركستان، التي أسسها (حسن محسوم) تدعو إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة، في تركستان الشرقية شمال غرب الصين، وتكافح هذه الحركة من أجل الحصول على استقلال إقليم شينجيانغ ذا الغالبية المسلمة من عرقية الايغور، وهي مقاطعة صينية تتمتع بنظام إداري خاص، تقع في أقصى شمال غرب البلاد، عاصمتها مدينة أورومتشي.
والمنطقة هي ذات أغلبية مسلمة لمرورها بطريق الحرير، وفي خلال الحرب الداخلية الصينية نالت استقلالها عام 1944، وعادت تركستان إلى أحضان الدولة الجديدة عام 1949 عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية، وتم إعلان قيام الشيوعية ضمها الصينيون إلى الصين، وصارت مقاطعة صينية، وتطورت كثيرًا خلال ثلاثين سنة الأخيرة، وهو إقليم غني بالنفط والغاز الطبيعي وخامات اليورانيوم.
وقال مراقبون إنهم لا يتوقعون أن يكون لدى الحركة إمكانات تؤهلها للقيام بأي هجمات خطيرة في الصين، فيما أشارت تقارير أمريكية وأممية إلى أن الحركة مسئولة عن العديد من الهجمات باستخدام قنابل في التسعينيات.
وتزعم الحكومة الصينية أن سبب إدراج الولايات المتحدة الأمريكية (حركة تركستان الشرقية) إرهابية، كونها تلقت تدريبات على يد ناشطين في تنظيم القاعدة وطالبان، وقالت الصين إنها تحققت من الأمر، لذلك قامت في أغسطس عام 2002 قامت بإدراج الحركة بين المنظمات الإرهابية، محتجة بوجود أدلة تثبت تلقي هذه الحركة عوناً مالياً وتدريباً من تنظيم القاعدة، وبعد ذلك بشهر، قامت الأمم المتحدة بإدراج الحركة بين قائمة المنظمات الإرهابية ذات الصلة بالشبكة التي يقودها أسامة بن لادن.