”مجنون ليلى”.. حكاية رجل غامض طارد ليلي مراد وعكر صفو حياتها وكان ردها صفعة قوية علي وجهه

ليلى مراد
ليلى مراد

يحرص النجوم علي قضاء الأوقات العائلية في الإجازات الصيفية وفي معظم الأحيان تكون قصص ومغامرات الفنانين في حياتهم الحقيقية طريفة وتشبه الأفلام إلى حد كبير، ولكنها تظل ذكرى لدى أصحابها يحكون عنها في لقاءتهم التليفزيونية.

ومن بينهم الفنانة ليلي مراد فهي كانت دائمًا تقضي بعض الأوقات مع عائلتها بعيدًا عن العمل وضغط التصوير، ففي كل صيف كانت تسافر إلي الإسكندرية ورأس البر لتستجم على شواطئ البحر، وخلال هذه الفترات تعرضت للعديد من المواقف التي ذكرتها في إحدى حواراتها النادرة وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة.

كانت البداية عندما ذهبت ليلى مراد كعادتها لقضاء بعض أيام الصيف فى الإسكندرية، وفى أحد الأعوام تلقت خطابًا من مجهول، بإمضاء "مجنون ليلى" وصف فيه تحركاتها خطوة بخطوة منذ غادرت منزلها فى القاهرة حتى وصلها الخطاب، وكأنه يعيش معها ويقف إلى جوارها، وهو ما أثار دهشة الفنانة الكبيرة ومخاوفها وفضولها لمعرفة هذا الشخص.

وطلب "مجنون ليلى" فى خطابه مقابلة الفنانة الرقيقة فى البوفيه المقابل لشاطئ ستانلى، وبعد تردد وحيرة بين مخاوفها وفضولها لمعرفة هذا الشخص قررت ليلى أن تذهب لتعرف من هو هذا المجنون الذى يعد عليها أنفاسها.

وعندما ذهبت فى الموعد المحدد وجدت ليلى مراد سيارة فاخرة وإلى جوارها سائقها الذى تقدم منها بأدب شديد وقال لها: "أنا مكنتش متوقع إن حضرتك تيجى فى الميعاد"، فسألته ليلى مراد وهى تكتم غيظها: هو حضرتك صاحب الجواب، فأجاب السائق بابتسامة عريضة: أيوة يا فندم، فما كان من ليلى مراد إلا أن استجمعت كل قوتها وصفعت السائق صفعة قوية وهى تقول: "أنت كان لازم تشوف شغلك أحسن".

ولدت الفنانة ليلي مراد فى ١٧ فبراير ١٩١٨ فى الإسكندرية لأسرة يهودية الأصل وكان اسمها ليليان إبراهيم زكى مراد، سافر والدها ليبحث عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات، لذلك اضطرت فيها للدراسة بالقسم المجاني في مدرسة الراهبات للبنات وتعرضت أسرتها للطرد من المنزل بعد نفاذ أموالهم وتخرجت بعد ذلك من هذه المدرسة.

بدأت الغناء وهى في سن الرابعة عشر، وتعلمت الغناء على يد والدها والملحن المعروف داود حسنى الذي اكتشف موهبتها فى الغناء، و بدأت المشاركة فى الحفلات الخاصة والعامة بشكل محدود، ثم تقدمت للإذاعة كمطربة عام ١٩٣٤ ونجحت، بعدها سجلت اسطوانات بصوتها، عام ١٩٧٣ ثم قامت بالتمثيل لأول مرة أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم "يحيا الحب" ثم جذبت أنظار الفنان يوسف وهبي لتقدم معه فيلمها الثاني "ليلة ممطرة" نهاية عام ١٩٣٩.

ليلى مراد تربعت على عرش السينما المصرية، بعدد أفلام كبير يحمل اسمها، بينها "ليلى بنت المدارس، وليلى بنت الريف، وليلى بنت الأغنياء"، وبثنائية مع المخرج والمنتج والممثل أنور وجدي، الذي صنع نجاحها على شاشة السينما ولكن زواجها به أثّر عليها عاطفيًا وإنسانيًا بشكل لم يكن إيجابيًا دومًا، حيث كان يحتكرها فنيًا، كما حدثت بينهما مناوشات كثيرة، لدرجة أن الصحف وقتها اتهمته بأنه وراء إطلاق إشاعة تبرع ليلى مراد بمبلغ مالي ضخم لإسرائيل، وهو الأمر الذي أحبطها كثيرًا وأثر على شعبيتها، وعانت مرارًا كي تنفي هذا الخبر الكاذب، الذي ربط حينها برغبة أنور وجدي بالإنتصار في صراعه معها، والإنتقام منها بعد الطلاق، حيث تزوجها عام ١٩٤٥ وأشهرت إسلامها بعدها بعام، ثم انفصلا بعد ٨ سنوات.

وهذا الأمر كان مربكًا للفنانة ليلي مراد التي قدمت فيلمين فقط بعد الإنفصال القاسي عن صانع نجوميتها وأزماتها على السواء أنور وجدي، ثم قررت اعتزال التمثيل تمامًا، وحينها كانت قد أكملت للتو السابعة والثلاثين، وهي في عز شهرتها، وكانت قدمت ٢٨ فيلم غنائي فقط، ولم تنجح المحاولات لإثنائها عن القرار المفاجئ، حيث كان آخر أفلامها "الحبيب المجهول" مع حسين صدقي عام ١٩٥٥.

تزوجت ليلى بعد انفصالها عن أنور وجدي، من الطيار وجيه أباظة، أحد الأعضاء البارزين في حركة "الضباط الأحرار".، فهي كانت زيجة قصيرة أنجبت خلالها ابنها الأكبر أشرف، وبعد الطلاق من أباظة تزوجت من المخرج الكبير فطين عبد الوهاب وزرقت منه بنجلها الممثل زكي فطين عبد الوهاب.

قدمت خلال مسيرتها الفنية أكثر من ١٠٠٠ أغنية، بين الوطنية والعاطفية والدينية، بإمضاء أيقونات ملحني عصرها، محمد عبد الوهاب ومنير مراد ورياض السنباطي ومحمد فوزي، وغيرهم، وكانت تحضر بين حين وآخر في أعمال غنائية وحفلات بعد اعتزالها العمل التمثيلي ولكن كان التفرغ الأكبر لطفليها وكانت قد أشارت في أحاديث عدة فيما بعد إلى أنها كانت تقدّر العائلة كثيراً، وكانت تتمنى أن تعيش زواجاً ناجحاً ومستقراً، فاستعاضت عن ذلك بالتفرغ لابنيها، حتى فارقت الحياة قبل ربع قرن من الزمان، في ٢١ نوفمبر عام ١٩٩٥ بمستشفى مصر الدولي بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز ٧٧ عامًا تاركة خلفها مشوار فني متميز.

تم نسخ الرابط