أهداها الرئيس عبد الناصر وسام الكمال الذهبى ... حكاية المصرية التى تبرعت للبحرية بسفينة حربية

أم البحرية
أم البحرية
 
 

قد لا يعرف تاريخها أحد، لكن الأسطول البحرى المصرى يعرف كل صغيرة وكبيرة عنها، أثبتت بما تمتلك من مال وجهد وطنيتها، فوهبت منزلها للقوات البحرية ليكون ناديا للضباط، وأعطت أموالها وممتلكاتها للقوات البحرية المصرية، كما أنها تبرعت بسفينة حربية للبحرية المصرية، هى عصمت حسن الإسكندرانى، الملقبة بأم البحرية المصرية، وصاحبة الجذور البحرية، تعلقت بالبحر ووهبت أموالها لتطوير الأسطول البحرى، وكان ضباط وطلاب البحرية مصدر سعادتها فى عيد الأم حيث كانت تستقبلهم باستمرار، لها روايات طيبة فى الوطنية والدفاع عن مصر، وهذه القصص لا تغيب عن كل أبطال البحرية المصرية، حصدت ألقابا كثيرة أهمها والذى كانت تفخر به «أم البحرية المصرية»، و«بنت بطوطة»، والسطور التالية تعرض تفاصيل أكثر عن عصمت الإسكندرانى.

 

 

 

 

تعرض صفحات التاريخ، أن أم البحرية المصرية، ولدت فى عام 1897 بالإسكندرية، ونشأت فى كنف أسرة عريقة لها صلات وجذور متعلقة بالحياة البحرية، فهي حفيدة حسن الإسكندراني الحاصل على لقب «‫‏أمير البحار»، وأحد قادة الأسطول المصرى في القرن الـ19، أو ما كان يطلق عليه وزير البحرية، والذي كانت له بطولات طيبة في موقعة «نفارين» خلال عام 1827، واستشهد فى حرب القرم عام 1854.

 

 

 

 

وكانت والدتها عزيزة حسن، ابنة الأمير حسن إسماعيل، وشقيقة عزيز حسن، أحد قادة الجيش المصري الذين شاركوا في ‫‏حرب البلقان خلال عام 1912، وتلقت أم البحرية، علومها بالإسكندرية، وكانت تجيد 3 لغات العربية، والفرنسية والإنجليزية، وارتبطت ارتباطا وثيقا بالبحر وحياته والسفن والأسفار، وذلك بسبب أمجاد جدها «أمير البحار».

 

 

 

 

 

تشير الذكريات التى تم نشرها عن حياة أم البحرية، إلى أنها طافت الكثير من دول العالم كـ« لبنان، وسوريا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وإسبانيا»، ودرست تاريخ المساجد والقلاع والآثار القديمة، وزارت المتاحف والمكتبات الفرنسية، والبلجيكية، والسويسرية وغيرها، بالإضافة إلى أنها قضت نحو 18 عامًا في رحلاتها الاستكشافية والدراسية حتى حصدت لقب «‫بنت بطوطة»، لكثرة رحلاتها بين البلدان وبعضها البعض.

 

 

 

 

 

وقيل إنه بمجرد اندلاع نيران الحرب أسرعت بالتبرع بسفينة حربية مجهزة بصورة كاملة على نفقتها الخاصة، وقدمتها هدية خالصة للقوات البحرية، بل وتمادت فى التعبير عن وطنيتها بإهداء القوات البحرية منزلها الكائن في رأس التين بالإسكندرية، ليتم تحويله ناديا للبحرية، ولأن وطنية «أم البحرية»، لم يكن لها سقفا، فقامت بوهب جميع ممتلكاتها من عقارات وأراض زراعية، وكل أموالها للكلية البحرية، من خلال وصية كتبتها لبعد وفاتها، كمساهمة منها للنهوض بأسطول مصر، ليصبح أكبر أساطيل البحرية فى العالم.

 

 

 

 

 

وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بتقييم تضحيات «أم البحرية المصرية»، حيث أهداها وسام «الكمال الذهبى» عام 1955، وتعرض الوسام للسرقة من داخل بيتها، فعاود عبدالناصر، إهدائها وسامًا آخر، خلال الاحتفال بيوم البحرية، وكانت «أم البحرية»، أولى المدعوين لحضور حفل إنشاء المتحف البحري بالإسكندرية في 29 أغسطس 1960.

 

 

 

 

وكتبت الصحافة فى أغسطس 1960، عن «أم البحرية»، أنها تستطيع دخول مقرات القوات البحرية فى أي وقت، ويمكنها الصعود إلى ظهر أي بارجة أو مدرعة دون أن تعترضها العوائق.

 

 

 

 

وقيل إن عيد الأم بالنسبة لها كان عيدا حيث يزورها فى بيتها ضباط السلاح البحري وطلبة الكلية البحرية، ويقدمون لها باقات الورود، ويلتفون حولها وهي تعيد على مسامعهم الأمجاد المصرية في البحار، وكيف كان الأسطول المصري عام 1840 ثالث أسطول في العالم، بفضل الجنود المصريين الشجعان.

 

 
 
تم نسخ الرابط