أزمة الشبه تطارد نجوم الزمن الجميل..البوليس السري يقبض على شكري سرحان..وشاب يلقي ”يمين الطلاق” على هدى سلطان..وأنور وجدي متهم بسرقة أموال..اعرف الحكاية
تعرض الكثير من فناني الزمن الجميل لبعض المواقف بسبب وجود شبه فى الملامح بينهم وبين غيرهم، وكاد بعضها أن يزج بهم فى السجون أو يسبب لهم مشكلات كبيرة ومواقف محرجة، سواء بسبب وجود تشابه بينهم وبين آخرين أو بسبب اختلاط الأمر عليهم فى التعرف على بعض الأشخاص.
من المواقف الغريبة التى وقعت للفنانة الكبيرة هدى سلطان وروتها بنفسها فى حوار صحفى عندما كانت تسير فى أحد الشوارع وفجأة اعترض شاب طريقها وراح يؤنبها بقسوة وكأنه يعرفها ويقول : «إزاى ترجعى من إسكندرية من غير ما أعرف»، وذهلت هدى سلطان ولم تستطع الرد على هذا الشاب من شدة الصدمة، خاصة أنها كانت قد عادت من الإسكندرية بالفعل منذ أيام، وتعجبت ما علاقة هذا الشاب بعودتها أو بقائها فى الإسكندرية.
وسألت هدى سلطان الشاب: «مين حضرتك»، فاشتعل غضب الشاب وثار ثورة عارمة وهو يلقى عليها يمين الطلاق، والتف الناس ليعرفوا ماذا حدث، وكادوا يطلبون الشرطة لهذا الشاب بعد تأكيد الفنانة الكبيرة أنها لا تعرفه.
وتبين أن زوجة الشاب سافرت إلى الإسكندرية وأنها شديدة الشبه بهدى سلطان، واعتقد الشاب أنها عادت إلى القاهرة دون أن ترجع بيتها، وبعد أن أدرك خطأه اعتذر للفنانة الكبيرة بعد أن أخرج صورة زوجته ليؤكد على حسن نيته، فإذا هى نسخة طبق الأصل من الفنانة هدى سلطان.
كان من بين المواقف الصعبة ما تعرض له الفنان الكبير الراحل أنور وجدى، وذكرته إحدى المجلات فى عدد نادر صدر عام 1956، بعد وفاته.
وذكرت المجلة أن الأوساط الفنية ظلت تتذكر هذا الحادث الذى وقع لأنور وجدى حين كان يسير بجوار بنك مصر، وفجأة رأى شخصا يتجه نحو بوابة البنك، فأسرع إليه متخيلا أنه صديقه المخرج توجو مزراحى، محاولا أن يمسك بالحقيبة التى يحملها هذا الشخص.
والتفت الرجل إلى أنور وجدى فى دهشة ورعب وقبل أن يعتذر وجدى له على هذا الخلط، ظل الرجل يصرخ فى فزع :"حرامى.. حرامى"، والتف الناس حول الفنان الكبير وحاولوا القبض عليه، بينما حاول أنور وجدى أن يشرح لهم الموقف.
ولم ينقذ الفنان الكبير من هذا الموقف سوى أن صاحب الحقيبة بعد أن هدأ دقق فى ملامحه وعرف أنه الفنان أنور وجدى، وكان الرجل من أشد المعجبين به، وهذا ما أنقذ الفنان الكبير قبل أن يقتاده الناس إلى قسم الشرطة بتهمة سرقة وخطف حقيبة أموال.
فى صباح أحد الأيام عام 1949 كان الشاب شكرى سرحان يركب الترام، فإذا بأحد رجال البوليس السرى يمسك بكتفيه محاولا اقتياده إلى قسم الشرطة، لوجود تشابه كبير بينه وبين شاب آخر كان البوليس يطارده بعد فض مظاهرة.
وحاول شكرى سرحان أن يقنع رجل البوليس بأنه ممثل وليس طالبا، وأنه لم يشترك فى أى مظاهرات، ولكن الرجل لم يقتنع، حتى رأى ضابط بوليس شكرى سرحان وتعرف عليه وأنقذه من الحبس.
كان من بين المواقف الصعبة أيضًا ما تعرضت له الفنانة الكبيرة أمينة رزق، وقالت أمينة رزق إنها كانت تسير يوما فى شارع عماد الدين، ولمحت من بعيد سيدة تنزل من سيارة أجرة وكانت تشبه كثيرا صديقتها الفنانة زينب صدقى، فأسرعت نحوها وراحت تداعبها، فإذا بالسيدة تظهر عليها علامات الدهشة والاستغراب، وما لبثت أن نهرتها ونظرت إليها بغضب، ثم وجهت إليها بعض العبارات الجارحة، واتهمتها بأنها تحاول التعرف على الناس بالعافية.
وكاد يغمى على أمينة رزق من شدة الخجل، حين أدركت أن من تداعبها ليست صديقتها وإنما سيدة أخرى.