«مش هتصدق».. حكاية المبانى التاريخية التى «تمشي» للحفاظ على التراث عمرها 85 عامًا

المبانى التاريخية
المبانى التاريخية التى تمشي

هل تصدق أن هناك مباني تمشي مثل الإنسان ولديها القدرة على التنقل من مكان لآخر؟، نعم هناك وما يزيد الاستغراب أنه تم رفع مدرسة ابتدائية عمرها 85 عامًا، وتحريكها بالكامل لنقلها باستخدام تقنية جديدة يطلق عليها اسم "آلة المشي"، حيث يشاهد سكان شنجهاى الذين كانوا يمرون بمنطقة هوانجبو شرقى المدينة فى وقت سابق هذا الشهر مشهدا غير عادى «مبنى يمشى».

ولهذا نستعرض معكم حكاية المبانى التاريخية التى «تمشي» للحفاظ على التراث عمرها 85 عامًا:

المثير للدهشة ان هذا الحدث يتم من أجل الحفاظ على الهياكل التاريخية، حيث يقوم المهندسون بإرفاق ما يقرب من 200 آلة دعم متنقل تحت المبنى المكون من خمسة طوابق، وفقًا لما ذكره لان ووجى، كبير المشرفين الفنيين على المشروع لشبكة cnn.

علما أن الدعامات الموجودة بالمباني مثل الأرجل الآلية، فهى مقسمة إلى مجموعتين تقومان بالتناوب لأعلى ولأسفل، لتقليد خطوة الإنسان.

كما ان التكنولوجيا الجديدة التى طورتها الشركة في عام 2018، تجعل المستشعرات المرفقة تساعد في التحكم في كيفية تقدم المبنى للأمام، فالأمر يشبه إعطاء عكازات للمبنى حتى يتمكن من الوقوف ثم المشى.

اللافت للنظر أنه تظهر لقطة تصويرية متتابعة من الشركة المدرسة وهى تمشى ببطء، خطوة صغيرة واحدة في كل مرة.

ووفقًا لبيان صادر عن حكومة مقاطعة Huangpu، تم إنشاء مدرسة "Lagena" الابتدائية في عام 1935 من قبل مجلس بلدية الامتياز الفرنسي السابق في شنجهاى وقد تم نقله من أجل توفير مساحة لمجمع تجاري ومكتبى جديد، سيتم الانتهاء منه بحلول عام 2023.

ويضطر العمال أولاً إلى الحفر حول المبنى لتثبيت 198 دعامة متنقلة في المساحات الموجودة تحتها، بعد أن تم قطع أعمدة المبنى، وتم بعد ذلك تمديد "الأرجل" الآلية لأعلى، ورفع المبنى قبل المضي قدمًا.

وعلى مدار 18 يومًا، تم تدوير المبنى 21 درجة ونقله 62 مترًا (203 قدمًا) إلى موقعه الجديد، وقد تم الانتهاء من النقل في 15 أكتوبر، حيث من المقرر أن يصبح مبنى المدرسة القديم مركزًا لحماية التراث والتعليم الثقافى.

علما أن هذا المشروع يمثل المرة الأولى التي تستخدم فيها طريقة "آلة المشي" هذه في شنجهاى لنقل مبنى تاريخي.

جدير بالذكر أنه خلال السنوات الاخيرة، شهد التحديث السريع في الصين هدم العديد من المباني التاريخية لإخلاء الأرض من ناطحات السحاب اللامعة ومباني المكاتب. ولكن كان هناك قلق متزايد بشأن فقدان التراث المعماري نتيجة للهدم في جميع أنحاء البلاد.

وأطلقت بعض المدن حملات جديدة للحفظ والمحافظة من خلال استخدام التقنيات المتقدمة التي تسمح بنقل المباني القديمة بدلاً من هدمها.

وخلال الثورة الثقافية الكارثية، من عام 1966 إلى عام 1976، تم تدمير عدد لا يحصى من المباني والمعالم التاريخية كجزء من حربه على "العادات القديمة، والثقافة، والعادات والأفكار).

وفي عام 1976، شهد ظهور دعوات من أجل الحفاظ على الهندسة المعمارية، حيث منحت الحكومة الصينية وضعًا محميًا لعدد من المبانى قبل تمرير قانون الحفاظ على التراث في الثمانينيات،و فى السنوات التي تلت ذلك، حصلت المبانى والأحياء وحتى البلدات بأكملها على دعم الدولة للحفاظ على مظهرها التاريخى.

ومع ذلك، استمر التحضر المستمر في تشكيل تهديد كبير للتراث المعمارى، ويعد بيع الأراضي أيضًا مصدرًا رئيسيًا للإيرادات للحكومات المحلية، مما يعني أن المبانى ذات القيمة المعمارية تُباع غالبًا لمطورى العقارات الذين لا يمثل الحفاظ عليها أولوية بالنسبة لهم، ففى العاصمة بكين، على سبيل المثال، تم تدمير أكثر من 1000 فدان من أزقتها التاريخية ومنازل الفناء التقليدية بين عامي 1990 و 2010، وفقًا لصحيفة تشاينا ديلى الحكومية.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وضعت مدن بما في ذلك نانجينج وبكين، بدافع من النقاد الذين احتجوا على فقدان الأحياء القديمة، خططًا طويلة الأجل للحفاظ على ما تبقى من مواقعهم التاريخية، مع توفير الحماية للحفاظ على المبانى وتقييد المطورين.

وبالفعل تم اتخاذ جهود الحفظ هذه أشكالًا مختلفة، ففي بكين، تم تحويل معبد شبه مدمر إلى مطعم ومعرض، بينما في نانجينج، تم ترميم دار سينما من الثلاثينيات لتشبه شكلها الأصلى، مع بعض الإضافات التي تم تجهيزها للاستخدام الحديثن وفى عام 2019، رحبت شنجهاى بـ Tank Shanghai، وهو مركز فنون مبني في خزانات نفط تم تجديدها.

ومن أجل نقل النصب التذكارى، يتعين على الشركات والمطورين الخضوع لأنظمة صارمة، مثل الحصول على موافقة من الحكومة على مختلف المستويات.

ومع ذلك، فإن "عمليات نقل المباني "خيار قابل للتطبيق، حيث تركز الحكومة المركزية أكثر على حماية المباني التاريخية. أنا سعيد لرؤية هذا التقدم في السنوات الأخيرة".

ولهذا يمكن القول إن شنجهاى كانت أكثر مدن الصين تقدمًا عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على التراث، وبقاء عدد من مباني الثلاثينيات في حي بوند الشهير ومنازل "شيكومين" (أو "البوابة الحجرية") التي تعود إلى القرن التاسع عشر في حي زينتياندى الذي تم تجديده أمثلة على كيفية منح المباني القديمة حياة جديدة، على الرغم من بعض الانتقادات حول كيفية تنفيذ إعادة التطوير.

كما تتمتع المدينة أيضًا بسجل حافل في نقل المباني القديمة، ففي عام 2003، تم نقل قاعة شنجهاى للحفلات الموسيقية، التي بُنيت في عام 1930، لأكثر من 66 مترًا (217 قدمًا) لإفساح المجال لطريق سريع مرتفع، و تم بعد ذلك نقل مبنى Zhengguanghe - وهو مستودع من ستة طوابق، يعود أيضًا إلى الثلاثينيات 125 قدمًا (38 مترًا) كجزء من إعادة تطوير محلية في عام 2013.

وخلال عام 2018، نقلت المدينة مبنى عمره 90 عامًا في منطقة هونجكو، في ما كان يعتبر آنذاك أكثر مشاريع النقل تعقيدًا في شنجهاى حتى الآن، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية شينخوا.

وهناك عدة طرق لتحريك المبنى حيث يمكن أن ينزلق على مجموعة من القضبان، أو يمكن أن تسحبه المركبات، على سبيل المثال.

إلا أن مدرسة لاجينا الابتدائية، التي تزن 7600 طن، شكلت تحديًا جديدًا، فهى على شكل حرف T، في حين أن الهياكل التي تم نقلها سابقًا كانت مربعة أو مستطيلة، وفقًا لوكالة شينخوا.

ولذلك فإن الشكل غير المنتظم يعني أن الطرق التقليدية للسحب أو الانزلاق ربما لم تنجح لأنها ربما لم تصمد أمام القوى الجانبية الموضوعة عليها، وقد احتاج المبنى أيضًا إلى التدوير واتباع طريق منحنى لنقله بدلاً من مجرد التحرك في خط مستقيم، وهو تحد آخر يتطلب طريقة جديدة.

ولمشاهدة فيديو النقل انقر هنا

تم نسخ الرابط