«بالقرود».. مدينة هندية تروج للسياحة بطريقة مرعبة

القرود المرعبة
القرود المرعبة

تداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي، مجموعة صور لعدد من «القرود المرعبة»، لـ مدينة هندية تروج للسياحة بطريقة مرعبة.

هذه المدينة أثارت الخوف والفزع في نفوس مدينة هندية، تدعى «شيملا»، وهى العاصمة الصيفية القديمة في زمن الاستعمار البريطاني بشمال الهند، إذ دأبت على مهاجمة السكان، والغريب أنها موجود من أجل الترويج للسياحة الهندية.

جاء ذلك خلال فترة الحجر الصارم الذي فرض من مارس إلى يونيو لاحتواء جائحة "كوفيد-19"، حيث هاجرت معظم القرود هذه المدينة الجبلية الشهيرة عند سفوح جبال الهيمالايا، واتجهت نحو المناطق الريفية المحيطة بحثًا عن الطعام.

المثير للدهشة أن هذه الحيوانات لم تتأخر في العودة ما أن بدأ تخفيف القيود، وعاودت نحو 50 مجموعة من القرود الجائعة هجماتها على السكان، تسرق منهم أكياس الطعام حيناً، أو تعضّ المارة حيناً آخر.

وإذا كانت هذه المدينة التي تتسم بمبانيها الفيكتورية الراقية ويبلغ عدد سكانها نحو 160 ألفاً تجتذب السيّاح وخصوصاً أولئك الراغبين في الهروب من حرّ الصيف، فإن عاصمة ولاية هيماتشال براديش تستقطب أيضاً القرود، تأتي لتتنعم ببقايا لحوم الهامبرجر أو قطع البيتزا التي يرميها السياح.

من ناحيته، أشار ناند لال (46 عاماً) إلى الجروح التي أصيب بها جرّاء تعرّضه لهجوم من القردة في الشارع.

كما يروي قائلًا: "كنت مارّاً أمام مجموعة من القرود، فما كان من الذكر المهيمن إلاّ أن هاجمني فجأة ثم انضمت إليه ثلاثة قرود، ولحسن الحظ، أمسكت بعصا وتمكنت من دفع القرود إلى الابتعاد. لدي كدمات في كل أنحاء رأسي ووجهي. كنت أنزف بفعل عضّة على ظهري"، واستلزم وضع "لال" حقنه بأكثر من جرعة واقية من داء الكَلَب.

هذا وقام كولديب تشاند سود، وهو قاض سابق في المحكمة العليا بلغ سن التقاعد، بملاحظة أن "الناس خائفون جداً ولا يعرفون ما عليهم أن يفعلوا" ، مشيراً إلى الجرح الذي خلفته عضة قرد في ساقه أثناء وجوده على شرفة منزله.

جاءت تصريحاته وفقًا لما نشرته وكالة فرانس برس الذى أضاف لها قائلًا: "كنت منكباً على المطالعة عندما هاجمني قرد كبير فجأة".

وفي حي سانجولي الذي يقطنه القاضي، تلجأ منازل عدة إلى حماية شرفاتها ونوافذها بأقفاص معدنية، إذ أن القرود لا تتوانى عن اقتحامها لإفراغ الثلاجات من الطعام، ما لم تكن محصّنة.
ترويع

وكان الموظف المسئول عن البيئة في شيملا راجيش شارما قد شرح أن مستوعبات القمامة الفائضة خارج الفنادق والمطاعم تشكّل هي الأخرى عنصر جذب للقردة الجائعة، حيث يرى أن تحسين نظام جمع النفايات "يصعّب الأمر على القردة، لكنّه لا يؤدي إلى تغيير العادات التي درجت عليها، إذ هي تنتزع كل ما تراه"، وإذا لم تجد أي شيء، تلجأ إلى العضّ.

الغريب في الأمر، أنه حتى أن الزوار الآتين لمشاهدة معبد جاخو الذي يضم أحد أكبر تماثيل الإله القرد هانومان في الهند، يتعرضون للنشل، إلاّ أن المسروقات لا تقتصر على الطعام، بل تشمل النظارات...وكل شيء يلمع، وعندما لا تعتدي على البشر، فإن القردة التي يُقدّر عددها في الولاية بنحو 1309 ألفاً، تلتهم أو تدمر الفاكهة والمحاصيل في الحقول، مما يتسبب في خسائر تبلغ فيمتها ملايين الدولارات كل عام.

ورغم أن القرود في الهند هي محلّ تبجيل نظراً إلى أن غالبية السكان هي من الهندوس، فقد أعلنت الحكومة أن القرود حيوانات تتسبب بالضرر ويمكن تالياً قتلها، غير أن أي حملة إبادة رسمية لم تُطلق على الرغم من لجوء المزارعين إلى تسميم مئات الحيوانات بصورة غير قانونية.

وفي شيملا ، كما في مدن أخرى في الولاية، بدأت السلطات حملة لتعقيم القرود، شملت نحو 157 ألفاً منها على مدى خمس سنوات.

تم نسخ الرابط