أبكى عبدالناصر..وانتزع اعتراف نادر من يوسف شاهين..وأحب فاتن حمامة في صمت..وخطف محسن سرحان سميحة أيوب منه..وانفصل عن زوجته الأولى وهو يبكي..حكايات الفنان شكري سرحان
ذات يوم اقترح يحيى شكري سرحان على والده الفنان الراحل شكري سرحان أن يدون مذكراته قبل وفاته، ويكتبها بيده قدر المستطاع، وحكى "يحيى"، أن والده كان شخصية عرفت بالصمت والصبر الطويل، بلا ثرثرة، واختار لمذكراته اسم "خمسون عاما بين الفن والحياة".
وأشار إلى أنه بعد قيام شكري سرحان ببطولة فيلم "ابن النيل" التصق به اللقب طوال حياته، وكتب "سرحان" عن ذلك في مذكراته: "أولى الخطوات التنفيذية في فيلم "ابن النيل" كانت حينما استعان المخرج يوسف شاهين بأحد الأساتذة الذين يتحدثون اللغة الصعيدية كأحد أبنائها، وكنا نجلس حوله مع السيدة فاتن حمامة، يحيى شاهين، فردوس محمد، واستمرت الجلسات مرات ومرات حتى استطعنا إلى حد كبير الإمساك باللهجة الصعيدية بشكل مقنع ليس فيه شيء من المبالغة أو الصنعة وسافرنا إلى قرية في الصعيد، وعشنا بها حوالي عشرين يوما نأكل مما يأكل أهلها ونعيش معهم الحياة على طبيعتها تماما، وأفادنا هذا فائدة كبيرة من حيث الاندماج وصدق الأداء التمثيلي أثناء التصوير، ونجح ابن النيل نجاحا كبيرا خاصة وزملائي فيه كانوا نخبة عظيمة من الأساتذة الكبار".
ذكر شكري سرحان في مذكراته تبعات الفيلم، وتعليق المخرج يوسف شاهين عن أحد المشاهد التي قام بأدائها، فقد كان يجلس "سرحان" في قفص الاتهام في المحكمة، وانهمرت عليه الاتهامات التي تدينه من جانب وكيل النيابة "يا شكرى أنت أبدعت في أداء هذا المشهد مثل أعظم نجوم هوليود وأنا أمنحك أوسكار عن هذا المشهد التمثيلي".
وحكى الفنان شكري سرحان في مذكراته عن حضور الفنان جمال عبد الناصر لافتتاح فيلم "رد قلبي"، رفقة جميع أعضاء قيادة الثورة، وقال إن العرض الخاص للفيلم كان في سينما كايرو عام 1957، وكانت ابتسامة الرئيس جمال عبدالناصر صادقة، عندما تأثر بعرض الفيلم، وتساقطت دموعه، وعندما منح "عبدالناصر" وسام الجمهورية لـ"سرحان" في عيد العلم بجامعة القاهرة 1965، قال له: "لقد استطعت يا شكري أن تعبر بصدق ونجاح عن شخصية ابن مصر البار، ولن ننسى لك أبدًا فيلم رد قلبي".
كما أكد سرحان أنه يعتز بفيلم "رد قلبى"، حيث قال :" الله أكرمنى واختارنى لأجسد فيه شخصية شاب مصرى، ومن أسرة مصرية متواضعة وبسيطة، وترصد حياة هذه الأسرة، بالإضافة الأسرة الأخرى الإقطاعية، وهما رمزان للحياة فى مصر فى هذا الوقت، وأيضا حصل الفيلم على العديد من الجوائز، فضلا عن قيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى عيد العلم عام 1965 بمنحى وسام الجمهورية".
وأضاف سرحان، أن أجواء الفيلم فرضت علينا الألفة والمحبة، وكل من شارك بالفيلم عاش فترة مصر ما قبل الثورة، وعن أهم المشاهد، قال سرحان حاولت أن استفاد من فروسية أحمد مظهر، وفى أحد المشاهد، طلب منى أن أركب أحد الخيول، ولكنه كان يتتبعنى، ويشعر بالخوف بسبب قوة الحصان وسرعته، رغم أنه فى سياق الفيلم هو الذى دبر لى كل هذا.
وقع شكري سرحان في بداية حياته في حب الفنانة فاتن حمامة، وهما في معهد التمثيل ولكن فى صمت، وحاول صديقه الفنان صلاح منصور، تشجيعه حتى يعترف بحبه لفاتن حمامة، لكن دون جدوى، حيث قرر أن يحبها فى صمت ولم يمتلك يومًا الجرأة حتى يعترف لها بحبه، وقد اعترف لها بعدما تزوجت من عمر الشريف.
ثم عشق الفنانة سميحة أيوب وعندما اعترف لها بحبه، وحاول الزواج منها جاء طلبه بالفرض من قبل والدها وخالها، ثم تزوجت من الوسيط "محسن سرحان" الذي استخدمه شكري للتقرب منها، حيث أنه طلب من محسن أن يساعده في التقرب منها فوقع في حبها.
تزوج مرتين الأولى من الراقصة الأرمينية هيرمين واستمر زواجهما لمدة عامين، ولكن اختلاف الطباع والعادات والتقاليد أنهت علاقتهما بالطلاق، فطلبت منه الطلاق وهي تبكي، وطلّقها وهو يبكي أيضًا، بل وأرسل لها الورد وكلمات الحب مع قسيمة الطلاق.
ثم تزوج مرة أخري من خارج الوسط الفني بالسيدة نيرمين عوف، وأنجب منها ابنين هما "صلاح، ويحيى"، ابتعد الفنان شكري سرحان عن الأضواء منذ عام 1993 بعد تقديم آخر أفلامه "جدعان باب الشعرية" وحتى رحيله عام19 مارس 1997.